يؤكد خبراء النقل الجوى أن الطيران يمثل رافدا رئيسيا من روافد التنمية والتواصل بين الشعوب، فهناك خطوط طيران يتم تسييرها بين دول واتفاقيات للنقل الجوى يتم الحفاظ عليها حتى لو لم تحقق هذه الخطوط عائدات اقتصادية مباشرة، لأن العائدات غير المباشرة سواء كانت سياسة أو اجتماعية او حتى أمنية ربما تكون أكثر أهمية.. من هنا جاءت أهمية لقاء وزراء الطيران والنقل الأفارقة فى اجتماعهم الذى أقيم برعاية الاتحاد الإفريقى فى «بريتوريا» بجنوب افريقيا الأسبوع الماضى وشاركت فيه مصر ولأول مرة منذ عدة سنوات بوفد وزارى برئاسة الطيار حسام كمال وزير الطيران، حيث ناقش الوزراء الأفارقة سبل إنشاء سوق إفريقية موحدة للنقل الجوى فى خطوة مهمة لتعزيز التعاون الإفريقى.وصرح الطيار حسام كمال بأنه من المنتظر أن يقوم رؤساء الدول الإفريقية بالموافقة على «تفعيل» سوق النقل الجوى الموحدة بافريقيا خلال اجتماعات القمة الافريقية الرابعة والعشرين التى تبدأ بعد غد الجمعة فى أديس أبابا على أن تقوم مفوضية الطيران المدنى الافريقية (الأفكاك) بوضع آليات التنفيذ، وحدد الاتحاد الإفريقى يونيو 2016 توقيتا مقترحا لتوقيع الدول الإفريقية على بنود الاتفاقية لتصبح إفريقيا سوقا موحدة للنقل الجوىوتقدمت مصر خلال الاجتماعات بمشروع لتشكيل مجموعة عمل تبدأ فورا فى وضع الإطار التنفيذى لإعلان «ياماسكرو» على أن تنتهى من مهامها خلال ستة أشهر، وقد لاقى الاقتراح موافقة جماعية من الدول المشاركة وقامت الدول بترشيح ممثليها على أن يعرض تشكيل مجموعة العمل على القمة الإفريقية.وقال كمال إن الاجتماع ناقش مستقبل الطيران فى إفريقيا وخطة العمل خلال العقدين المقبلين، موضحا أن النقل الجوى فى إفريقيا هو الحل الأسرع لربط القارة، وأكد أنه ليس لدينا شك فى أن النقل الجوى فى افريقيا لم يكن على قمة أولويات التنمية فى إفريقيا فى العقود الماضية، مما أدى الى أن 80% من الحركة من والى افريقيا تقوم بها شركات غير إفريقية.وطالب الوزير بالتطبيق الفورى لإعلان «ياماسكرو» والذى تم إصداره عام 1999 لتحرير الأجواء بين عدد من الدول الإفريقية، وهى الدول التى لديها بنية تحتية تسمح بذلك وعددها يتراوح بين 12 و 15 دولة من بينها مصر وجنوب إفريقيا واثيوبيا وكينيا والسنغال ونيجيريا، وذلك كمرحلة أولى للتطبيق الكامل لفتح السماوات داخل إفريقيا. وأضاف أنه لا يعقل أن تطبق بعض الدول الإفريقية السماوات المفتوحة مع دول من خارج القارة وصلت الى 23 دولة ولا يتم فتح الأجواء بين الدول الافريقية بعضها البعض، مما يؤدى لضياع جزء كبير من الحركة على الشركات الإفريقية.وأعربت السيدة ديبو بيترز وزيرة النقل بجنوب إفريقيا التى ترأست الاجتماعات عن سعادتها بعودة تمثيل مصر على المستوى الوزارى فى اجتماعات وزراء النقل والطيران بإفريقيا وهو الأمر الذى يعطى زخما كبيرا لهذه الاجتماعات افتقدته منذ سنوات طويلة. وأضافت أن قطاع الطيران فى إفريقيا يعانى من مشكلات عديدة منها قلة العمالة المدربة ذات الخبرة وتدنى مستويات السلامة فى بعض المناطق من القارة، ومشكلة تأشيرات السفر بين الدول الإفريقية مما يعوق انشاء سوق إفريقية موحدة للنقل الجوى، وهو ما يتطلب من الدول ذات الريادة فى القارة الاضطلاع بمسئولياتها تجاه هذه القضايا الملحة، خاصة أن هناك عددا قليلا جدا من شركات الطيران غير الإفريقية تحقق الاستفادة القصوى من سوق النقل الجوى بالقارة وتحرم الشركات الإفريقية من نصيبها العادل فى الحركة.