كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه خلال الأشهر القليلة الماضية زادت إيران من تحركاتها في منطقة الشرق الأوسط لتعزيز نفوذها,وبخاصة في اليمن المضطرب الذي تقوم بتدريب متمرديه وإرسال الكثير من شحنات السلاح ومساعدات مادية له تتجاوز ملايين الدولارات. وأوضحت الصحيفة نقلا عن تقارير مخابراتية وعسكرية أمريكية أن قوات القدسالإيرانية وحدة العمليات الدولية في الحرس الثوري الإيراني تدعم شبكة من المهربين الإيرانيين لتوصيل أسلحة حديثة ومتطورة للمتمردين هناك لتحل محل القديمة المستخدمة مثل القذائف الصاروخية وأسلحة ايه كيه-47 وبنادق اتوماتيكية ومواد تستخدم في صنع القنابل. ولا يقتصر المد الإيراني في اليمن علي تقديم الدعم المادي أو التسليح فقط أو حتي دعم الجماعات المناهضة لحكم الرئيس الراحل عبدالله صالح, بل أطلقت طهران مؤخرا برنامجا باللغة العربية موجها لليمن ضمن إذاعتها العربية المعروفة باسم العالم والذي بات يحظي بشعبية كبيرة عبر اليمن للهجته المناهضة لصالح فضلا عن معادته للولايات المتحدة كباقي الإذاعات الرسمية الإيرانية. ووصف مسئولو الجيش والمخابرات الأمريكية هذه التحركات بأنها جهود إيرانية مضنية تهدف لتوسيع نطاق النفوذ الايراني في مختلف أنحاء المنطقة. ونقلت الصحيفة عن عدد من المحللين السياسين قولهم إن اليمن تكون شديدة الأهمية بالنسبة لإيران في الوقت الراهن للانتقام من أي عملية عسكرية إسرائيلية تستهدف منشآتها النووية, خاصة في ظل الأوضاع المضطربة التي تشهدها اليمن وسيطرة قاعدة شبه الجزيرة العربية علي جنوبها والحوثيين علي الشمال. وقال يحيي الجيفري رئيس حزب الرابطة اليمني ان إيران تسعي لاستخدام اليمن كنقطة ضغط علي السعودية وكل دول الخليج العربي, خاصة وأن المذهب الشيعي للحوثيين يجعلهم حلفاء طبيعين لإيران وأعداء للسعودية السنية. كما يري الجنرال جيمس ماتيس رئيس القيادة المركزية في الجيش الأمريكي أن إيران تقاتل في حرب غير معلنة بشكل شبه يومي, فهي تسلح المتمردين في اليمن وتبذل ما في وسعها للبقاء علي نظام بشار الأسد في سوريا, فضلا عن الاتهامات الموجهة لها بضلوعها في محاولة اغتيال للسفير السعودي في الولاياتالمتحدة ومهاجمة الدبلوماسيين عبر سفارات الهند وجورجيا. من جانبه, نفي المتحدث باسم الحوثيين تلقي المتمردين لأي دعم إيراني أو تدريبات, واصفا الأمر بأنه اتهامات أمريكية- سعودية قديمة.