وزير الإسكان يشدد على ضرورة توفير حلول لمشكلة انقطاع المياه في عدة مدن جديدة    أسعار المانجو اليوم الأحد 7-7-2024 في الإسماعيلية.. اعرف أرخص الأنواع    تسليم 2721 قرضا حسنا للأسر الأكثر احتياجا في كفر الشيخ    رئيس «المصريين الأحرار» يشيد بجهود مصر في احتواء أزمة السودان: قوة إقليمية رائدة    وزير خارجية لبنان الأسبق: إسرائيل لا تريد تهدئة الأوضاع    وزير الرياضة: تشكيل لجنة قانونية لبحث الموضوعات المشابهة لما حدث مع أحمد رفعت    مانشستر يونايتد يقترب من حسم صفقة جديدة    «جنح المعادي» تعاقب شقيق كهربا لاعب الأهلي بالحبس سنتين    «الداخلية»: ضبط 6 أطنان دقيق في حملات الرقابة على الأسواق    «ملحمة البرث».. 7 سنوات على معركة البطولة والصمود    الأفلام المصرية تحقق 3.5 مليون جنيه خلال يوم.. «ولاد رزق 3» في الصدارة    معلومات عن مسرح «حياة كريمة» للطفل.. أنشطة منتوعة واكتشاف مواهب    تغيير كسوة الكعبة المشرفة مع بدء العام الهجري الجديد.. تزن 1350 كيلوجراما    فحص 1326 مريضا في قافلة طبية مجانية بالدقهلية    انقطاع المياه لمدة 10 ساعات متواصلة عن سكان هذه المحافظة    وزير الخارجية البريطاني الجديد: نرغب في اتخاذ موقف متوازن تجاه إسرائيل وغزة    رئيس جامعة المنوفية يعتمد نتيجة تراكمي بكالوريوس كلية التربية النوعية بنسبة 91,74%    أول تعليق من وزير التعليم على حصوله على دكتوراه "وهمية"    الوداد المغربي يقترب من التعاقد مع موكوينا    فريدة عثمان تعلن عدم خوضها منافسات أولمبياد باريس 2024    صور.. تنفيذ فعاليات برنامج مشواري بمركز شباب السعديين بالشرقية    رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 2024.. وموعد الإجازة الرسمية في السعودية للعام الهجري الجديد    محافظ شمال سيناء يوجه بالتواصل مع المواطنين وتقديم الخدمات لهم    رفع 80 طن مخلفات صلبة بأبوقرقاص بالمنيا    حصريًا.. رابط نتائج الصف البكالوريا سوريا 2024 حسب الاسم ورقم الاكتتاب وزارة التربية السورية moed.gov.sy    وزير الكهرباء: نعمل على استقرار التغذية الكهربائية والوفاء بمتطلبات التنمية المستدامة    رغم فقد بعض المكاسب.. البورصة تصعد 0.84% بختام تداولات اليوم    صدمة لهؤلاء الموظفين.. هتشتغلوا يوم زيادة أسبوعيا بقرار من الحكومة    بعد إعلان دعم تركي آل الشيخ لفيلم«الشايب».. اَسر ياسين :«حلم من أحلامي»    فارسكور تشهد الاستعدادات النهائية لختام ورش "مصر جميلة"    "تمزق أربطة وكدمات".. نشوى مصطفى تطمئن جمهورها بعد الحادث    أمين الفتوى: الهجرة علمتنا أن الإنسان يمكنه أن يبدأ من جديد في أي لحظة    قناة "الناس" تذيع تقريرا عن طريق سير النبي في هجرته المباركة    تنسيق الثانوية العامة 2024.. مؤشرات قبول زراعة المطرية للحاصلين على الشهادة الإعدادية    نائب وزير الصحة يتفقد مركز صحة الأسرة بالحي الثالث بمنطقة بدر الطبية    في يومها العالمي.. أهم الفوائد الصحية للشوكولاتة    سيناء.. بوابة مصر الشرقية ودرعها الواقي على مر الزمان    وزير الخارجية والهجرة يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره القبرصي للتهنئة بتوليه منصبه الجديد    مهرجان العلمين يضع مصر على خريطة المهرجانات العالمية    الإفتاء:توضح حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد 1446    حازم مبروك عطية: الهجرة النبوية الشريفة تعلمنا درسا هاما فى حب الوطن    أوكرانيا: مقتل وإصابة 10 أشخاص في هجمات روسية على دونيتسك    منتخب كولومبيا لا يعرف الهزيمة منذ يوليو 2022 بعد إقصاء بنما    القاهرة الإخبارية: مجمع ناصر الطبي المشفى الوحيد الذي يعمل فى خان يونس    «الصحة»: انطلاق المرحلة الثانية من المسح الميداني المجاني للكشف المبكر عن البلهارسيا والطفيليات المعوية    «أثناء عبورها الطريق».. تفاصيل دهس سيدة عند كوبري أحمد عرابي    تفاصيل إصابة شخص في حريق بمحل ملابس بالمنصورة    أولياء الأمور يغششون الطلاب على غرار "عبلة كامل" في اللمبي.. عقوبة تنتظرهم    في أولى جولاته.. محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمستشفى الرمد للعيون    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 45 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    صعود نجم كامالا هاريس يهدد آمال بايدن في الانتخابات الأمريكية.. هل ينسحب؟    آلاف المسلمين التايلانديين من 45 محافظة تايلاندية يلتقون شيخ الأزهر في بانكوك    رأس السنة الهجرية.. من أول من وضع بداية التقويم الهجري؟    امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرف حل امتحان الكيمياء وراجع إجاباتك    ضياء السيد: رفعت صاحب شخصية قوية منذ صغره وكنا نستعد لعودته للملاعب    3 ناجين و2 مفقودين.. القصة الكاملة لكارثة غرق 5 لاعبين من اتحاد طنجة المغربي    شاهد بالبث المباشر منتخب البرازيل اليوم.. مشاهدة منتخب البرازيل × الأوروجواي Twitter بث مباشر دون "تشفير" | كوبا أمريكا 2024    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خيانة الشعر
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 03 - 2015

