رغم الأوضاع والظروف الصعبة التى تمر بها مصر، خلال المرحلة الراهنة، فى ظل مواجهة شرسة مع قوى الشر والإرهاب فى الداخل والخارج، فإنها لم تنس محيطها الإفريقي، حيث جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الأول مع عدد من رؤساء تحرير كبرى الصحف فى دول حوض النيل والجنوب الإفريقى فى اطار الرغبة المشتركة من مصر ودول القارة السمراء لإعادة اللحمة للعلاقات التاريخية الوطيدة بين الأشقاء. كما يأتى اللقاء ليؤكد سعى القاهرة لتقديم يد العون لأشقائها الأفارقة فى مسيرتها من أجل النهوض والتنمية الشاملة وذلك فى اطار الاستراتيجية المصرية القائمة على التعامل مع دول القارة الإفريقية على أسس المشاركة والتعاون من أجل تحقيق الاستقرار السياسى والتقدم الاقتصادي، خاصة بعد أن عانت هذه الدول سنوات طويلة وحان الآن وقت حصولها على حقها من التنمية والرخاء والاستقرار. وتنبع أهمية الحوارمع رؤساء تحرير الصحف الافريقية من أنه يستهدف توضيح الجهود المصرية لمحاربة الإرهاب ومحاصرته والتنبيه إلى خطورة الجماعات المتطرفة التى انتشرت فى العديد من دول القارة وبات خطرها يهدد وجود هذه الدول، بالاضافة إلى تأكيد أهمية المواجهة الشاملة لخطر الإرهاب الذى بات يهدد الجميع. كما يستهدف شرح وجهة النظر المصرية بشأن العديد من القضايا وعلى رأسها مشروع سد النهضة الأثيوبى وضرورة الحرص على تحقيق المنفعة للجانبين دون إلحاق الضرر بأى منهما. وكانت العلاقات المصرية الافريقية قد بلغت ذروتها، خلال فترة الستينيات وشهدت تطورا كبيرا، خاصة بعد انطلاق حركات التحرر الوطنى التى ساندتها مصر ووقفت إلى جانبها بكل قوة، حتى نجحت فى التخلص من الاستعمار الذى جثم على صدرها عقودا طويلة نهب خلالها خيراتها واستنزف مواردها الطبيعية والبشرية، ولكن هذه العلاقات أصابها الفتور خلال أكثر من ثلاثة عقود وتراجع الاهتمام المصرى بإفريقيا وفقدت القاهرة نفوذها وتأثيرها فى محيطها القارى. ثم جاء الرئيس السيسى ليؤكد منذ اليوم الأول لتوليه الرئاسة حرصه على الانفتاح على دول القارة والنهوض بالعلاقات فى جميع المجالات، وتأكد هذا التوجه من خلال زياراته إلى العديد من دول القارة فى مناسبات مختلفة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام