صدر أخيرا كتاب عن شيخ الأزهر الراحل عبدالحليم محمود .. قراءة فى المشروع الإسلامى للكاتب الصحفى بالأهرام د. أحمد الحسينى هاشم، حفيد الإمام الأكبر، وتتمثل أهمية هذا الكتاب فى أنه يلقى الضوء على أحد أعلام الإسلام فى عصرنا الحديث، والذى يعد من أبرز وأهم من تولوا موقع الإمام الأكبر فى الأزهر الشريف وذلك من عام 1973 وحتى وفاته رحمه الله فى 1978م، حيث وهب الإمام الأكبر حياته للدفاع عن الإسلام وكشف أباطيل خصومه، وظهر هذا فى مؤلفاته مثل «فتاوى عن الشيوعية و«الفلسفة اليونانية أصولها وتطوراتها» و«أوروبا والإسلام» وتعرض فى كتبه للتصوف والفلسفة، وبعضها نشر بالفرنسية. ويحسب للكتاب أنه تناول عدة قضايا معاصرة نعانيها حاليا، والتى تطرق إليها العالم الجليل الدكتور عبد الحليم محمود بفكره العميق وعلمه الغزير، ومن ذلك علاقة الإسلام بالغرب، وقد عالجها فى كتابه «أوروبا والإسلام» وتعرض فيه لصورة الإسلام فى الغرب والأسباب الحقيقية لجعل هذه الصورة سلبية، سواء لأسباب تعود للغرب نفسه، أو تعود لنا نحن كمسلمين مقصرين فى حق الإسلام. وقد تذكرت هذه القضية تحديدا، عندما وقع حادث صحيفة «شارلى إبدو» فى باريس، وتم إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام وهو منها برىء، وكأن الشيخ الجليل يوجد بيننا فى تحليله وتفنيده لبنود وملامح العلاقة بين الإسلام والغرب، ويؤكد هذا ما قاله عنه الأستاذ أنيس منصور «أنه تعلم فى الغرب كيف يدافع عن الشرق بلغة الغرب .. وهذا بالضبط ماينقصنا، فنحن نحدث الغرب بلغة الشرق فتتسع الهوة بيننا» وما يسر لشيخنا الجليل التعرف عن قرب على لغة الغرب وعقليتهم، أنه حصل على الدكتوراه من باريس فى عام 1940م فى «التصوف الإسلامى» فكان خير من يخاطب الغرب بالمنطق الذى يفهمه، وما أحوجنا اليوم إلى الإلمام بحكمة الإمام الأكبر فى تعاملنا وتحاورنا مع الغرب، حتى يصل نور الإسلام الصحيح إلى العالم. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى