وصف العديد من السياسيين وقادة الأحزاب الجولة التي سيقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بدءا من غدا في كل من السودان وأثيوبيا بأنها بداية استعادة الريادة المصرية في القارة السمراء، والتي كانت قد أهتزت منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بأديس أبابا قبل مايزيد عن عشرين عاما. ويقول حسام الخولي عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، إن مصر الآن بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت تستعيد دورها الطبيعي نحو إفريقيا، فالملف الإفريقي صارا مهمشا منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتعاملت بعض الأجهزة السيادية مع هذا الملف بطريقة خاطئة، بدعوي أن هناك بعض الدول الإفريقية خططت لتلك المحاولة الغادرة، وهذا كان التوجه الخاطيء الذي فصلنا سنوات طويلة عن إفريقيا، فسمحنا لدول عديدة للدخول إليها والاستثمار فيها مثل الهند وإسرائيل والصين وفرنسا للتغلغل في تلك الدول الفقيرة، والتي تحتاج إلي المعاونة والمساندة. وأكد الخولي أن بشائر الخير كانت واضحة في كلمات رئيس وزراء إثيوبيا في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ» إما أن نغرق أو نسبح معا، ونحن اخترنا السباحة معا» فالمصير المصري والإثيوبي واحد..وكلنا نساند الدولة في توجهها نحو المفاوضات والاستثمار في إثيوبيا، دون إحداث أي أضرار لهم أولنا، وتسير الملفات المفتوحة في الطريق الصحيح. بينما يري الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن النظام السياسي المصري الآن عمل علي حاجتين مهمتين الأولي «تشفير» أغلب المشكلات والعمل علي حلها. ثانيا: اللجوء إلي بعض الدول الإفريقية والبعيدة عن أي صراعات معنا ومنها الصومال وجزر القمر وتنزانيا وغيرها، أدي إلي استعادة دورنا الريادي والإفريقي، وأننا متواجدون في إفريقيا الآن. أما المشكلة الكبري والأساسية والمتمثلة مع دول حوض النيل فهذا هو «لب المشكلة» خاصة إثيوبيا وبناء سد النهضة، ولكن الخطر ليس هذا السد، ولكن بناء عدة سدود أخري ، وتدخل دول مثل إسرائيل في الاستثمارات الإثيوبية، واستغلال الموقف المصري بعد الثورتين والأزمات الاقتصادية التي مرت بها، كل هذا ساعد علي تطويق الدولة المصرية . أما عن الموقف السوداني، فالمصير واحد والكلام علي لسان العزباوي وقد كانت الدولتان واحدة من قبل، لكن القرارات السياسية في السودان تتغير من لحظة إلي أخري،لكن السيسي يعمل الآن علي التعاون، وفتح آفاق جديدة معها سواء في الجنوب السوداني أو شماله، فالسودان تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الصالحة للاستزراع، ومصر تمتلك الطاقات البشرية والتكنولوجية، فلابد أن تكون المصالح المشتركة هي اليد الطولي في العلاقات بين البلدين. ومن ناحيته قال الربان عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر: إن زيارة الرئيس السيسي، لدولة السودان وإثيوبيا ستؤدي إلي زيادة التقارب المصري الإفريقي، وعودة مصر لإفريقيا مرة أخري، ويعالج الرئيس بتلك الزيارة إهمال سنوات طويلة وأنظمة سابقه، ويؤكد حرص الرئيس علي إقامة علاقات قوية مع دول الجوار. وأضاف رئيس حزب المؤتمر، أن زيارة الرئيس للسودان وإثيوبيا قبل القمة العربية ، يؤكد أنه يدرس جولاته بشكل جيد، وأنه حريص علي وحدة الدول الإفريقية مثل حرصه علي وحدة الدول العربية، ولم الشمل العربي مرة أخري بعد ثورات الربيع العربي التي أدت للتفرقة بين الأمة العربية.