شهدت المنطقة العربيّة خلال الأشهر الماضية على وجه الخصوص العديد من التداعيات والتصعيد للأعمال الإرهابية، حيث انتشرت بشكل واسع جماعات الفكر التكفيرى والجهادى والجماعات المتطرفة، وقد حظيت مصر بنصيب كبير من الأعمال الإرهابية، ومنها ما تمر به شمال سيناء وعدد من المناطق وما أسفر عنه وجود تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا من إعدام 21 مصريا. ولايخفى على أحد الدور الذى قامت به الدبلوماسية الخارجية المصرية من تحركات دولية وإقليمية وأممية لتسليط الأضواء على ما تقوم به مصر من جهود لمكافحة الإرهاب والسعى للحصول على الدعم الدولى لما تمر به من مرحلة دقيقة فى تاريخها، و لإيضاح الصورة أمام الرأى العالمى للتوصل إلى قرارات حاسمة دوليا للحد من ظاهرة الإرهاب. السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، كشف ل " الأهرام " أن التحركات الدبلوماسية المصرية لم تهدأ على مدار الشهور الماضية، و أن تعامل وزارة الخارجية مع ظاهرة الإرهاب تميز بالعمل على عدة مستويات، شملت المستوى الثنائى والإقليمي، خاصة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى والدولى فى إطار الأممالمتحدة. كما قام القطاع القانونى بوزارة الخارجية بإعداد موقف مصر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة وعرضها أمام الجهات الدولية، والاشتراك مع أجهزة الدولة فى التصدى لظاهرة الإرهاب على المستوى الدولى وقضايا الفساد والجريمة المنظمة، وتسليم الهاربين المطلوبين للتحقيق والمحاكمة أمام الجهات القضائية المصرية من الدول الأجنبية، وإبرام عدد من الاتفاقيات فى هذا الصدد. كما تم التصدى للنظرة الانتقائية لمواقف الدول الغربية تجاه الإرهاب، والعمل على إقناع الدول الرئيسية المؤثرة بضرورة تبنى نظرة شاملة تنطلق من الاقتناع بأن جميع التنظيمات الإرهابية فى المنطقة تنبع من إطار فكرى وعقائدى وأهداف واحدة، على الرغم من اختلاف مسمياتها وأنها تستقى أفكارها الإرهابية من فكر جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها عام 1928، فضلا عما يجمع بين هذه التنظيمات الإرهابية من تنسيق عملياتى على الأرض، الذى يتطلب تعزيز التعاون الثنائى مع القوى الكبرى فى مجال مكافحة الإرهاب بما يخدم المصالح المصرية والجهود الوطنية للتصدى للتهديدات الإرهابية.. كما تم تكثيف التحركات الدبلوماسية مع الدول الرافضة للإرهاب لتكوين جبهة موحدة فى مواجهة التهديدات الإرهابية، إضافة إلى تعزيز سبل التعاون الدولى فى مجال مكافحة الإرهاب خاصة فى مجال تسليم المجرمين وتبادل المعلومات. كما شاركت مصر خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى فى أعمال الاجتماع الوزارى العام الخامس للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب، الذى عقد على هامش أعمال الجمعية العامة، حيث أكدت كلمة وزير الخارجية سامح شكرى أن هذا المنتدى نجح خلال فترة عمله القصيرة فى التعامل مع جوانب مهمة اتصالا بمكافحه الإرهاب الدولي. وكانت التحركات المصرية عربيا فعالة للغاية خلال الجولات التى قام بها وزير الخارجية فى العديد من المناطق الساخنة، ومنها العراق، لتقديم رسالة أن مصر تعود لموقعها ودورها وتحارب الإرهاب، كما كانت التحركات على صعيد الأزمة السورية والليبية، وتبنى مصر أسس الحوار بين جميع أطياف الشعبين . كما سعت وزارة الخارجية ، فى إطار الجهود والتحركات الخارجية لمواجهة آفة الإرهاب البغيضة والقضاء على التنظيمات الإرهابية وأدواتها الإعلامية، التى تحرض على القتل والإرهاب، لإجراء اتصالات مكثفة مع الأجهزة والسلطات الأوروبية المعنية على ضوء ما يجمع مصر، وهذه الدول من علاقات متميزة، ومن أهداف مشتركة تتعلق بمحاربة الإرهاب، وذلك لحثها على اتخاذ الإجراءات اللازمة والحازمة تجاه بث القنوات الفضائية التابعة للجماعة الإرهابية من مواد تحض على العنف والإرهاب والكراهية على القمر الصناعية الأوروبية . وعلى هامش مشاركته فى مؤتمر ميونيخ للأمن فبراير الحالى التقى سامح شكرى العديد من المسئولين ووزراء الخارجية منهم جونكيرى وزير الخارجية الأمريكي، حيث أكد موقف مصر الحازم لمحاربة الإرهاب ومواجهة الفكرالمتطرف الذى يستهدف الشباب حول العالم، وذلك من خلال الدور الذى تقوم به مؤسسة الأزهر الشريف صاحبة الفكر المعتدل، والتى حملت لواء الإسلام الوسطى على مرالقرون الماضية. كما توجه وزير الخارجية منذ ساعات إلى الولاياتالمتحدة بناء على تكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى مدينة نيويورك لإجراء لقاءات عاجلة، والقيام باتصالات فورية مع كبار المسئولين فى منظمة الأممالمتحدة لإطلاعهم على تطورات الأوضاع الراهنة فى ضوء الحادث الإرهابى الخسيس الذى طال عددا من أبناء الوطن على أيدى تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا.