ضمن فعاليات المهرجان ،عقدت ندوة بعنوان «الأدب العربي بعيدا عن مراكز النشر» شارك فيها ثلاثة وجوه شابة من السودان والأردن والكويت و حكي فيها كل منهم عن تجربته مع النشر. فى البداية أشاد محمد شعير، رئيس تحرير مجلة عالم الكتاب -الذي أدار الندوة -، بالمهرجان واعتبره تأكيداً على قدرة وفعالية مؤسسات المجتمع المدني على كسر الهيمنة الحكومية. وقال الروائي السوداني حمور مؤلف رواية «شوق الدرويش»، المرشحة لجائزة البوكر العربية ضمن القائمة القصيرة والحائزة على، جائزة نجيب محفوظ هذا العام إن الساحة الثقافية السودانية تكاد تقصر النشر على الكُتاب الكبار . وأوضح أن الكُتاب السودانيين الشباب يواجهون عقبات في نشر أعمالهم، لدرجة أنهم يتداولون أعمالهم غير المطبوعة مع القراء عبر الإيميلات الإلكترونية.. وأوضح مؤلف المجموعة القصصية «سيرة أم درمانية» و»النوم عند قدمي الجبل «أن الجوائز الأدبية التي يتحصل عليها العمل الأدبي لها دور كبير في ذيوع صيت العمل وانتشاره، موضحاً من تجربته الشخصية أن رواية «شوق الدرويش» لاقت رواجاً وإقبالا لافتاً مقارنة بالأعمال السابقة عليها، وذلك لحصولها على جائزة نجيب محفوظ وترشيحها للقائمة القصيرة في البوكر العربية، لأن الجمهور يثق بالجوائز.. وأضاف أن الأعمال التي لا يُسلط عليها الضوء لا يشترط أن تكون سيئة، وقال: هناك كُتاب سودانيون هم علامات فارقة في الأدب، إلا أن الإعلام لا يتقصى أخبارهم، وذلك لقلة وجودهم في المشهد الثقافي.. ثم سرد الكاتب الكويتي إبراهيم الهندال، تجربته مع النشر داخل دولة الكويت فقال انه توجد صعوبة في النشر داخل الكويت، فإذا أراد الكاتب أن تُعرف أعماله في الوطن العربي، عليه النشر بالقاهرة أو بيروت، مشيرًا إلى أن طريق الكاتب الكويتي كي يُعرف في الوطن العربي هو أن يحصل على جائزة كبرى، ما عدا ذلك سيظل مجهولًا حتى وإن كتب عشرات الأعمال. وأضاف الكاتب الكويتي-مؤلف المجموعة القصصية «بورخيس وأنا «- أن هناك دور نشر كويتية صغيرة لاتطمح إلى ترويج إنتاجها عالميا أو عربيا لضعف إمكاناتها وطموحها أيضا. وأوضح أن دور النشر الكويتية تفرض معايير تُقيد الكُتاب الشباب، أبرزها شهرة الكاتب وحصول العمل على الجوائز وغيرها.. أما الكاتب الأردني فادي زغموت، فله أيضًا تجربة شخصية تثبت مفهوم ثنائية المركز والأطراف، «زغموت» صدرت له روايتان؛ الأولى»جنة علي الارض» عن دار نشر أردنية (فضاءات)، والثانية «عرس عمان»عن دار الآداب للنشر والتوزيع ببيروت. قال الروائي الأردني إن الكاتب المبتدئ يواجه مشكلة العمل الأول من دور النشر، مشيراً إلى أن عمله الأول لاقى تهميشاً من دار النشر قبل المكتبات.. وأوضح أن توجهات القارئ الأردني لا تختلف كثيراً عن القارئ العربي، حيث يتوجه إلى الأعمال الحاصدة الجوائز العالمية أو العربية، بالإضافة إلى الروايات المترجمة والأكثر مبيعاً وغيرها.. وأشار زغموت إلى أن بعضاً من الكُتاب الأردنيين يتجهون إلى السرد باللغة العربية الدسمة الصعبة، معتقدين أن ذلك مؤشر وقرينة على جودة العمل، إلا أنه يفضل السرد بلغة سهلة غير متكلفة، حتى تمس القارئ، وتتغلغل فى أعماقه..