كتب رأفت أمين: التعامل مع قضايا الاقتصاد خلال المرحلة المقبلة يحتاج الي نظرة مستقبلية جريئة تستطلع الاحداث العالمية والتحالفات الدولية للتعامل معها وتحقيق اكبر قدر من الاستفادة لصالح الاقتصاد القومي. نقول هذا بمناسبة اعتراض وزارة النقل علي توقيع اتفاق تسيير خط ملاحي بين مينائي ميرسن التركي وبورسعيد لنقل التجارة التركية والاوروبية الي دول الخليج وتحويل مسارها من سوريا الي مصر, وهو الاتفاق الذي سيحقق عوائد مباشرة للخزانة لاتقل عن100 مليون دولار سنويا. الدكتور خالد حنفي عميد كلية النقل الدولي واللوجستيات بالاكاديمية البحرية ورئيس هيئة تحرير الدستور الاقتصادي الذي اعده اتحاد الغرف التجارية يري في هذا الخط فائدة كبيرة علي الاقتصاد القومي, ويشير الي انه علينا في المرحلة المقبلة ان نتعامل مع الحلول اكثر من المشكلات وان ننظر نظرات مستقبلية تنقل اقتصادنا نقلة نوعية في ظل قراءة الواقع العالمي الجديد فعند قراءة ظروف التحالفات الدولية نجد ان مصر مؤهلة بشكل كبير للدخول في تحالفات اقتصادية طويلة الاجل تتحالف فيه مصر مع تركيا كبداية ثم تنضم اليها مجموعات اخري من الدول لتشكل كتلة اقتصادية قوية قادرة علي ان تملي ارادتها الاقتصادية ثم السياسية في منطقة الشرق الاوسط, فتركيا تبحث عن شريك تجاري استراتيجي, هذا التوجه لايسعي فقط كما يري البعض بنظرة قاصرة لمرور بعض يالحافلات وانما يسعي الي ابعد من ذلك, لان فتح خطوط التجارة بين تركيا ومصر يسهم في مرور اكثر من600 حافلة يوميا وهو هدف مهم علي المدي القصير, ولاشك ان عودة هذه الحافلات مرة اخري يمكن ان تساعد الصادرات المصرية بعد انشاء نقاط لتجميع الصادرات للاستفادة من الحاويات الفارغة العائدة الي الموانيء التركية لتكون بوابة الي اسواق واعدة في اوروبا شرقا وغربا ويقول د.حنفي ان التحالف المصري التركي الذي تم الاتفاق عليه بهدف انشاء مناطق لوجستية بجوار الموانيء المصرية باستثمارات تركية تعمل علي انشاء انشطة ذات قيم مضافة عالية لكي تكون مصر بمثابة نقطة تجمع في منطقة الشرق الاوسط, ونقطة تصنيع لتحالف مصري تركي ينطلق الي شمال افريقيا بداية من ليبيا وصولا الي المغرب في مرحلته الاولي ويتعمق في الجنوب حتي اثيوبيا من خلال خطوط اخري تربط موانيء جيبوتي و العين السخنة و شرق التفريعة للحصول علي مصادر وموارد بأسعار تنافسية تحقق القيمة المضافة لها في مصر وتنطلق من منصات التصدير المصرية الي اسواق الخليج وشرق اوروبا التي طالما اغفلناها.