الحياة تحتاج إلى الشاعرية. والأدب بحاجة إلى الشعر. فى عالم هو ابن الأحداث بامتياز, وابن تطور التكنولوجيا, وسيادة المادية الاستهلاكية, ماذا حدث للشعر, خصوصا, الشعر العربى؟منذ نهضة الحداثة الشعرية والأدبية التى بدأت ملامحها مع أربعينيات القرن العشرين, وتطورت مع النصف الثانى منه.
وولدت تيارات وتجارب شعرية حداثية راسخة, رافقتها الحركة النقدية, والتنظيرية وخلقت أسماء رواد الحداثة الشعرية, شىء ما توقف. وزادت ملامح هذا التوقف للتيارات التجديدية مع القرن الحادى والعشرين.كان هناك صهيل جامح للتمرد الشعرى والأدبى, خلق أسماء, مات كثير منها اليوم, ولم يبق سوى القليل الذى ينتمى إلى ذلك الماضى القريب, دون تجديد يذكر.قيل, وتكرر, إنه عصر الرواية عربيا, لكننى لا أرى ذلك كمنجز, بقدر ما هو حركة نشر ناشطة يسوقها الجانب التجارى والإعلامى والجوائز.لا إخلاص كبير للشعر بين أبناء الأجيال الجديدة. ورغم وجود الكثير من النصوص على الإنترنت, وبعض المطبوعات, ومعظمه هزيل, ومن باب الثرثرة الوجدانية أكثر منه الرؤيوية الشعرية, والتجديد فى الكلمة والأسلوب, وربما المضمون.

