يعاني المجتمع المصري من مشكلات بيئية عدة, ليس أقلها التخلص من المخلفات الملوثة من خلال تنمية بيئية مستدامة, إلا أن هناك مبادرات خلاقة وجهودا تبذل لنشر الوعي البيئي بمفهوم' التنمية والاستدامة', الذي طبقه المصريون القدماء, واستكمله أحفادهم من بعدهم, وقدم فيه المهندس عبد الوهاب سليم رائد استصلاح الأراضي تجربة رائدة قام فيها بتحويل الصحراء الجرداء إلي جنة خضراء, بربوع مصر. فقد تمكن عبد الوهاب سليم من استصلاح أكثر من مليوني فدان في مصر, من شرقها إلي غربها, وأقام القري النموذجية في النوبارية والبستان وبنجر السكر, كما أنه كان صاحب فكرة تحويل طريق مصر الإسكندرية الصحراوي إلي طريق زراعي, واستطاع بخبرته أن يحصل لمصر علي21 مليون دولار منحة لا ترد لتنفيذ مشروعات التنمية, وذلك في مؤتمر الغذاء العالمي للأمم المتحدة بروما عام1985, وكان مشروع النوبارية الذي تولي تنفيذه أكبر مشروع زاره الرئيس الراحل أنور السادات قبل رحيله, وتحديدا في يوم4 أكتوبر1981, ومن شدة سعادة أنور السادات بالمشروع كتب في دفتر الزيارات:' أشكركم علي هذا الإنجاز يوم أن حولتم الصحراء الجرداء إلي جنة خضراء من أجل مصر'. في مذكراته, طالب المهندس عبد الوهاب سليم بعد ثورة25 يناير2011 بعودة الشركة القابضة لتنمية شمال سيناء التي تم إلغاؤها بقرار جمهوري يشوبه البطلان في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك, بعد أن تم إنشاؤها علي مساحة400 ألف فدان, كما تم إنشاء محطات الرفع وترعة الشيخ جابر بطول86 كيلو مترا, وأنفقت عليها5 مليارات جنيه من صندوق التنمية الكويتي, واقترح إن توزع هذه المساحات علي شركات استصلاح الأراضي المفلسة التي توقفت نتيجة الخصخصة, ويعمل بها15 أكثر من ألف عامل علي درجة عالية من الخبرة, علما أنه في عهد مبارك لم تضف مصر فدانا واحدا مستصلحا منذ عام1996, علي حد تعبير المهندس سليم. وأضاف رائد استصلاح الصحراء:' يبدو أننا نجحنا بامتياز في تحويل الأراضي الزراعية إلي منتجعات سياحية, واستشري الأمر حتي أصبحت كلمة' الفساد البيئي' قرينة بفساد الأراضي. وأضاف أن أراضي مصر ثروات جماعية, وصحاريها كنوز يجب عدم تبديدها. إن تجربة المهندس عبد الوهاب سليم تعكس إيمانه بأن الأرض أغلي سلعة استراتيجية نمتلكها, لكن المعادلة الصعبة تؤكد أن أراضينا عامرة بالثروات, وأن المطلوب حسن إدارتها, وتوظيفها.لذلك اقترح- في مذكراته المشار إليها- إنشاء وزارة مستقلة لاستصلاح الأراضي, وأخري لشئون حوض وادي النيل, وإعادة الخطط الخمسية التي بدأت في الستينيات, وحققت تنمية ناجحة, واعتمدت علي العناصر المتاحة في البيئة المصرية, لكنها توارت مع غياب تلك الخطط التنموية.