وصلنى التعليق التالى من السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية السابق، على ما نشرته هنا عن كتاب: (عمر سليمان.. الصندوق الأسود) تحية طيبة.. إيماء إلى تعليقكم القيم على كتاب الأستاذ مصطفى بكرى عن اللواء عمر سليمان وزيارة الرئيس حسنى مبارك إلى أمريكا عام 2004 أتشرف بالإفادة بما يلى حول تلك الزيارة بحكم موقعى فى ذلك العام كمدير لإدارة إسرائيل بالخارجية. إذ توجه الرئيس مبارك إلى الولاياتالمتحدة تلبية لدعوة من بوش الابن فى إبريل 2004 إلى مزرعته فى كروفورد بولاية تكساس. جاءت الزيارة بعد مرور عام على الغزو الأمريكى للعراق بكل ما خلفه ذلك الغزو من عدوان سافر على دولة عربية شقيقة، كانت - بحق - البوابة الشرقية للعالم العربي، اتفقنا أو اختلفنا مع النظام، وربما كان هذا هو السبب فى أننا (بوزارة الخارجية) لم نشعر بالارتياح لدعوة البيت الأبيض للرئيس مبارك وسط تلك الظروف. من ناحية أخرى كانت الدول العربية تبنت - فى ذلك الوقت - خطة السلام العربية التى سبق أن طرحها الملك عبدالله عبدالعزيز وقت كان ولياً للعهد عام 2002، هذا بالإضافة إلى تبنى المجتمع الدولى خارطة الطريق للسلام فى الشرق الأوسط والتى أيدتها إدارة بوش، ولذا قدرنا أن الهدف من الدعوة هو التوصل إلى رؤية مصرية/ أمريكية مشتركة لتنفيذ ما ورد فى خارطة الطريق. وبعد إنتهاء زيارة الرئيس مبارك فوجئنا بزلزال كبير ألقى بالكثير من الشك حول نيات تلك الأدارة إزاء التسوية السلمية للصراع العربى الإسرائيلى من جهة، وكل من مصر والسعودية. تمثلت المفاجأة فى إستقبال بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق آرييل شارون فى البيت الأبيض وتبادل خطابات رسمية يقر فيها بوش بحق إسرائيل فى الاحتفاظ بما يسمى الكتلة الاستيطانية الكبرى فى الضفة الغربية بالإضافة إلى التسليم بالطرح الإسرائيلى بعدم العودة إلى حدود ما قبل 5 يونيو 1967. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع