بعد الهجوم الارهابى الذى شهدته العاصمة الدانماركية كوبنهاجن وما سبقه من هجمات فى باريس ، تصاعدت التحذيرات فى عدد من دول القارة ومن بينها النمسا من خطر تنامى الحركات الإسلامية المتشددة فى النمسا بشكل خاص وفى أوروبا بشكل عام، خاصة بعد أن حذر محللون نمساويون من الخطورة المحتملة التى تمثلها تلك الحركات ، داعين الى ضرورة أخذها على محمل الجد و عدم التسامح معها مطالبين الجاليات العربية و الإسلامية بأن تقوم بدورها فى توجيه الشباب المسلم و توعيته وتحذيره من خطر الإرهاب وتنظيماته المتطرفة. و أشار المحللون إلى أن مكافحة الإرهاب فى النمسا بدأت فعلا تحدث مع تحقيقات النيابة العامة فى مدينة سانت بولتين عاصمة مقاطعة النمسا السفلى على خلفية العمليات التى كان يخطط لها أحد الشباب الاتراك الذى كان يحضر لزرع قنبلة . حيث اكتشفت النيابة العامة بتلك المدينة أن الشاب متعاطف و مناصر لتنظيم داعش الإرهابى وقد اعترف تفصيليا بالتخطيط للعملية. و كان المسئولون النمساويون قد اكدوا مرارا تبنيهم لقرارات القمة الأوروبية التى عقدت فى التشيك والتى أكدت ضرورة التصدى للإرهاب الدولي، خاصة التنظيمات الإرهابية المتطرفة والتى تهدد الأمن العام العالمي، و فى هذا السياق أكد الرئيس النمساوى هاينز فيشر أن التصدى للإرهاب لن يتأتى سوى بالتعاون السياسى و الاقتصادى و تطوير العلاقات بين الدول مع ضرورة تشديد الرقابة على الحدود بين دول وسط أوروبا. و أكد المحللون على ما طالب به المستشار النمساوى فيرنر فايمان بضروروة اتخاذ الإجراءات و الخطوات الكفيلة لمكافحة الإرهاب و دعوته لسحب الجنسيات من الأشخاص المتورطين فى عمليات قتال فى سوريا و العراق و خلافه، ومناشدته دول الاتحاد الأوروبى بتوحيد سلوكها تجاه الإجراءات المنظمة لنزع الجنسية و سحب جوازات السفر و مطالبة الدول الأوروبية بإدخال تعديلات تشريعية تمكنها من اتخاذ مثل هذا الإجراء، مشيرا إلى ان القوانين النمساوية الحالية تتيح اتخاذ مثل هذا الاجراء فى حالة ازدواج الجنسية. كما أشار المحللون إلى تحذير وزير الخارجية النمساوى سبستيان كورتس من تطور الأفكار المتطرفة الى تفجيرات ارهابية فى المستقبل، و مطالبته بالتعاون مع السلطات و دعم سياسة الحكومة فى القضاء على التطرف بعد إعلانه عن انضمام 150 نمساويا للجماعات الإرهابية بالعراقوسوريا مشيرا إلى أن السلطات النمساوية تحاول منعهم من العودة إلى النمسا.