الملف العراقى يعد من أكثر الملفات سخونة فى المنطقة العربية على مدى السنوات الماضية و صولا إلى المرحلة الحالية وما تعانيه الدولة العراقية من إرهاب فى بعض المناطق من تنظيم « داعش» الإرهابى . موقف مصر من العراق واضحا من تأكيد وحدته واستقراره وإحداث التوافق بين كافة الأطياف العراقية من خلال رسائل محددة وجهتها مصر للعراق عبر زيارتين قام بهما وزير الخارجية سامح شكرى إلى بغداد و لقائه كافة الأطياف العراقية من سنة وشيعة وأكراد بالإضافة لقيام رئيس مجلس الوزراء العراقى بزيارة لمصر لدعم التعاون المشترك فى كافة المجالات بين البلدين .وسعيا للتعرف عن قرب على الشأن والملف العراقى حاور«الأهرام» أحمد درويش سفير مصر فى العراق وطرح عليه العديد من التساؤلات المهمة حول طبيعة العلاقات والمرحلة وكان رده فى الإجابات التالية : فى البداية نريد ان نتعرف على طبيعة العلاقات المصرية العراقية ؟ العلاقات المصرية العراقية هى علاقات راسخة وقديمة مرت بفترات من الفتور والازدهار حيث كان وفقا لتقديرات الجانب العراقى هناك نحو 5 ملايين مصرى فى فترة من الفترات المهمة وأثناء الحرب العراقية الإيرانية وكان هؤلاء المصريين القائمين على الاقتصاد العراقى ولاقوا التشجيع والتقدير وبعد الغزو الأمريكى للعراق حدث نوع من الخوف الطبيعى ومجموعات من المصريين انتقلوا إلى مصر وعاد منهم للوطن نحو مليون مواطن. حاليا العلاقات الثنائية تشهد نوعا من الاهتمام انعكس ذلك فى زيارتين متتاليتين بينهما فترة زمنية قصيرة لوزير الخارجية سامح شكرى الذى حرص بتوجيه من القيادة السياسية على الذهاب إلى العراق للتأكيد على دعم مصر للعراق فى حربها ضد الإرهاب وتم التأكيد بصورة واضحة على دعمنا وحدة الأراضى العراقية وسيادتها الإقليمية وعدم التدخل فى شئونها وبنفس الدرجة أكدنا وقوفنا مع العراق فى حربها ضد «داعش» والجماعات الإرهابية وأوضح الوزير أن تداعيات العدوان الغادر من قوى الشر هذه ليس فقط على العراق وإنما سيكون دوليا حيث ثبت ذلك فيما انعكس من هجمات إرهابية ومنها مؤخرا ما حدث فى فرنسا . وماذا عن العلاقات الاقتصادية ؟ العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر والعراق تحتاج لمزيد من العمل من الجانبين وقد طرقنا الأبواب ووجدنا ترحيبا من المسئولين العراقيين لمساهمة الشركات المصرية سواء القطاع العام أو الخاص فى إعمار العراق وفى كافة المشروعات الخاصة بالبنية التحتية بالإضافة إلى أننى شهدت توقيع العديد من العقود لشركات مصرية مع الجانب العراقى إنما هذا لا يكفى فهناك احتياج للعمالة المصرية والشركات المصرية وقد أبلغت بذلك نظرا لان الشركات المصرية فى عدة مجالات أكثر التزاما وتنفيذا للعقود من أى شركات أخرى سواء فى إطار عملها المنفصل أو فى اطارعملها ضمن مقاولات مع شركات أجنبية . كما ان التبادل التجارى لا يرقى مطلقا لثقل الدولتين وإمكاناتهما الدولتين خاصة ما تحتاجه العراق حاليا والمشكلة فى النقل البرى تعتريه بعض الصعوبات حاليا فهناك مركز الرويشد بعض الجماعات الإرهابية توجد هناك وأخرها كانت هناك شحنة مصدرة للعراق وتم إيقافها وأخيرا بدأت الأمور تسير لكن حتى يكون المصدر مطمئنا لابد أن تكون الطرق مؤمنه وهناك تنافس للتصدير من جانب تركيا وإيران باعتبارهما جارتين للعراق وتم توقيع اتفاقيات مع الدولتين . بجانب بعض العقبات التى أبلغت بها منها التأشيرات والحقيقة أن الأجهزة لدينا لا تتوانى فى بحث ما نرسله من أمور لدارستها وتيسير استخراج التأشيرات للعراقيين ومنهم رجال الأعمال وتم طرح هذا الموضوع خلال زيارة الوزير شكرى الأخيرة للعراق وان أى دولة تقوم باتخاذ الإجراءات لتأمين حدودها وتقوم القنصليات المصرية باتخاذ كافة الإجراءات ولابد من موافاة القنصليات بطلب التأشيرات خلال فترة كافية وحاليا الوضع الأمنى فى مصر والعراق تتطلب التدقيق المستنير وهذا الأمر فى سبيله للحل ما بين الجانبين . من خلال خبرتك كيف ترى ملف الإرهاب و«داعش»؟ عندما نتحدث عن ملف الإرهاب فى العراق نستعرض ما كتبه بيتر برجن المتخصص فى الشئون الأمنية والجماعات المتطرفة فى السى ان ان منذ نحو شهر قال فيها حينما غزت أمريكاالعراق لم تكن هناك القاعدة وكانت هناك خلايا نائمة موجودة هناك وبعد فترة كانت هذه الخلايا نواه لما يعرف بداعش وغير داعش كما كتب أن القاعدة ظهرت بعد دخول أمريكا للعراق ولم تستطع القضاء عليها وتطورت الأمور نتيجة لبعض الأمور هنا وهناك وخرجت من عباءتها داعش . ووفقا لما قاله الزرقاوى أحد قادة القاعدة السابقين فقد كان يرى أن أكثر طريقة للسيطرة والتعاطف هو التفرقة بين السنة والشيعة وكان يقول فى رسالة كتبها لبن لادن عرضها برجن أن تنفيذ تفجيرات واتهام الشيعة بالقيام بها والعكس واستمر هذا الأسلوب ثم التداعيات الأخيرة بدخول داعش إلى العراق عن طريق الموصل عبر الأراضى السورية وتم ادخال السلاح ولم يتم عقد جلسة لمجلس الأمن فور دخول داعش . دخول «داعش» للأراضى العراقية محل استفهام فكيف يتم بحثه ؟ موضوع دخول داعش للأراضى العراقية تحت البحث وهناك لجان تقصى حقائق جارى التحقيق فيها من جانب البرلمان العراقى وعلى الرغم من كل هذه المشاكل والتطورات السريعة والمتلاحقة استطاع الشعب العراقى أن ينتخب ممثليه وتشكل حكومة تسعى جاهدة للم الشمل العراقى وتكون معبرة عن أمال وطموحات العراقيين بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم وباتصالى بالمجموعات العراقية المختلفة تجدد انتماؤها للعراق والعروبة وقد حضرت العديد من الفعاليات الدينية لبعض الطوائف تأكيدا للأخوة فى العراق ان مصر تقف بجانبهم ونحترم الجميع . الوضع معقد وسط تصريحات متضاربة حول ما أعلن عن فترة للقضاء على التنظيمات الإرهابية فى ظل وجود التحالف والحقيقة ان الجيش العراقى استطاع خلال فترة وجيزة ان يحرز تقدما وتحرر عدة مدن وأماكن فى العراق كما ان العشائر السنية من أكثر العراقيين الذين تضرروا من غزو داعش وان الشعب العراقى ضد الإرهاب وباختلاطى بالشعب والبرلمانيين والطوائف جميعهم لديهم الرغبة فى القضاء على التطرف فى أسرع وقت ممكن كما ان الأمور مرتبطة ببعضها وما يحدث فى سوريا أو مناطق أخرى يؤثر على العراق ولضمان استقرار الوضع لابد من معالجة الوضع فى سوريا سلميا وفق ما أكدته مصر . هل هناك توقعات بتوقيت زمنى محدد لإغلاق ملف داعش فى العراق؟ حتى أكون صادقا أنا خدمت مرتين فى مجلس الأمن وكنا نتابع أمور قوات حفظ السلام وأى عملية عسكرية لابد ان يكون لها ولاية واضحة وفى رأيى انه حاليا لا يوجد قواعد اشتباك واضحة مؤكدا انه يتحدث على التحالف معتبرا انه يتم محاربة عصابات إجرامية وليس جيشا نظاميا وبالتالى أصعب كثيرا فى حربها و الأقدر على معرفة ما سألته الحكومة العراقية وهذه أسرار من الصعب الإفصاح عنها . اللقاءات الأخيرة للوزير سامح شكرى فى بغداد ما هى الرسالة التى أرادت مصر أن تقدمها للأطياف العراقية المختلفة ؟ الرسالة واضحة فمصر تقف مع العراق فى حربها ضد الإرهاب قلبا وقالبا وتدعم وحده وسلامة أراضيه كما تريد عراقا مستقرا وتدعم الحكومة حتى تكون ممثلة عن كافة الأطياف العراقية مع عدم تهميش أى طائفة أو مكون عرقى كما ان مصر تتحدث عن أهمية عودة النازحين فى أقرب فرصة والحكومة العراقية الحالية لديها رغبة فى لم شمل العراقيين الا ان هذا الموضوع مكلف فى ظل انهيار أسعار النفط عالميا حيث أثار لى أحد البرلمانيين ان كل دولار انخفاض فى سعر النفط بالبرميل يؤثر فى الميزانية بمليار دولار مطالبا الدول العربية بدعم العراق من أجل استعادة قوتة ووحدته . ماهو أثر الزيارة الأخيرة لحيدر البغدادى رئيس الوزراء العراقى للقاهرة على العلاقات المشتركة بين البلدين ؟ زيارة وزير الخارجية سامح شكرى كانت تمهيد لإعطاء دفعة للعلاقات وكان حريصا ان يحضر للعراق بعد شهر من غزو داعش وقد تمخض عن زيارة رئيس الوزراء العراقى للقاهرة الاتفاق على تقوية العلاقات فى كافة المجالات ومنها التدريب فى الرى والقضاء والتمريض والشرطة .ومن المتوقع زيارة الرئيس العراقى لمصرورئيس البرلمان بعد انتخاب البرلمان الجديد كذلك ونحن نسعى لتعزيز العلاقات مع العراق على كافة المستويات ما هى الرسالة التى توجهها للشعب العراقى ؟ الرسالة للشعب العراقى التى أوجهها وقد شرفت بزيارة بعض المراجع فى النجف وقد التقيت قبل ذلك الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وأوصانى بالعمل على وحدة أهل العراق وان الأمة العربية وليس العراق فقط يتعرض لهجمة شرسة والإسلام يتعرض لهجمة يراد به الضرر والتشكيك فئة وهو دين الإخاء والمحبة والمساواة والعدل وبالتالى فان هناك حاجة ملحه لأهل العراق ان يتحدوا على قلب رجل واحد مؤكدا ضرورة الالتفاف حول ثوابت العقيدة .