ذكرت صحيفة "الأولى" اليمنية المستقلة أمس أن السفارة الأمريكيةبصنعاء أجلت العشرات من موظفيها والرعايا الأمريكيين بطريقة سرية مساء الاثنين الماضى واستمرت عملية الإجلاء حتى قرب الفجر. ونقلت الصحيفة عن مصدر مسئول أنه تم نقل عدد من العاملين فى السفارة وقوات "المارينز" التى تحمى السفارة فى سيارات مدنية إلى جهة غير معلومة، وقال المصدر إنه تم منح عدد من العاملين اليمنيين فى السفارة أجازة مفتوحة لحين إشعار آخر. جاء ذلك قبل ساعات من انتهاء المهلة التى منحتها جماعة "أنصار الله" الحوثية للقوى السياسية اليمنية بضرورة التوصل إلى حل يسد الفراغ الدستورى الناتج عن غياب السلطة التنفيذية باستقالة الرئيس ورئيس الوزراء، من خلال المفاوضات المستمرة منذ أكثر من 10 أيام تحت رعاية جمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة، وإلا فإنها ستفوض المجلس الثورى وقيادة الثورة فى فرض حل ثورى يسد هذا الفراغ. وأشارت تقارير صباح أمس إلى أن القوى السياسية لم تتوصل إلى حل فيما بينها، موضحة أن حزب المؤتمر الشعبى العام (برئاسة الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح) والذى كان على وفاق مع الحوثيين دبت بينهما الخلافات بشأن العودة للبرلمان للبت فى استقالة الرئيس وترتيب الأوضاع لحين إجراء انتخابات جديدة وهو الحل الذى يريده المؤتمر فى حين يرفض الحوثيون ذلك ويؤكدون أن معناه عودة النظام السابق إلى الحكم. كما دبت الخلافات بين تكتل اللقاء المشترك الذى يضم 6 أحزاب أهمها حزب التجمع اليمنى للاصلاح بعد انسحاب التنظيم الناصرى من المفاوضات وطلب التكتل تعليق المفاوضات لحين إقناعه بالعودة إليها وتأجلت المفاوضات ليومين فيما عقد التكتل اجتماعات بهدف إقناع الناصرى بالعودة ولكنه فشل حتى الآن، وأكدت مصادر أن التكتل سيعلن رأيه فى الاجتماع الذى يعقد خلال ساعات بين المكونات السياسية. وتزايدت حمى التصريحات بين الأطراف اليمنية فجميع المكونات فى تكتل اللقاء تلقى بالمسئولية على الحوثيين بشأن ما وصلت إليه الأوضاع فى اليمن وأنهم السبب فى استقالة الرئيس والحكومة وفرض حصار على الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء مما أدى الى خلق مناخ غير مناسب للوصول إلى حل، كما طلبت مكونات فى التكتل بالعودة للبرلمان لحل الوضع السياسى المعقد الذى تعيشه البلاد. وفى غضون ذلك، نفذ العشرات من الشباب اليمنيين المنتمين لحزب التجمع اليمنى للإصلاح أمس وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمانة العامة للحزب فى العاصمة صنعاء للمطالبة بوقف الحوار مع الحوثيين. وقال ياسر الحسنى ناشط شبابي: لقد نفذوا وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمانة العامة، احتجاجاً منهم على استمرار قيادة الحزب فى الحوار مع الحوثيين، مطالبين بضرورة ايقاف ذلك الحوار "العبثى فهم بذلك يشرعون انقلاب تلك الجماعة على الشرعية الدستورية". وأكد الحسنى أن المحتجين أغلقوا بوابة الأمانة العامة ووضعوا عليها الشارات الحمراء، مضيفا أن هناك مجموعة من الشباب المنتمين للحزب الاشتراكى يتجهون أيضاً إلى مقر الحزب الاشتراكى لإغلاق بوابته لنفس المطالب. وقال الحسنى :"ويجب على جميع تلك القوى السياسية عدم التحاور مع الحوثيين والاجتماع مع بعضها بعيداً عن العاصمة المحتلة من قبل الحوثيين واعلان رفضها لانقلابهم".