كشف تقرير لوكالة الطاقة الدولية أن إنتاج البترول الإيراني انخفض إلي أدني مستوي له منذ عشر سنوات, وسط توقعات بأن يتراجع إلي المستويات المتدنية التي شهدتها فترة حرب العراق و إيران خلال الثمانينيات من القرن الماضي. , وذلك نتيجة للعقوبات الغربية علي طهران والتي بدأت تحدث تأثيرها علي قطاع البترول الذي يعاني أصلا من الضعف منذ سنوات بسبب نقص الاستثمارات. ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أمس عن التقرير الشهري للأسواق, الذي تصدره وكالة الطاقة الدولية, أن انتاج إيران من البترول الخام انخفض بمقدار نصف مليون برميل يوميا ليصل إلي ثلاثة ملايين وثماثمائة وثمانين ألف برميل في شهر فبراير الماضي, وهو أقل معدل إنتاج منذ عام.2002 وأضاف التقرير أن إنتاج البترول الإيراني قد يسجل مزيدا من الانخفاض حيث انه اعتبارا من يوليو المقبل عندما تدخل العقوبات الأوروبية علي بترول إيران حيز التنفيذ, فإن صادرات البترول يمكن أن تنخفض بمقدار800 ألف برميل. وأشارت الصحيفة إلي أن المحللين يتوقعون أن تجبر العقوبات إيران علي غلق العديد من مصانعها إذا لم تتمكن من رفع حجم صادراتها من البترول, وإذا حدث ذلك فإن معدلات إنتاج البترول الإيراني ستصل إلي مستويات الحرب مع العراق. وفي مزيد من التصعيد الإسرائيلي ضد طهران, أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن إسرائيل ستتحرك لحماية نفسها من أي تهديد حتي لو عارضت الولاياتالمتحدة ذلك. وألقي نيتانياهو, في خطاب أمام الكنيست, باللائمة بشكل مباشر علي طهران في التصعيد الأخير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة, قائلا إن غزة هي مركز أمامي لإيران, مضيفا أن الفصائل الفلسطينية وحركة حزب الله في لبنان تحتمي بما وصفه بالمظلة الإيرانية, وحذر من خطورة أن تتحول تلك المظلة إلي مظلة نووية. وتابع نفضل أن نري إيران تتخلي عن برنامجها النووي بطرق سلمية, ولكن واجبي الحفاظ علي قدرة إسرائيل علي حماية نفسها في وجه أي تحدي, مؤكدا أن تل أبيب لن تضع مصيرها في يد الآخرين حتي لو كانت يد أفضل أصدقائها. يأتي هذا في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة معاريف الإسرائيلية أن مصادر إسرائيلية تعتقد أن غالبية أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية و السياسية يؤيدون موقف نيتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك الداعم لضرب إيران حتي بدون إذن أمريكي. وأضافت الصحيفة أن عددا من أعضاء المجلس الوزراي قالوا في أحاديث مغلقة, في أعقاب خطاب نيتانياهو في الكنيست, إنه يبدو أن هذا الخطاب جاء تمهيدا لعملية عسكرية ضد طهران. ومن جهته, أكد عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عدم وجود خلاف بين إسرائيل و الولاياتالمتحدة بشأن تصميم إيران علي مواصلة تطوير سلاح نووي وقدرتها علي تحقيق ذلك. ومن جانبه, اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان, خلال زيارته الحالية لكوريا الجنوبية, إيران باتباع أساليب المكر والدهاء لكسب الوقت بغية امتلاك أسلحة دمار شامل. ودعا ليبرمان المجتمع الدولي إلي استخلاص العبر من الملف الكوري الشمالي, حيث تمكنت بيونج يانج من تحقيق مآربها والتحول إلي قوة نووية. ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم إلي بكين لحثها علي تكثيف العقوبات المفروضه علي إيران. وفي أول تعاون عسكري من نوعه, اختتم سلاح الجو الإسرائيلي ونظيره البولندي أمس مناورات جوية مشتركة استغرقت أسبوعا في قاعدة أوفدا في صحراء النقب جنوبي إسرائيل. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن المناورات تضمنت محاكاة لهجمات بالصواريخ وسبل اعتراضها, حيث تبادل الطرفان دوري الهجوم والدفاع. ومن المتوقع أن يجري الجانبان تدريبا في بولندا في وقت لاحق لم يكشف عنه, حيث يتاح للإسرائيليين الفرصة للتدريب وتفقد طائرات ميج الروسية التي مازالت تستخدم في الجيش البولندي وبعض الجيوش العربية بما في ذلك الجيش السوري. وذكرت يديعوت أن إسرائيل تجد في القوات المسلحة الأوروبية بديلا عن الجيش التركي الذي أوقف تعاونه مع تل أبيب خلال السنوات القليلة الماضية بسبب توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد حادثة أسطول الحرية. وعلي صعيد متصل, ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس أن منظمة أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي ومقرها الولاياتالمتحدة جمعت26 مليون دولار كتبرعات للجيش الإسرائيلي و ذلك خلال حملتها السنوية لجمع التبرعات التي أقيمت في نيويورك وحضرها عدد كبير من رجال الأعمال والشخصيات الامريكية والاسرائيلية البارزه. وعلي صعيد آخر, أعلنت السلطات في أذربيجان أمس إلقاء القبض علي22 مواطنا أذريا يشتبه في قيامهم بالتجسس لحساب إيران والتآمر لمهاجمة سفارات وشركات أمريكية وإسرائيلية في العاصمة باكو. جاء ذلك في الوقت الذي حددت فيه الشرطة الهندية والوكالات الاستخباراتية هوية ثلاثة أشخاص إيرانيين اتهمتهم بأنهم خططوا ونفذوا عملية الهجوم الذي استهدف السيارة الدبلوماسية الإسرائيلية الشهر الماضي.