بعد أيام من تحذير القاهرة لأوروبا من أن استقرارها متوقف ومرتبط باستقرار أوروبا، ذكرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أن تنظيم "داعش" الإرهابى يخطط لاتخاذ ليبيا كبوابة لشن حرب على منطقة جنوب أوروبا بأكملها، وذلك حسب ما كشفت خطابات كتبها أنصار الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا للخطط التى اطلعت عليها موسسة "كويليام" البريطانية المناهضة للتطرف، فإن الإرهابيين يرغبون فى غزو الدولة الشمال أفريقية بمسلحين من سوريا والعراق، الذين سيبحرون فيما بعد عبر البحر المتوسط كمهاجرين على مراكب التهريب إلى أوروبا. وأضافت أن داعش تخطط لتنفيذ هجمات فى دول جنوب أوروبا، وضد السفن التجارية فى البحر المتوسط. وأوضحت أنه فى فيديو إعدام 21 مصريا على أيدى عناصر التنظيم، قال أحد المسلحين فى إحدى اللقطات: «سنغزو روما .. بإذن الله». وقالت إن عبد الرحيم الليبى مسئول الدعاية فى "داعش" أشار فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" إلى أن "ليبيا تبعد أقل من 300 ميل من أجزاء فى شمال شرق أوروبا، وأنها تملك ساحلا طويلا يمكن من خلاله الوصول إلى الدول الصليبية الجنوبية بسهولة عبر استخدام قارب"، بحسب تعبيره. ونقلت الصحيفة عن السير جون سويرز مدير المخابرات الخارجية "إم آى 6" السابق قوله إن بريطانيا مطالبة بإرسال قوات برية إلى ليبيا لمنع المتطرفين من استغلال الوضع فى البلاد. وفى الوقت نفسه، أعرب مسئولون أمنيون عن مخاوفهم من استخدام التنظيم الإرهابى لمراكب الإتجار بالبشر لتهريب المسلحين إلى داخل أوروبا. وأشارت إلى الأرقام التى كشف عنها وزير الداخلية الإيطالى بخصوص عبور أكثر من 200 ألف مهاجر غير شرعى نحو جزيرة لامبيدوزا، قادمين من ليبيا. ووصل العام الماضى عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى 17 ألفا، من بينهم عشرات الآلاف من السوريين الهاربين من المعارك فى بلادهم. وكان ناصر كامل سفير مصر فى لندن قد حذر أمس الأول من أن بريطانيا معرضة لقوارب ممتلئة بالإرهابيين إذا لم يتم اتخاذ رد فعل سريع فى ليبيا. وانتقد كامل فى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى التى تدخلت عسكريا فى ليبيا عام 2011، ولم تصنع ما يكفى للمساعدة فى الانتقال السياسى من مرحلة القذافى إلى حكومة شرعية. ومن جانبه، أكد شارلى وينتر الباحث فى موسسة "كويليام" أن "تويتر أغلق حسابات الليبى الذى يتمكن فى كل مرة من إعادة فتح حساب آخر بسرعة واجتذاب آلاف الأنصار من المسلحين". وفى غضون ذلك، شدد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى على أنه غير نادم على الجهود البريطانية للإطاحة بالقذافى على الرغم من تصاعد الاضطرابات والتهديد من الإرهابيين. وأكد كاميرون أنه مصمم على أن المملكة المتحدة لن تتخلى عن ليبيا، وأنه فعل الصواب بإرسال قوات بريطانية إلى هناك فى 2011. وفى إطار متصل، حذرت إيطاليا أمس الأول من أنها تتوقع خروج عدد كبير من المهاجرين، وهو ما يشكل خطرا من اندساس إرهابيين وسطهم. وأكد أنجيلينو ألفانو وزير الداخلية الإيطالى أن ليبيا تشكل أولوية قصوى، محذرا من أنه لا يوجد وقت لنضيعه.