نجا اللواء عبد الرحمن الحليلى قائد المنطقة العسكرية الأولى باليمن من محاولة اغتيال فى كمين مسلح استهدف موكبه فى منطقة الباطنة مديرية القطن بمحافظة حضرموتجنوب شرق اليمن، وهى المحاولة الثانية خلال أربعة أيام. وأوضحت مصادر عسكرية يمنية أن مسلحين مجهولين يعتقد أنهم من تنظيم "القاعدة" استهدفوا موكب الحليلى بالعبوات الناسفة أعقبتها اشتباكات مسلحة، وذلك أثناء عودة الحليلى من مشاركته فى اجتماع أمنى عقد بمدينة القطن. وذكر موقع 26 سبتمبر نت التابع لوزارة الدفاع اليمنية، أن أحد مرافقى اللواء الحليلى قتل فى هذه العملية فيما جرح 6 آخرون منهم 3 فى حالة خطيرة. فيما وقعت اشتباكات أمس، بين مسلحين قبليين موالين للحراك الجنوبى وقوات الجيش بالقرب من قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوب اليمن أسفرت عن سقوط جرحى. وأوضحت مصادر أمنية أن الاشتباكات وقعت عند نقطة أمنية أنشأها الحراك على طريق تعز - عدن بعد طلب الجيش إزالة هذه النقطة لوجود توجيهات برفع النقاط المسلحة، وقد أصيب جندى فى الاشتباكات. ومن جانبهم أكدت مصادر فى الحراك، أن قوات الأمن فتحت نيران أسلحتها على أبناء منطقة العند، مما أدى إلى إصابة شاب برصاصة فى بطنه ونقل للمستشفى للعلاج. وفى السياق ذاته، أغلقت مصر سفارتها فى اليمن وعادت البعثة الدبلوماسية إلى القاهرة أمس، جراء الأوضاع الأمنية المتردية هناك. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط "عادت إلى القاهرة فى ساعة مبكرة أمس، البعثة الدبلوماسية المصرية فى صنعاء برئاسة السفير يوسف الشرقاوى، بسبب سوء الأوضاع الأمنية فى اليمن". وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية، أغلقت سفاراتها فى اليمن بسبب مخاوف أمنية. وهيمن مقاتلون حوثيون على شمال اليمن، واقتحموا الشهر الماضى القصر الرئاسى، مما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادى والحكومة إلى الاستقالة. فيما قال مصدر سياسى يمنى مفاوض أمس، إن معظم المكونات السياسية فى البلاد وافقت على نقل الحوار من العاصمة صنعاء إلى مدينة آمنة، خلال مشاوراتها برعاية مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر. وأكدت مصادر سياسية يمنية أمس أن الرئيس عبدربه منصور هادى يؤيد الحوار للخروج من الأزمة، ولكن خارج صنعاء التى يسيطر عليها المسلحون الحوثيون الشيعة. وفى المقابل، قال مصدر قريب من رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة خالد بحاح إن هذه الحكومة ترفض تسيير أعمال البلاد تنفيذا لقرار أصدره الحوثيون. وأوضح المصدر المفاوض، الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن معظم الأطراف السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة فى 21سبتمبر الماضى على نقل الحوار من العاصمة صنعاء إلى مدينة أخرى آمنة، لم يتم تحديدها حتى الآن. وأشار إلى أن جماعة "أنصار الله" الحوثية، وحزب المؤتمر الشعبى العام بزعامة الرئيس السابق على عبد الله صالح، هما فقط من رفضا نقل الحوار من صنعاء. وتعقد المكونات السياسية اليمنية، منذ أكثر من أسبوعين بصنعاء مفاوضات من أجل بحث سبل حل للأزمة الراهنة فى البلاد خصوصا بعد إعلان جماعة الحوثى ما سمى " إعلانا دستوريا" لإدارة شؤون البلاد. من ناحية أخرى، فشل اجتماع القوى السياسية اليمنية الذى انتهى فى ساعة مبكرة أمس، فى مناقشة أى موضوعات وسط خلافات كبيرة بين الأحزاب المشاركة وبين جماعة "أنصار الله" الحوثيين، ما أدى إلى انسحاب عبد العزيز جبارى أمين عام حزب العدالة والبناء، من المفاوضات بسبب تهديدات ممثل الحوثيين له. وغطى موضوع وجود الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى فى عدن (جنوب البلاد ) وتمسكه بشرعيته وعدوله عن الاستقالة، على المفاوضات وطرحت الأحزاب المؤيدة للرئيس هادى اقتراحا بنقل المفاوضات إلى تعز أو عدن بمشاركة وفد يمثل الرئيس، ولكن حمزة الحوثى (أحد قيادات الحوثيين) رفض ذلك واتهم هذه الأحزاب بالعمل على إطالة أمد المفاوضات، وهدد بفرض مسارات على أرض الواقع، فيما أكد حسن زيد أمين عام حزب الحق والبعث (الموالى للحوثيين) أن بقاء هادى فى السلطة يعنى حربا أهلية. وانتهى الاجتماع دون الاتفاق على أى شىء، ولم يحضره التنظيم الناصرى وحزب الرشاد السلفى اللذان يقاطعان المفاوضات. فى الوقت نفسه، تقرر مناقشة موضوع تطورات الأوضاع فى اليمن، خلال اجتماعات الدورة 143لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، المقررة بالقاهرة يومى 9 و10مارس المقبل. صرح بذلك السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة أمس، وذلك ردا على سؤال بشأن الموعد المقترح لعقد الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب، لمناقشة الأوضاع فى اليمن، والذى كان محددا له الأسبوع الحالى، وقال إنه فى ضوء المشاورات التى قامت بها الأمانة العامة للجامعة العربية مع موريتانيا "الرئيس الحالى لمجلس الجامعة العربية، والدول العربية الخليجية التى طلبت الاجتماع الطارىء والدول العربية الأخرى. وفى ضوء التطورات المتسارعة فى اليمن، تم الاتفاق على مناقشة موضوع اليمن على أجندة الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى يومى 9و10 مارس المقبل بالقاهرة. وذلك بهدف إتاحة الفرصة للجهود المبذولة حاليا للتوصل إلى تسوية للأزمة القائمة فى اليمن.