فى اليوم الثالث للملتقى عُقدت ندوة " شارك فيها أربعة من الروائيين وهم الفسطيني إبراهيم نصر الله واللبنانى د. رشيد الضعيف والمصريان عادل عصمت وهانى عبد المريد، وأدار الندوة الروائي المغربى د. بنسالم حميش. وكانت الشهادة الأولى لصاحب الملهاة الفلسطينية "إبراهيم نصر الله", فقال إنه بدأ بالتفكير فى كتابتها بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، فبدأ بجمع الروايات من كبار السن الذين عاصروا الأحداث، مشيرا إلى أن أمله فى ذلك الوقت كان أن يكتبها روائى فلسطينى كبير وبالتحديد "غسان كنفانى" لأن رؤيته تعمل فى نفس هذا الاتجاه، لكن فى النهاية تصدى بنفسه لكتابة الملهاة بنفسه. وفى شهادته تحدث الروائى المصرى عادل عصمت عن كيفية تخليص الرواية من التعميمات حتى تتحول إلى فن، وذلك من خلال عرضه لتجربته فى كتابة روايته "أيام النوافذ الزرقاء"، فقال إن الأمر بدأ بطلب إحدى المجلات أن يكتب مقالا عن قريته، وكان من العسير عليه أن يبتعد عن الكتابة الروائية، لكنه عندما بدأ بالكتابة عن قريته، وجد نفسه يكتب تاريخا شخصيا للقرية، ويشرح انطباعاته ويصفها دون أى اعتبار للمعلومات العامة التى يعرفها الجميع. وأضاف: "وجدت نفسى أجسد هذه الأطياف فى شكل حى" وكانت الشهادة الثالثة للروائى المصرى هانى عبد المريد تحت عنوان "وحيد بما يكفى لأكتب" لخَّص فيها تجربته مع الكتابة التى بدأ بالتعامل معها على أنها هم شخصى أو سر خاص لا يطَّلع عليه أحد. وأضاف: "الكتابة بالنسبة لى تبدو كالحبيبة التى أحتفظ بأسرارها" واختتمت الندوة بشهادة مثيرة للجدل للروائى اللبنانى رشيد الضعيف، الذى طرح فى البداية عدة تساؤلات تدور كلها حول دور الروائى فى كتابة روايته، مشيرا إلى أن دور الكاتب أقل كثيرا مما يبدو، وأن الراوى العربى يعطى لنفسه وظيفة خطيرة وهى تغيير المجتمع، بينما المتأمل يتأكد أن دوره أقل بكثير مما يُعطى لنفسه، وأن دور الكاتب فى الرواية محدود. ويلخص د. رشيد الضعيف دور الكاتب فى الرواية –من وجهة نظره- بنقطة الحبر التى تلون وعاء الماء، وأن الرواية والشعر على أهميتهما فإنهما لا يغيران شيئا فى المحتمع وقد قوبلت الشهادة الأخيرة بعاصفة من الرفض من الحضور ، وكان فى مقدمة الرافضين مدير الندوة الروائي بنسالم حميش والروائيان المصريان سعيد الكفراوى وهالة البدرى.