زار أمس الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل أمس روسيا فى محاولة لاقناع الكرملين بالموافقة على خطة السلام الجديدة التى اتفق عليها الزعيمان الأوروبيان بعد تصاعد المعارك فى شرق أوكرانيا أخيرا، وأعلن عنها الرئيس أولاند بشكل مفاجئ أمس الأول خلال مؤتمر صحفى فى باريس. وقال الرئيس الفرنسى إنه سيتوجه لموسكو من اجل التوصل ل»اتفاق دولى شامل« لوقف العنف فى شرق اوكرانيا، وتحمل المبادرة الالمانية الفرنسية التى يدعمها الاتحاد الاوروبى وواشنطن كل صفات وساطة اللحظة الاخيرة بعد عشرة اشهر على بدء النزاع الذى أدى الى ازمة دولية أعادت أجواء التوتر بين الغرب والشرق خلال الحرب الباردة. وقبل ان يتوجه الى موسكو المسئولان الاوروبيان عرضا الخطة على الرئيس الاوكرانى بترو بوروشنكو، وأعلنت الرئاسة الاوكرانية مساء الخميس بعد عدة ساعات من المفاوضات بين القادة الثلاثة ان المبادرة «تثير املا بوقف اطلاق النار». وخلال مؤتمر صحفى مع حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى قبل توجهها الى روسيا، قالت المستشارة الألمانية إن زيارة روسيا هى للدفاع عن الأمن الأوروبى وإن أى حل لابد أن يراعى «خطة مينسك»، وأضافت أنه ليس واضحا ما اذا كانت ستتمكن مع الرئيس الفرنسى من التوصل لحل جذرى مع الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارتهما للكرملين، ولا ما إذا كانت ستكون هناك محادثات أخرى بعد تلك الجولة مع موسكو. وأكد أولاند ان «الاقتراح الجديد لحل النزاع يضمن وحدة اراضى اوكرانيا»، وحذر روسيا من أن الوقت محدود وأن «خيار الدبلوماسية لا يمكن ان يمدد الى ما لا نهاية». ونشرت صحيفة «سودويتشه تساينتونج» مساء أمس الأول معلومات نفتها الحكومة الالمانية مفادها أن الخطة تنص على «وقف فورى لاطلاق النار» مقابل «منح حكم ذاتى أكبر للانفصاليين على مساحة أكبر مما كان مقررا حتى الآن»، وأضافت الصحيفة انه «تم افهام الرئيس الأوكرانى بأنها الفرصة الاخيرة أمام مينسك لتفادى هزيمة عسكرية وانهيار اقتصادي». ومن جانبه قال سفير روسيا فى باريس الكسندر أورلوف ان فرنسا والمانيا يجب ان تكونا «ضامنتين» لاحترام وقف اطلاق النار، مشيرا الى أنه يعتقد أن مهمة الأوروبيين ستنجح. وفى غضون ذلك أعلن وزراء دفاع الدول الأعضاء فى حلف شمال الأطلنطى «الناتو» عن إقامة ست قواعد فى شرق أوروبا، على أن تتناوب ست دول أوروبية قيادة قوة الرد السريع الجديدة التى شكلها الحلف، إلى جانب تعهد الولاياتالمتحدة بالمساهمة بالمعلومات المخابراتية وإقامة الجسور الجوية وغيرها من أشكال الدعم الرئيسية. ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية - تقريرا على موقعها الإلكترونى أمس- أن وزراء الدفاع ال 28 فى دول الحلف اتفقوا على الخطط الخاصة بمراكز القيادة الجديدة ضمن اجراءات اتخذوها فى اجتماعهم بقمة »ويلز « فى سبتمبر 2014 . وأشارت الصحيفة إلى أن القوة الجديدة تتألف من 30 ألف جندي، تشكل رأس الحربة فيها قوة من 5 آلاف فرد سيكون بالإمكان نشرهم فى غضون 48 ساعة، لافتة إلى أن الناتو لم تكن لديه قوة يمكنه نشرها بهذه السرعة فى السابق، وهو قصور أظهرته بوضوح قدرة روسيا على حشد قوات على حدودها مع أوكرانيا بسرعة كبيرة. ونقلت الصحيفة عن «ينس شتولتنبرج» الأمين العام لحلف «الناتو» قوله إن هذه القوة ستكون قادرة على الانتشار فى غضون أسبوع فى حالات حدوث أى أزمة،وأضاف شتولتنبرج أن»تلك الخطوة ستكون أكبر تعزيز جماعى لدفاعاتنا منذ نهاية الحرب الباردة، وأنها تأتى ردا على الأعمال العدوانية التى شهدناها من روسيا، والتى انتهكت القانون الدولى وضمت شبه جزيرة القرم».