قد يتهمنى بعض القراء بالسطحية و التفاهة لمجرد عنوان المقال , فليس الوقت مناسب لمقالات عن تاريخ السينما،او عن كواليس الزمن الجميل فى ظل الظروف المخيفة والمرعبة التى تمر بها مصر بل والعالم كله بسبب ذلك الارهاب الاعمى، الغاشم، الخسيس الذى يحصد يوميا رؤوس الابرياء من ابنائنا . ولكن الذى لا يدركه البعض ان السينما ليست مجرد صورة على شاشة بيضاء غرضها التسلية و الترويح عن النفس , فهذا هو شكل الفن السينمائى و لكن الهدف و الرسالة اكبر واسمى بكثير، فالسينما هى التوثيق الحى لكل مناحى الحياة ، السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ------ الخ من اوجه الحياة المختلفة. حقيقة الامر اننى اثناء متابعتى لكل ما يجرى على الساحة السياسية والدولية سواء داخل او خارج مصر ، اجد نفسى و بدون قصد استعيد كل مراحل و مشاهد فيلم (و اسلاماه) هذا الفيلم العظيم الذى يوثق لدور مصر العظيم والتاريخى فى دحر وتدمير التتار الذين زرعوا الرعب والفزع فى كل قلوب العالم وذلك فى موقعة عين جالوت حيث انتصر فيها المسلمون انتصاراً ساحقاً على التتار وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغول في معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان. أدت المعركة لانحسار نفوذ المغول في بلاد الشام وخروجهم منها نهائياً وإيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية . ولو اردنا توزيع الادوار فسنجد ان داعش هى تتار ( و اسلاماه ) تلك القوات الغاشمة التى تذبح وتقتل دون رحمة او شفقة او عقل والتى تسير على نفس خط سير التتار، فالبداية من العراق مرورا بسوريا ثم الاتجاه الى مصر . اما ( بلطاى ) الذى جسده الراحل ملك الترسو ( فريد شوقى ) فهو افراد الطابور الخامس الذين يمهدون الجو العام لسقوط مصر والذى تم فقأ عينيه فى نهاية الفيلم . اما السلطان سيف الين قطز فهو الزعيم الفارس ( عبدالفتاح السيسى ) الذى انقذ اهل المحروسة من داعش مصر ( الاخوان ) و هو الذى سيواجه بجيشه العظيم تتار القرن الواحد و العشرين . اما ( جهاد ) فهى مصر المحروسة التى تنادى العالم العربى الان ( واسلاماه ) للاصطفاف بقوة و صلد امام تتار العصر , مصر التى سلمت راياتها للقائد السيسى , قطز العصر الحديث . اما ( سلامة ) والذى كان ينادى على ( جهاد ) ، فهو التاريخ ، التاريخ ينادى ( انت فين يامصر ) ... لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا