بحث وزير الخارجية سامح شكرى مع نظيره الأمريكى جون كيرى أمس الإعداد للقاء المرتقب بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى من المقرر أن يقام اليوم ، بحيث يخرج الاجتماع بالنتائج المرجوة منه على صعيد تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وتناول اللقاء الذى جرى على هامش أعمال الدورة العادية رقم 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، تطورات العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة والحرص المشترك على دفعها للأمام فى مختلف المجالات بما يحقق مصالح البلدين والشعبين المصرى والأمريكى ، فضلا عن سبل التعاون المشترك فى مواجهة ظاهرة الإرهاب وبصفة خاصة تنظيم داعش الإرهابي. وعرض شكرى الرؤية المصرية حول كيفية التعامل مع القضايا الإقليمية المختلفة فى المنطقة وأكد خطورة ظاهرة الإرهاب بوصفها ظاهرة عالمية تتطلب مواجهتها تضافر الجهود الإقليمية والدولية.
ومن جانبه ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن لقاء الوزيرين شكرى وكيرى تناول أيضا التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية التى تهم البلدين ، وفى مقدمتها الأوضاع فى ليبيا بعد تشكيل الحكومة الجديدة وأهمية دور دول الجوار الجغرافى لليبيا فى استعادة الأمن والاستقرار بها ، وتطورات الأزمة السورية والأوضاع فى العراق وجهود الحكومة العراقية الجديدة فى تحقيق الوفاق الوطنى ومواجهة خطر التنظيمات الإرهابية.
كما شارك وزير الخارجية سامح شكرى فى الاجتماع التشاورى لوزراء الخارجية العرب وبحضور الدكتور نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية ، حيث تناول الاجتماع متابعة تنفيذ مقررات الاجتماع الأخير لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية والذى عقد فى القاهرة خلال شهر سبتمبر الجاري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الاجتماع تناول عددا من القضايا العربية الهامة وبصفة خاصة تطورات القضية الفلسطينية والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة والمقرر عقده بالقاهرة يوم 12 أكتوبر المقبل.
وأوضح المتحدث أن المشاركين فى الاجتماع بحثوا أيضا الأوضاع فى ليبيا وفى اليمن فى ظل التطورات الأخيرة هناك.
وأضاف المتحدث ان الوزير عرض خلال الاجتماع الموقف المصرى إزاء هذه القضايا.
وعلى صعيد الحرب على الإرهاب ، شاركت مصر فى أعمال الاجتماع الوزارى العام الخامس للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب والذى انعقد على هامش أعمال الجمعية العامة، حيث أكد سامح شكرى فى كلمته أن هذا المنتدى نجح خلال فترة عمله القصيرة فى التعامل مع جوانب هامة اتصالا بمكافحة الإرهاب الدولي.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن شكرى أشار فى كلمته إلى أنه على الرغم من هذه المكاسب فمازال العالم يشهد تسارع وتيرة الأعمال الإرهابية وتصاعدا فى التهديدات الأمنية العابرة للحدود التى أصبحت تمثل خطرا على الأمن الإقليمى والدولى ، ويأتى على رأس تلك التهديدات التنظيمات الإرهابية التى تستغل الدين لتحقيق مكاسب سياسية لتحصن أنشطتها الإجرامية من المساءلة القانونية ولكسب الشرعية والدعم الدولى مثل الجماعات التى تمارس أنشطتها الإرهابية الآن فى مصر، وكذلك الجماعات الإرهابية التى تستغل حالة الفوضى وغياب سلطة الدولة لتعلن سيطرتها على أجزاء من أقاليم الدول مثل ما يحدث فى ليبيا وفى المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، وكذلك الجماعات الإرهابية التى تتحالف مع شبكات الجريمة المنظمة لتمويل أنشطتها مثل ما يحدث فى منطقة الساحل والصحراء.
كما أكد شكرى خلال كلمته إدانة مصر للإرهاب بكافة صوره ، موضحا أن القضاء على هذه الظاهرة لن يتحقق إلا من خلال عدم التغاضى عن الأعمال الإرهابية، كما أن مكافحة الإرهاب يجب أن تتم فى إطار من احترام القانون وحماية الحريات المدنية واحترام التنوع الدينى والثقافى وتشجيع حوار الحضارات بما يساعد على مواجهة التطرف والاستقطاب وتحقيق التوازن بين المصلحة العامة للمجتمع فى تحقيق الأمن والحفاظ على الحق فى الخصوصية.
وأشادت مصر أمام الاجتماع الوزارى فى هذا الصدد بالدور الهام للأزهر الشريف فى مكافحة التطرف العنيف بما لديه من خبرات ثرية وتقاليد راسخة لما يزيد على الألف عام فى مجال الإسلام المعتدل واستضافته للدارسين من مختلف القارات، وقيامه بتدريب الأئمة فى مناطق كثيرة حول العالم على التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي.
وأشارت مداخلة مصر إلى الدور الهام الذى يمكن أن يلعبه هذا المنتدى فى بناء قدرات الأعضاء من حيث تقديم الدعم الفنى والمادى لهم لتمكينهم من مواجهة التقدم التكنولوجى والأسلحة الحديثة والتمويل الهائل الذى تحصل عليه المنظمات الإرهابية.
واقترحت مصر على المنتدى إنشاء مجموعة عمل جديدة لبحث جميع الأسباب المؤدية للإرهاب وتصاعد هذه الظاهرة الخطيرة فى السنوات القليلة الماضية وتقديم توصياتها إلى الفريق المعنى بالإشراف على تنفيذ استراتيجية الأممالمتحدة فى هذا الصدد للاستفادة منها.
وشاركت مصر أيضا فى اجتماع لجنة تنسيق مبادرة السلام العربية والذى انعقد على هامش أعمال الجمعية العامة بحضور وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء فى اللجنة ، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الاجتماع تناول ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية باعتبار أنه لا بديل استراتيجيا عنها. كما تناول الاجتماع أهمية توظيف المبادرة العربية للسلام كإطار يمكن إيجاد توافق إقليمى ودولى حوله.