كتب محمود النوبى: شهدت جنيف مساعى دبلوماسية ماراثونية لتقييم الوضع التفاوضى والبحث عن مخرج للجمود الذى آلت إليه مفاوضات جولة الدوحة. حيث احتشد المندوبون الدائمون وكبار المسئولين من153 دولة في محاولة مجددة لانقاذ مصداقية النظام التجاري الدولي, وتباحثوا طوال الأسبوع الماضي وفق صيغ وأنماط متعددة ثنائيا وجماعيا وداخل الغرفة الخضراء وبشكل موسع في إطار المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية.. شهدت المباحثات مشادات مثيرة نسبت الدول النامية فيها تعثر المفاوضات إلي مواقف تتخذها بعض الدول المتقدمة وتدفعها اعتبارات سياسية داخلية لديها, في حين تمكنت الدول النامية والأقل نموا من تفويت الفرصة علي أية اطروحات تدفع بتعليق الجولة, وتجاوبت مع فكرة استحداث انماط جديدة للتفاوض شريطة أن تسفر عن نتائج تنموية محققة للدول النامية, جاء ذلك في البيان الذي ألقته مصر باسم المجموعة العربية في ختام عملية التقييم, والتي دعت فيه لتجسيد الابعاد التنموية للجولة والارتكاز علي التقدم الذي امكن إحرازه علي مدي السنوات التسع الماضية, ومحورية المفاوضات متعددة الأطراف في جنيف وطالبت بأن تفضي أية صفقة للجولة إلي تحقيق نتائج تنموية ملموسة. صرح بذلك السفير هشام بدر مندوب مصر الدائم في جنيف مشيرا إلي أن عملية التقييم عكست ان جولة الدوحة لم تبلغ بعد مراحل نهائية تسمح بالانتقال للمقايضات وتبادل الصفقات بصورة أفقية في مختلف المسارات التفاوضية ورغم ذلك لم يستبعد السفير بدر أن يجري تناول هذا الملف وفق منطلقات سياسية خلال الاجتماعات الوزارية المقبلة لمجموعة الكيرنز والآبيك ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وخلال قمتي الثماني ومجموعة العشرين في كندا.