افتتح المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، صباح أمس، أعمال المؤتمر العام الدولي الرابع والعشرين للمجلس . تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بعنوان «عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه طريق التصحيح»، وبمشاركة 30 دولة، وأكثر من 500 مدعو من الدول العربية والإسلامية. وأكد المهندس إبراهيم محلب، أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، وما نجده اليوم من تكفير وتطرف وغلو وما يحدث من قتل وحرق وأعمال إجرامية دخيلة علي بلادنا وديننا، والإسلام حذر من ترويع الآمنين لأنه إجرام وتهديد للناس، وهو دين احترم حقوق الإنسان والحيوان، وتراثنا فيه الكثير ما يدلل علي ذلك. وأضاف محلب أننا نعجب من أناس حفظوا بعض آيات، غير أنهم لم يفهموها وانحرفوا عن الفهم الصحيح، وذلك لخدمة أغراضهم الشخصية، فالإسلام دين الإنسانية ودين البناء، ويدعو للعمل والإنتاج، وقد حث النبي صلي الله عليه وسلم علي العمل، لأن إتقان العمل سبيل رقي الأوطان، فلقد كانت بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وقد تجلي ذلك في مواقف كثيرة منها ما حدث يوم فتح مكة، فالإسلام دين الرحمة والسماحة. وأكد رئيس الوزراء أنه نظرا لما تتعرض له الأمة العربية، فنحن بحاجة لتكاتف الجميع حتي نتجاوز معا الأزمات والمحن التي تكاد تعصف باستقرارها. من جانبه قال الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال كلمته بالمؤتمر: إننا نرفض علاقة الإرهاب بالأديان، والإرهاب لا دين له ويأكل من يدعمه ويتستر عليه، ومضيفًا: ندعو الرئيس السيسي إلي تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب في المنطقة». وأكد إن الإسلام دين حضارة سبيله البناء لا الهدم دين مكارم الأخلاق، تتجلي عظمته في أسمي معانيها في الجوانب الأخلاقية، فهو دين الرحمة والعدل وكل القيم النبيلة لخصها النبي في قوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق«، كما تتجلي عظمته في إنصاف الآخر المختلف، تعد وثيقة المدينة افضل انموذج لترسيخ فقه التعايش. ووجه جمعة رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية قائلا: لقد ناديت حيا وأسمعت مجيبا وها نحن نعلن من أرض الكنانة أننا سنكون عند حسن ظنك بنا، ودعوتك أصابت موضعها، وسيري العالم في المؤتمر تجديدا حقيقيا في الفكر والفهم وليس في الشكل. كما وجه جمعة رسالة للمهندس إبراهيم محلب قائلا: نحن علي العهد كما عودتنا بأننا حكومة المهام الصعبة واقتحام الملفات الحساسة، طالما كان ذلك لصالح الوطن والأمة. ووجه رسالة للمشاركين في المؤتمر بضرورة تناول القضايا المهمة كالخلافة ونظام الحكم والجزية ودار الحرب ودار السلام، وبما يعد اجتهادا جماعيا لا فرديا، حتي ننبذ العنف والتشدد والغلو كما ننبذ التحلل والانفلات. وقال جمعة إننا نرفض ربط الإرهاب بالأديان، فالإرهاب لا دين له ولا وطن ويأكل من يدعمه والصامتين عليه والخائفين في مواجهته، المؤتمر يكشف اباطيل وشبه الجماعات المتطرفة، لتحصين الشباب من الوقوع في براثنها، كما طالب بتشكيل قوة عربية موحدة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية ، وهناك تنسيق كامل مع علماء الأمة لتجديد الخطاب الديني لما يخدم الإنسانية كلها. البرد يمنع الإمام الأكبر من الحضور اعتذر فضيلةُ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، عن عدم حضور المؤتمر بسبب تعرُّض فضيلته لنزلة بردٍ شديدةٍ عقب عودته من مشاركتِه بمؤتمر مكافحة الإرهاب بمكَّةَ المُكرَّمة، وأدائه العمرة. وأناب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، لحضور المؤتمر، وإلقاء كلمة الأزهر نيابة عنه. كما كلف عددا من قيادات الأزهر بالحضور من أبرزهم الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والمستشار محمد عبد السلام، المستشار القانوني والتشريعي لشيخ الأزهر، والدكتور عبدالحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، وعدد مِن علماء الأزهر الشريف.