فيما يمثل بوادر أزمة مبكرة بين البيت الأبيض وآشتون كارتر وزير الدفاع المقبل حول مسألة تسليح الجيش الأوكرانى من عدمه فى مواجهة الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لموسكو، أعلن كارتر خلال جلسة استماع فى مجلس الشيوخ أنه يؤيد تزويد الولاياتالمتحدةلأوكرانيا بالأسلحة فى حربهم ضد الانفصاليين، لكن البيت الأبيض سارع إلى التقليل من شأن تصريحاته، مؤكدا أن البت فى هذه المسألة هو من اختصاص الرئيس فقط. وردا على سؤال وجهه إليه السيناتور الجمهورى جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة بالمجلس حول ما إذا كان يؤيد تزويد كييف ب”أسلحة دفاعية”، قال كارتر : “أعتقد بأنه يتعين علينا مساعدة الأوكرانيين فى الدفاع عن أنفسهم”، لكنه أضاف : “بالنسبة لطبيعة هذه الأسلحة فلا يمكننى إبداء رأيى فيها الآن”. وبعد اجتماع اللجنة مباشرة، صرح جوش إيرنست المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية للصحفيين بأن : “قرارا مثل هذا يتخذه القائد الأعلى للقوات المسلحة.. أى الرئيس باراك أوباما”، مضيفا أن : “الرئيس حتما سيأخذ فى الاعتبار نصيحة كارتر”. وفى الوقت نفسه، اعتبر جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكى فى مقابلة مع صحيفة “سودويتش تسايتونج” الألمانية أنه لا يوجد حل عسكري” للأزمة فى أوكرانيا. وأضاف:”ليس لدينا أى مصلحة فى تصعيد عسكري، ونشدد على وجوب حصول العكس”، موضحا أن الولاياتالمتحدة يمكنها أن تكتفى بتقديم “مساعدة فى المجال الأمني”. وفى سياق متصل، طالب جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى فى كييف أمس روسيا إلى «بالالتزام فورا» بوقف اطلاق النار فى شرق أوكرانيا، والتوقف عن دعم الانفصاليين الموالين لها. وقال كيرى فى مؤتمر صحفى مع الرئيس الأوكرانى إن «الولاياتالمتحدة وأوروبا وبوروشينكو لا يسعون للمواجهة مع روسيا، مضيفا أننا «نريد حلا سلميا» للنزاع الذى تسبب فى تدهور العلاقات بين موسكو والغرب الى ادنى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة، ومشيرا إلى أن «اكبر تهديد لأوكرانيا هو العدوان الروسي». وذكر أن الرئيس أوباما سيتخذ »قريبا« قرارا بشأن ما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستزود أوكرانيا بأسلحة لدعمها فى قتال الانفصاليين الموالين لروسيا فى شرق البلاد، مؤكدا فى الوقت نفسه تفضيله الحل الدبلوماسي. أيضا فى خطوة من شأنها أن تؤدى إلى حدوث خلاف بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، ورفض عدد من وزراء الدفاع الأوروبيين أمس إرسال أسلحة إلى الجيش الأوكرانى خشية أن يذكى الصراع هناك، وذلك خلال اجتماع حلف شمال الأطلنطى (الناتو) فى بروكسل. ومن جانبه، صرح بافلو كليمكين وزير الخارجية الأوكرانى للصحفيين فى كييف بأن:”ما تحتاجه أوكرانيا بالضبط هو معدات حرب عصرية، وهذا ما كنا نفتقده كل هذا الوقت”، مضيفا أن:”الانفصاليين قادرون حاليا على رصد محادثات جنودنا على الهواتف وبعد ذلك توجيه نيرانهم”. وفى السياق نفسه، قال نيكولاى أزاروف رئيس الوزراء الأوكرانى السابق إن هدف الولاياتالمتحدة فى أوكرانيا كان تدمير صناعاتها العسكرية المرتبطة بشكل وثيق مع روسيا. وفى غضون ذلك، أفادت مصادر أوروبية بأن الاتحاد الأوروبى يعتزم إضافة 19شخصا وتسعة كيانات فى أوكرانيا على قائمة العقوبات السوداء حول النزاع فى شرق البلاد. ومن جانبه، أعلن ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى “الناتو” أنه سوف يتم زيادة قوات الرد السريع فى شرق أوروبا من 13 ألف جندى إلى 30 ألفا، من بينهم خمسة آلاف جندى فى قوة “رأس الحربة”، وأن بعض هذه القوات يمكن نشرها خلال “أيام قليلة”.