يخطىء من يعتقد أن فكرة» أوروبا- المتوسط»- أو الأورومتوسطية- هى فكرة جديدة.. بل هى قديمة .. وما أحوجنا إلى استعادتها هذه الأيام، مع تكرار الحديث عن تفكيك الأمة العربية؛ تارة باسم الربيع العربى، وأخرى باسم الإسلام السياسى، وثالثة باسم مكافحة الإرهاب. فى هذا السياق تأتى أهمية كتاب» العلاقات الأورومتوسطية» لمؤلفه الدكتور سعيد اللاوندى. ويؤكد الكتاب أنه- وإن كان موضوع أوروبا المتوسط قد شغل قديما أبناء حوض البحر المتوسط شمالا وجنوبا- فإنه مازال يشغل عقول الأحفاد الذين يرون أننا أبناء حوض واحد، وأن هناك خصوصية ثقافية متوسطية يشترك فيها المشاطئون لهذا البحر. وينطلق الكتاب من مقولة منسوبة لعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، والتى كان يرددها صباح مساء.. وهى: «لماذا يخيفنا البحر المتوسط كأنه ليس بحرنا؟ إنه فى الواقع بحرنا كما هو بحرهم». ويقع الكتاب فى خمسة فصول ومقدمة وخاتمة. ويتناول الدكتور اللاوندى فى الفصل الأول الحديث عن «مأزق برشلونة».. وهى مدينة أوروبية أصبحت رمزا للاتحاد الأوروبى. ثم يشير الكتاب فى بقية فصوله إلى أن الهدف من وراء الشراكة الأورومتوسطية كان تحويل منطقة حوض البحر المتوسط إلى منطقة للحوار والتبادل والتعاون بما يحقق الاستقرار وإقامة منطقة حرة بنهاية عام 2010 .. وقد وقّعت بالفعل 27 دولة على وثيقة برشلونة فى عام 1995. وينتهى الكتاب إلى تأكيد أن العلاقات الأورومتوسطية تعانى حاليا مأزقا حقيقيا.. ولم تعد تنطلى على شباب العرب كلمات مثل؛ الديمقراطية، والليبرالية، وسيادة القانون.. إذ المعارف أصبح لها أكثر من وجه، وأكثر من مصدر.. ويرى المؤلف أننا الآن أمام موجة جديدة من الاستعمار الجديد، الذى يمثله الغرب بقيادة أمريكا.. وبمساعدة فرنسا وألمانيا.. ومباركة من دول أوروبية أخرى؛ مثل هولندا والدانمارك. وفى الجزء الأخير من الكتاب مجموعة من التطبيقات؛ حملت عناوين مثل: عن المواطنة فى الفضاء المتوسطى، وروشتة مصرية لإنقاذ الاتحاد، والاتحاد من أجل البحر الأحمر، والاتحاد من أجل إسرائيل.. ثم يقول الدكتور اللاوندى فى خاتمة الكتاب: « لم يعد عند أوروبا ما تقدمه للعرب.. من نظريات وأيديولوجيات وفلسفات مبهرة!» الكتاب: العلاقات الأورومتوسطية المؤلف: د. سعيد اللاوندى الناشر: الزعيم للخدمات المكتبية 2015