أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية بامتياز، وهى ركيزة للأمن والاستقرار فى المنطقة، والمسئولون فى البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر . وأضاف فى حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية إننا سنكون حريصين كل الحرص على استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع الملك سلمان. وتطويرها مع تنفيذ كل الالتزامات أمام شعوبنا، بما يتسق ويتناسب مع المسئولية التى نتحملها.. وفيما يلى نص الحوار.. بعد 8 أشهر من انتخابه رئيسا لمصر، ووعده بتحقيق الحرية والعدالة، أين وصل الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى وعده هذا؟ رحلة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ممتدة حتى تتحقق، لأن مراحلها كبيرة فى بلد تعداد سكانه 90 مليون نسمة. ولعل السؤال هنا: هل الإرادة الشعبية تصب فى كل هذه المطالب لتحقيقها؟ وإجابتي: إننى أقدّر كثيرا الشعب المصرى وأتمنى أن أفعل كل شيء للمصريين، وبما يتناسب وتطلعاتهم وطموحاتهم وبما يضمن حصول كل مواطن على كامل حقوقه. إذن ما الذى تحقق فى الفترة الماضية؟ أستطيع القول إن مصر مرت بحالة ثورة خلال 4 سنوات ماضية، إلا أن الشعب المصرى واع جدا ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما، وبالتالى لا بد أن نعترف أننا سنأخذ وقتا فى ذلك، لكننا قمنا أولا بالحفاظ على دولة المؤسسات ودعمها، بعد أن تعرضت لهزة كبيرة على مدار ثورتى 25 يناير و30 يونيو. وبالتالى كان لا بد أن تستعيد مكانتها وأن نقوم بتحسين أداء الدولة. وإدارة دولة مثل مصر بحاجة لتوازنات وأولويات حتى تستقر كل الأوضاع. خذ مثلا قضية صحافيى قناة «الجزيرة»، لا يوجد مسئول فى الدولة يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ولأننا نحترم القضاء أولا وسلطته كذلك، فكان لا بد أن ننتظر حتى يقول القضاء كلمته وبعد ذلك أستخدم صلاحياتى لإنهاء الموضوع، لأن صلاحياتى تبدأ بعد انتهاء المحاكمة وليس خلالها. هل يمكن أن نحدد ما هى أهم إنجازات الرئيس خلال الثمانية أشهر الماضية؟ ما قمنا به خلال ثمانية أشهر ليس بالقليل، لدينا مثال فى مشروع قناة السويس الجديدة مفترض أن يستغرق تقريبا 5 سنوات، ولكننا وعدنا بتنفيذه خلال عام وسوف يفتتح فى شهر أغسطس المقبل. وهذا العمل يعزز قدرة مصر كشريك للتجارة العالمية من خلال قناة السويس. المثال الثاني: العمل على إنشاء شبكة قومية للطرق بطول 3600 كيلومتر والانتهاء منها أيضا خلال شهر أغسطس المقبل مع رفع أداء شبكة الطرق القديمة. ثالثا: وضعنا خريطة إدارية للمحافظات يمكن من خلالها إضافة أراض جديدة بواجهة صحراوية وواجهة أخرى على الشواطئ، وهو ما يسمح بزيادة القدرة الاستثمارية للمحافظات وتوسيع مساحتها. حتى أزمة الكهرباء استطعنا التخفيف من حدتها بإضافة 360 ميجاوات على الشبكة. ونقوم حاليا بعمل دراسات دقيقة لزراعة 4 ملايين فدان والبداية ستكون بمليون فدان، وفى الوقت نفسه نعمل على توفير البنية الأساسية والخدمات الخاصة بهذه المساحة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية الرئيسية مثل موانئ دمياطوالسويس والبحر الأحمر وبورسعيد. لكن مصر بعد ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 عانت من مشاكل اقتصادية صعبة أثرت على الحياة المعيشية للمواطن المصرى، ما الذى فعله الرئيس السيسى لتحسين حياة المواطن المصري؟ فى الوقت الذى استطاع المصريون فيه تغيير وضع سياسى فى بلادهم والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، كان لا بد من ثمن اقتصادى وأمنى دفعه ال90 مليون مصرى وما زالوا يدفعونه، وبصراحة لولا وقوف الأشقاء معنا وإلى جوارنا باستمرار، ولهم كل التقدير فى المملكة العربية السعودية ودولتى الإمارات والكويت، ما كان لنا أن نصمد إلا بوقوفهم مع الشعب المصرى. دعنى أقل لك وبصراحة إن سقوط مصر لا قدر الله يعنى سقوط المنطقة. هل تعلم أن 65 فى المائة من المصريين من الشباب أقل من 40 عاما؟ وهذا يعنى أنهم جميعا لديهم الأمل فى الحياة والتعليم والصحة والسكن المناسب، وهذا بالتأكيد يحتاج جهدا كبيرا، والمصريون بالطبع لديهم وعى كبير وتحملوا وتحلوا بالصبر لمواجهة كل هذه التحديات، وبالتالى لا بد لهم أن يجدوا نتيجة صبرهم. ما الذى تنتظرونه من المؤتمر الاقتصادي؟ أولا نبذل كل الجهد لتجهيز أنفسنا لاستقبال المستثمرين والأصدقاء والأشقاء. وكما تعلم أن فكرة المؤتمر كانت منذ البداية سعودية حينما أعلن المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم مصر، إلى أن وصلنا لأن يكون المؤتمر للدفع باستثمارات لدعم الاقتصاد المصرى، واليوم نعمل على ضبط البنية التشريعية لحل المشكلات العالقة التى تناسب مناخ الاستثمارات، وتختصر الإجراءات البيروقراطية لأننا نعمل على إنجاح المؤتمر وما بعده من تنفيذ للسير نحو ما نريد وننتظر. كيف ترون علاقات الرياض مع القاهرة؟ نحن فى مصر نؤمن أن العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية بامتياز، وهى ركيزة للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، والمسئولون فى البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، الذى أدرك بحسه الاستراتيجى أهمية وضرورة دعم هذا التوجه، وقد سار على الدرب كل أبناء الملك بنفس الحرص والرغبة والقدرة على التنفيذ المخلص والأمين وبما يحافظ على هذه العلاقة الممتدة عبر السنين. وماذا عن علاقتكم مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز؟ ننظر دون شك للعلاقة مع العاهل السعودى نظرة تحمل كل تقدير واحترام، ولن تنسى له مصر مواقفه المشرفة منذ أن تطوع فى الجيش المصرى فى حرب العدوان الثلاثى، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر فى حرب أكتوبر 1973، وسنكون حريصين كل الحرص على استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع الملك سلمان. وأستطيع أن أؤكد أننا سنعمل ليس للحفاظ على العلاقات فقط، وإنما لتطويرها مع تنفيذ كل الالتزامات أمام شعوبنا، بما يتسق ويتناسب مع المسئولية التى نتحملها، نظرا للمخاطر الحقيقية التى تهدد الوطن العربى. ونظرا لكل ما يحاك ضدنا وما يحدث من حولنا، يجعلنى أقول دائما يجب أن نعمل معا حتى نحافظ على بلادنا وشعوبها. تزورون السعودية الأحد، فى أول زيارة رسمية منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، ما الذى ستناقشونه فى زيارتكم للرياض؟ ستكون لدينا مباحثات هامة وبناءة، سوف نتحدث فى كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التى تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات فى اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب. فى ظل العلاقة المتوترة بين دول الخليج العربى وإيران، كيف تنظرون لعلاقتكم مع طهران؟ لدينا 4 عناصر مهمة فى علاقتنا مع دول الخليج. الأول: أمن مصر القومى يمر عبر دول الخليج، والثاني: أمن الخليج خط أحمر، والمحور الثالث: «مسافة السكة» التى تحدثت عنها سابقا. أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة. تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومى وليست موجهة ضد أحد. هل «مسافة السكة» لا زالت نفس المسافة السابقة؟ أكيد ولماذا تتغير؟ (وخلى بالك) عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا فى الأزمة التى مرت بمصر، فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شيء فى الأمر لا اليوم ولا غدا. لننتقل لملف الإرهاب.. هل احتاجت مصر لذبح 21 من أبنائها فى ليبيا حتى تعلم أن خطر الإرهاب ينهش فى حدودها الغربية؟ الإجابة على هذا السؤال يجب أن تسمعها من الآخرين وليس منا، لأننى شخصيا حذرت ومنذ عامين فى خطابات كثيرة، عربيا ودوليا، من أن هناك خطورة من المقاتلين الأجانب فى سورياوالعراق وكذلك ليبيا. وحذرت وأبديت مخاوفى من تحول المنطقة إلى ساحة جاذبة للإرهاب، وما زلت أحذر من المخاطر الحقيقية مع استمرار الوضع على ما هو عليه، ولذا طالبت بأن يكون العمل جماعيا حتى نستعيد الأمن، لأن استعدادنا معا يطرد الإرهاب من بلادنا، أما تركنا له فهو يعزز من اشتعال البيئة الحاضنة للإرهاب فى كل مكان، فى مصر والعالم العربى وحتى فى دول الخليج. لكنكم تحفظتم على المشاركة فى التحالف الدولى ضد الإرهاب فى العراقوسوريا واكتفيتم بمشاركة رمزية؟ اسمح لى أن أقول إن وصف التحفظ كلمة غير دقيقة، وسبق أن أعلنت مصر منذ اليوم الأول أنها مع التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، وأكدت على ضرورة أن تكون المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين استراتيجية وشاملة، لأن العمل العسكرى والأمنى فقط غير كاف. والأكثر من ذلك أننا فى مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولى، بمكافحة الإرهاب فى سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء فى السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل. فى رأيكم كيف يتم القضاء على تنظيم «داعش»؟ الإجابة عن هذا السؤال تكون من خلال وحدتنا، والتى أعتبرها أول خطوة على طريق القضاء على الإرهاب، والوحدة هنا بمعنى التنسيق والتعاون الشامل فى كل المجالات، لأننى أرى أن الخطة الأمنية والسياسية لا يمكن اختزالها فى عمل عسكرى وأمنى فقط، وإنما الدفع بإجراءات موحدة وقوية تمثل أيضا عملا رادعا فى المنطقة. ولدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين. هل تقصدون قوة عسكرية عربية ضد الإرهاب؟ لا بد من التحرك الجماعى وأعنى دورا عربيا مشتركا ولا يقتصر على الدور السعودى والمصرى والإماراتى كل على حدة. لا أنا شخصيا، ولا مصر، لا نبحث عن «دور» وإنما عن «حالة» عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات. هل هناك مشروع محدد فى هذا الشأن؟ نحن نتشاور مع أشقائنا بشأنها وهى قوة عربية مشتركة. بعد ثورة 30 يونيو وما تبعها من حظر لجماعة الإخوان المسلمين، كيف ترى وضع «الجماعة» بعد كل التحولات التى مرت بمصر والمنطقة، بمعنى هل يمكن عودتها للمشهد السياسى مرة أخري؟ هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصرى وللرأى العام وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورا. هل بقى شيء من المصالحة مع قطر؟ أنا أسألك: قدم لى تصريحا رسميا واحدا صدر منا فيه إساءة ضد أى من الدولتين، قطروتركيا. بكل تأكيد لن تجد تصريحا سلبيا واحدا. مرة أخرى.. ما الذى بقى من المصالحة مع قطر؟ كنا، ولا زلنا، ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربى الكبير. بصراحة.. ماذا تريدون من قطر؟ نحن نريد أم هم؟ نحن لا نريد شيئا. هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله سوف تدخل المنطقة فى صراع لن يقل عن 50 عاما. التصريحات التركية الرسمية ضد الدولة المصرية مستمرة ولم تتوقف منذ ثورة 30 يونيو، بالمقابل لا يوجد موقف مصرى مقابل؟ ألا تخشون من ضياع هيبة الدولة؟ هيبة الدول بقدرتها وقوتها، أما التلاسن والإساءة للآخرين والشعوب فليسا من قيم وشيم الدول القوية. نحن نتحدث عن علاقة مع شعبين سواء قطر أو تركيا، ونحن نؤمن بأن البقاء للعلاقات بين الشعوب. أما الإساءات والتلاسن فنحن فى مصر قد تجاوزناها فى علاقاتنا مع الآخرين، ومن يسيء للآخرين فهو يعبر عن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقيمتنا. لا زالت أزمة سد النهضة تراوح مكانها.. كيف ترون انفراج الأزمة فى ظل الإصرار الإثيوبى على ذات الموقف؟ لقد أوضحنا للإخوة فى إثيوبيا موقفنا، وأكدنا الحفاظ على حقوق الدولة المصرية، وكذلك احترامنا لحقهم فى التنمية. وهناك تفهم مشترك ونقوم من خلال التشاور الدائم وصولا إلى تحويل التفاهم إلى صيغة ملزمة للطرفين. ونحن نسير على الطريق الصحيح وقد شجع الجميع بما فى ذلك الأشقاء العرب والأصدقاء هذا الحوار الإيجابى مع إثيوبيا. موقفكم من الأزمة السورية يراه المراقبون غامضا ولا يتناسب مع ثورة مثل الثورة المصرية، فهل الحياد فى مثل هذه الأزمات منطقي؟ الأزمة السورية معقدة جدا، وهناك آراء ومواقف مختلفة على أساليب المعالجة لقضية مستمرة منذ 4 سنوات ومرشحة للزيادة، ونحن قلنا وجهة نظرنا منذ البداية وهى البحث عن حل سلمى سياسى والحفاظ على وحدة الأراضى السورية. هذا عنوان الحل والذى يشتمل على المعالجة المتزنة وحل الميليشيات والعناصر المسلحة. فهل هذا حياد؟! اليمن يقسم والحوثيون ينقلبون على الشرعية، بينما الموقف المصرى لا يزال مراقبا من بعيد؟ أستطيع القول بكل صراحة إن الأزمة اليمنية لم تأخذ منا جميعا الاهتمام الكامل، وكلنا تأخرنا فى التعامل مع الأزمة اليمنية. علاقتكم المتنامية مع موسكو وهذه الحفاوة فى استقبال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى القاهرة، هل هى رسالة ذات مغزى لواشنطن؟ علاقات مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو علاقات متوازنة ومتنوعة ومنفتحة على الجميع، ولا تميل لطرف على حساب آخر. دعنى أقل بوضوح إن علاقتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية استراتيجية بالنسبة لنا، ونحن فى مصر نستقبل الجميع بهذه الطريقة، وهذا يعكس قيمة مصر التى تستقبل الجميع بهذه الحفاوة كما تصفها. ومن جهة أخرى، فأنا أرى أن العلاقات بين الدول لم تعد تشكل سياسة المحاور كما كان سابقا وإنما التوافق فى تقديرنا يجب أن يكون مع الجميع. علاقتكم مع واشنطن مرت بتطورات وتوترات منذ 30 يونيو، إلى أين وصلت اليوم؟ نحن حريصون على إقامة علاقات طيبة وطبيعية مع كل دول العالم، ونحرص على شرح الظروف الصعبة التى تمر بها مصر. ومن غير المعقول أن تظل الرؤية الأمريكية لمصر على ما كانت عليه، ولكن يمكن القول إن هناك تحسنا ورؤية جديدة إيجابية لما يحدث فى مصر تطورت للأفضل. كنت رئيسا للمخابرات العسكرية إبان نظام الرئيس السابق حسنى مبارك. هل رصدتم، حينها، إشارات حول ثورة شعبية قادمة؟ بالفعل حدث هذا عندما رصدنا حركة فى هذا التوجه، وتوقعت أن تحدث ثورة مصرية. حدث هذا منذ شهر أبريل عام 2010 وقبل 8 أشهر من ثورة يناير 2011. وذكرت بأن هناك ثورة قادمة لا محالة، وقدمنا كمخابرات عسكرية تقديرات واضحة، باختصار: الجيش المصرى مع إرادة شعب بلاده. إبان توليكم حقيبة الدفاع فترة حكم الرئيس المخلوع الدكتور محمد مرسى، هل نصحتموه لتجاوز الاحتقان الذى كان يشهده الشارع المصري؟ أكيد وهذا حقه علينا، وقد سبق إخطاره 3 مرات، وقدمنا توصيات لتجاوز الأزمة وكان آخرها فى مارس 2013. هناك انطباع بأن نظامكم يخاصم الشباب الذين امتدحتموهم أيام ثورة يناير، فما هى سياستكم لتغيير هذا الانطباع، ولماذا لم يشاركوا فى الحكم؟ نحن نرى الشباب المصرى هم القوة الحقيقية التى نعتمد عليها فى الحاضر والمستقبل، ومن بينهم من شغل مواقع مسئولة بالمحافظات كنواب محافظين ومسئولين فى المجالس المحلية وبنسبة لا تقل عن 65 فى المائة، سواء كانوا من الشباب أو حتى السيدات. وحرصت فى كل لقاءاتى مع القوى السياسية على ضرورة مشاركتهم فى الحياة السياسية وصياغة المستقبل، كما تبنت رئاسة الجمهورية مشروعا قوميا لتدريب الشباب فى مجموعات تضم كل مجموعة نحو 500 إلى 1000 شاب للتدريب فى دورة لا تقل عن 4 أو 6 أسابيع، بهدف تأهيلهم للعمل والمشاركة فى الوزارات كنواب ومساعدين للوزراء وفى البرلمان والمحافظات. ومع هذا أرى أن كل ذلك ليس كافيا، وإنما سوف نستمر فى دعم الشباب واستيعابهم فى كل مواقع الدولة المصرية. الرئيس عبد الفتاح السيسى محسوب على من؟ أنا لست محسوبا على أحد، وكل ما أتمناه أن يوفقنى الله سبحانه وتعالى لتحقيق آمال وطموحات المصريين.