كثف اليسار الأوروبى أمس هجومه على سياسات التقشف التى تبنتها الحكومات بعد الأزمة المالية التى ضربت أوروبا منذ بضعة سنوات. ففى اليونان، بدأ القادة اليونانيون أمس جولة أوروبية تهدف إلى حشد أكبر عدد ممكن من الدول الأوربية ضد سياسات التقشف فى مواجهة ألمانيا التى ما زالت متشددة حول ضرورة التزام أثينا بهذه السياسات، وذلك فى الوقت الذى شهدت فيه العاصمة الأسبانية مدريد أمس مظاهرة ضخمة ضد التقشف قادها حزب «بوديموس» اليساري. وتوجه رئيس الوزراء اليونانى الجديد ألكسيس تسيبراس أمس إلى قبرص فى أولى زيارته الخارجية بعد توليه الحكم الأسبوع الماضى ، حيث يلتقى بالرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيادس ويلقى كلمة أمام البرلمان فى نيقوسيا، ومن المتوقع أن تركز الزيارة على التعاون الوثيق القائم بين اليونان وقبرص، ومشكلة إعادة توحيد الجزيرة، والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.ومن قبرص سيتوجه تسيبراس إلى إيطاليا غدا الثلاثاء ثم إلى فرنسا بعد غد الأربعاء حيث تعتبر اليونان هذين البلدين من الدول الكبرى التى يمكن أن تتجاوب مع خطابها المناهض للتقشف. ومن جانبه، غادر وزير المالية اليونانى يانيس فاروفاكيس أثينا متجها إلى باريس حيث اجتمع مع نظيره الفرنسى ميشيل سابان الذى عبر عن رغبته فى لعب دور للتقريب بين ألمانيا واليونان.وبعد ذلك سيلتقى فاروفاكيس نظيره البريطانى جورج أوزبورن اليوم فى لندن ثم نظيره الإيطالى فى روما غدا الثلاثاء.ويريد تسيبراى وفاروفاكيس أن يدافعا أيضا خلال جولتهما الأوروبية عن برنامج واسع للإنعاش الاقتصادى يشمل إعادة التوظيف فى مؤسسات الدولة وزيادة الحد الأدنى للأجور ومساعدة العائلات الفقيرة ووقف عمليات الخصخصة بما فى ذلك مرفأ بيريوس اليوناني. وكانت الحكومة اليونانية الجديدة قد سعت أمس الأول إلى تخفيف التوتر مع الدائنين. وطالب رئيس الوزراء تسيبراى فى بيان صدر عن مكتبه منحه مهلة مؤكدا أنه يسعى إلى اتفاق مفيد للجميع، وأنه لا يسعى إلى مواجهة أى من الأطراف الأوروبية . وعلى صعيد متصل، خرج عشرات الآلاف من الأسبان أمس إلى الشوارع فى مدريد دعما لحزب «بوديموس»اليسارى المناهض للتقشف بعد اسبوع من فوز حزب «سيريزا» اليسارى المتشدد فى الانتخابات التشريعية فى اليونان.وهتف المتظاهرون «نعم نستطيع» وحملوا لافتات كتب عليها «حان وقت التغيير» خلال مسيرتهم من مبنى البلدية فى مدريد إلى ساحة بورتا ديل سول وسط المدينة. وأظهرت استطلاعات الرأى ارتفاعا كبيراً فى التأييد لحزب بوديموس وسياسته المناهضة للتقشف.وقال الحزب أنه تم نقل المشاركين فى المسيرة إلى العاصمة من أنحاء أسبانيا فى 260 حافلة للمشاركة فى ما أطلق عليه "مسيرة التغيير".