قبل يوم من انطلاق الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، كثف رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو حربه الكلامية ضد خصومه من تيار يسار الوسط، الذين وصفهم بأنهم "ألعوبة فى يد حملة عالمية منظمة" لانتزاع السلطة منه . وذلك فى ظل تضاؤل فرص فوز نيتانياهو أمام قائمة الاتحاد الصهيونى اليسارية، بزعامة إسحق هرتزوج رئيس حزب العمال، وتسيبى ليفنى رئيسة حزب الحركة. واتهم "نيتانياهو"، فى حوار مع إذاعة جيش إسرائيل، أمس ، حكومات أجنبية بضخ ملايين الدولارات، والتواطؤ مع جماعات يسارية، وشخصيات إعلامية إسرائيلية، فى إطار حملة منظمة لإسقاط حزبه "الليكود"، وتعزيز فرص القائمة المشتركة للاتحاد الصهيوني. وقال "نيتانياهو"، إن هذه الحكومات الأجنبية، التى لم يسمها، لا تضع مصلحة إسرائيل فى اعتبارها، وأنها تريد فقط تنصيب قيادة ضعيفة تستجيب لأوامرها. وكان "نيتانياهو" قد أدلى بتصريحات مماثلة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، خلال اليومين الماضيين، حيث أكد، فى حوار مع القناة الثانية الإسرائيلية، أن القوى، التى يعتبرها مصطفة ضده، تعلم شيئا واحدا أنه حين يأتى "هرتزوج" و"تسيبي" للحكم فإنهما لن يصمدا لدقيقة.. سيتداعيان فى كل موقف فورا، على حد قوله. ومن جانبه، رد "هرتزوج"، الذى استضافته القناة الثانية على هجوم نيتانياهو، قائلا: إن"المجتمع الدولى يعلم أنك ضعيف"، كما رفض الاتحاد الصهيونى هذا الوابل من الهجمات، ووصفها بأنها محاولة من جانب نيتانياهو لصرف أنظار الناخبين عن المشاكل الاقتصادية والسياسية فى إسرائيل، وتحويلها إلى تحديات أمنية، مثل حملة الفلسطينيين لإعلان دولة، وبرنامج إيران النووي، الذى يقول رئيس الوزراء إنه وحده القادر على مقاومة الضغوط الخارجية بشأنه. يأتى ذلك فى الوقت الذى توقعت فيه أحدث استطلاعات الرأى حصول الاتحاد الصهيونى فى الانتخابات على ما بين 24 و26 مقعدا من مقاعد الكنيست، البالغ عددها 120 مقعدا، مقابل 20 إلى 22 مقعدا لليكود، وإذا تحققت هذه التوقعات، فسيكون بوسع خصوم نيتانياهو تشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "صنداى تليجراف" أن تراجع شعبية نيتانياهو يرجع إلى غضب الناخبين من ارتفاع مستوى المعيشة، بشكل كبير، فى إسرائيل، إضافة إلى شخصيته "المتغطرسة"، التى جعلته غير محبوب على نطاق واسع. وتحدثت عن تقرير حكومي، صدر أخيرا بشأن تبديد "نيتانياهو"، وزوجته "سارة"، أموالا حكومية على مقار إقامتهما الخاصة والرسمية. وفى سياق متصل ، سعى "نيتانياهو"، أمس، فى محاولة أخيرة قبل ساعات من بدء الانتخابات، إلى جذب ناخبى الوسط، وذلك بعرضه منصب وزير المالية على موشيه كحلون، العضو السابق فى حزب الليكود، والذى أسس حزبا يمينيا وسطيا جديدا باسم "كلنا"، فى حالة فوزه بالانتخابات، وهو عرض رفضه "كحلون"، معتبرا إياه "مناورة". وتظهر استطلاعات الرأى أن حزب "كحلون" قد يحصل على 8 إلى 10 مقاعد فى الكنيست، ويعتبر معلقون أن ذلك الحزب الوسطى سيكون اللاعب الأساسى فى ترجيح كفة الانتخابات. وقال "كحلون"، لراديو إسرائيل بشأن عرض "نيتانياهو": "بقيت 48 ساعة على الانتخابات، ولم يكن هناك شك أن مثل هذه المناورة ستحدث من قبل نيتانياهو، فهو مصمم على جعلنا نخسر الأصوات". وتابع: "لم أطلب حقيبة المالية من "هرتزوج"، أو "نيتانياهو".. طلبت حقيبة المالية فقط من الرأى العام".