موت أشجار الزيتون «واقفة» بطول طريق الإسكندرية الصحراوى.. ظاهرة رصدها الدكتور عمر تمام أستاذ المحميات الطبيعية ورئيس قسم مسوح الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة مدينة السادات في المنوفية. ويشير إلى أنه في أوروبا والدول المتقدمة نلاحظ أن كل الأشجار المنتشرة في الشوارع والحدائق العامة والخاصة مثمرة.. أما في الدول الفقيرة والنامية فنجد أن كل الأشجار تزرع للزينة فقط، ويتوقف الاهتمام بها بعد مغادرة المسئول أرض الموقع، مما يعني أنه ليس لدينا اهتمام بدراسات الأثر البيئي في معظم مشروعاتنا، ومنها الزراعة، على حد قوله.والأمر هكذا، تبين للدكتور تمام أن السبب الرئيسي وراء موت أشجار الزيتون هو زراعة آلاف عدة من أشجار «الفيكس» التي تجذب حشرات المن والحشرات الورقية الأخرى، بهدف قتل أشجار الزيتون والحلم الأوروبى، وهذا ما حدث بالفعل، فقد ماتت أشجارالزيتون الطيبة على طول الطريق، وبقيت أشجار «الفيكس» الخبيثة!وتعود فكرة تحويل طريق مصر الإسكندرية الصحراوي إلي طريق زراعي, وزراعته بأشجار الزيتون المثمرة إلي المهندس عبد الوهاب سليم الرئيس السابق للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، وأحد رواد استصلاح الأراضي، إذ قام بتحويل الصحراء الجرداء إلي جنة خضراء، بربوع مصر، واستصلح أكثر من مليونين و400 الف فدان، من شرقها إلي غربها. ثم حاول الدكتور ممدوح رياض وزير البيئة الأسبق أن يستكمل التجربة، وزرع أكثر من مليون عود زيتون بطول طريق الاسكندرية الصحراوى، ليسهم في إحياء مفهوم التنمية المستدامة الذي طبقه المصريون القدماء، واستكمله أحفادهم من بعدهم, وقدم فيه المهندس سليم جهدا كبيرا استحق التكريم من أجله.