بوصول الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم فى السعودية وأخيه الأمير مقرن إلى ولاية العهد يكون قد تحققت تماما الخطوات التى وضعتها المملكة فى مارس 2014 بتعيين ولى لولى العهد للمرة الأولى فى تاريخ المملكة. وكان الملك الراحل وضع فى 2006 آلية لضمان انتقال سلس للحكم فى السعودية، عبر تأسيس هيئة البيعة الموكلة باختيار ولى العهد،والهيئة التى يفترض أساسا أن تعمل عند وفاة الملك، صادقت بأغلبية أعضائها، على تعيين الأمير مقرن وليا لولى العهد، بينما كان الملك عبدالله على قيد الحياة. وقد يكون الملك عبدالله اتخذ خطوة تثبيت خيار ولى العهد بعد حياته، ليضمن أكبر قدر من الاستقرار وتأجيل أى خلافات ممكنة داخل الأسرة عند استحقاق الانتقال إلى حكم الجيل الثانى، أى أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز. والأمير مقرن هو الأصغر سنا بين إخوته من أبناء الملك عبد العزيز، وقد يكون بالتالى آخر ملك من الجيل الأول. وضمن آليات الخلافة، عين الملك عبد الله أعضاء هيئة البيعة، ووضع على رأسها أخاه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز، وتضم الهيئة35 أميرا من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود، لا سيما عبر المشاركة فى اختيار ولى العهد والهيئة مكونة من أبناء الملك المؤسس، وكان الملك عبد الله قد أعلن فى أكتوبر 2007 اللائحة التنفيذية، التى تحدد آليات تطبيق نظام هيئة البيعة بعد عام من إصداره. وتتخذ «هيئة البيعة» من الرياض مقرا ويرأسها أكبر أفراد العائلة المالكة سنا، وتعقد اجتماعاتها العادية بحضور ثلثى الأعضاء وتتخذ قراراتها بالغالبية وعبر التصويت السري، وتتمثل مهمة الهيئة فى «المحافظة على كيان الدولة وعلى وحدة الأسرة المالكة وتعاونها وعدم تفرقها وعلى الوحدة الوطنية ومصالح الشعب».