كما لا نلمح جماعات شعرية على غرار ما حدث فى القرن العشرين, من جماعات مؤسسة مثل جماعة مجلة الشعر فى لبنان, والخبز والحرية, وإضاءة, وأبوللو فى مصر, وكذلك أولئك الذين انتموا إلى تجمعات شعرية شهدتها مجلات مثل الكرمل, ومواقف, وكتابات البحرينية على سبيل المثال. بل أننا لا نشهد حتى حركة اتباع وحواريين من الشعراء الجدد لشعراء من علامات الحداثة الشعرية العربية كما حدث مع من تأثروا بتجارب شعراء كقاسم حداد وسركون بولص وسعدى يوسف ومحمد بنيس ومحمود درويش وأدونيس مثلا. وكم كان لنزار قبانى من متأثرين به صاغوا تجاربهم الشعرية والأدبية الخاصة بهم فيما بعد. ولا نرى بيانات شعرية أيضا, اليوم, كبيانات الحداثة التى طرحت نفسها عربيا حتى ثمانينيات القرن العشرين.

بلا شك أن هناك تجارب متميزة تطرح نفسها, ولكن لا تمثل أمرا مبهرا أو مؤثرا أو خالقا لتيارات شعرية مواكبة للحظة الزمنية الحاضرة.

وهناك ملحوظة لا بد منها,فقد تراجع بعض المجددين شعريا إلى تيار محافظ, وربما تقليدى, وبعضهم عاد إلى القصائد العمودية, وأغراض الشعر المستهلكة. إنها عودة إلى خباء قائم متأثر بالسقوط الحضارى والسياسى والثقافى السائد حاليا فى بلاد العرب.أضف إلى ذلك, أن الجهات الرسمية العربية المعنية بشئون الثقافة, خصوصا, فى الخليج ممثلة بمؤسساتها, إعلامها ومنابرها وجوائزها ومهرجاناتها تغلب عليها الصيغ التقليدية والمحافظة , وربما المعادية للحداثة والتجديد والتجريب الشعرى والأدبى والفكرى. ومفهومها عن التراث هو مفهوم جامد ومقلد لا يحاول تجاوز الماضى, لكنه أيضا لا يستطيع أن يضاهيه, وهو تقليد سطحى جدا, لما يظن أنه الأصل.

وهناك غياب لحركة نقدية عربية حداثية متمكنة, تخرج من عباءات الجامعات والمؤسسات والصحف.

الشعر مقام حرية, وتثوير للرؤية والمفردة والمفاهيم. وهو ضرورى للغاية, لأنه ومنذ بدء التاريخ الإنسانى تعبير حضارى ووجدانى وعقلى عن الإنسان,حضارته, قلقه الوجودى, أحلامه, رؤيته, وتجاوزه للمكان والزمان.

هناك من خانوا الشعر للأسف.

المراكز, والمنابر, والقبول, والتملق, ومجرد الاستمرارية, وكذلك الفشل فى التطور المصاحب لرغبة فى الهيمنة القافية خنق الكثير من الإمكانيات الشعرية للأجيال الجديدة, عبر هؤلاء.

شعوب بلا شعر متجدد, هى أمم محنطة روحيا, ووجدانيا, وإنسانيا.

انظر إلى الشوارع العربية اليوم, يافطاتها, ولغة الأجيال الشابة, وطريقة الحوار. ماذا تسمع, ماذا ترى, ماذا تفهم؟!

الكثير من التقليدية, تعثر اللغة, تخبط المفاهيم, وعجمة الكلام والكتابة, والتسطح المعرفى, والعلاقة المرتبكة باللغة العربية, وربما النظرة الدونية لها من فئة المتعلمين الذين يفضلون اللغات الإنجليزية والفرنسية أو حتى الصينية.

الشعر روح تتبع الجسد.

والشعر المثقف والمتجاوز والمجدد والمبدع هو شعر نخبوى, يقتضى التأصيل المعرفى, واللغوى, والحساسية الوجدانية والروحية.

أمة بلا شعر, هى أمة محنطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.