لكل سوق إعلامية أسرار خاصة بها وقواعد غير مكتوبة يتم معرفتها بالتجارب المختلفة وقياس نتائجها، والحال في الوسط الإعلامي في مصر وعن تجارب متعددة يقول إن انتقال المذيع من قناة الي قناة يُفقده نسبة من جمهوره ،وبالطبع فلكل قاعدة شواذ للقاعدة. ولكن أغلب المذيعين الذين تركوا برامجهم وقنواتهم التي عرفها بهم الجمهور وانتقلوا إلي برامج وقنوات أخري لم يحققوا ذات النجاح والجماهيرية حتي لو كانت البرامج والقنوات التي انتقلوا إليها أكثر إثراءً علي مستوي التجهيزات الفنية، فأصول اللعبة تسير طبقا للمثل القائل « من خرج من داره إتقل مقداره». الأمثلة متعددة ومنها الثنائي تامر أمين ومحمود سعد وكلاهما كان يحقق نسب مشاهدة عالية في برنامجي « البيت بيتك» و «مصر النهاردة» علي التليفزيون المصري ، وبعد ثورة 25 يناير انتقل تامر إلي قناة «ال تي بي» وقدم برنامج (تحيا مصر) وهي قناة مغمورة مقارنة بالقنوات الخاصة وجمهورها محدود وأُغلقت عدة مرات ثم تركها إلي قناة المحور2 وقدم برنامج بنفس الاسم (تحيا مصر) قبل أن يستقر أخيرا في روتانا مصرية التي قدم عبرها عدة برامج بعدة مسميات منها «مصر في ساعة» و «م الآخر» ولم ينجذب لها الجمهور كما كان سابقا، حتي مع محاولاتة المتكررة لتغيير طريقة ملابسه، أما محمود سعد فانتقل بعد ثورة 25 يناير إلي قناة التحرير ذات الصبغة الثورية وقت ظهورها قادما من ماسبيرو وعندما تغيرت سياسة القناة بتغير المالكين قدم استقالته علي الهواء و انتقل إلي قناة النهار، ولكنه لم يستطع الحفاظ علي جماهيريته وقت ظهوره إضافة الي تعرضه للعديد من المواقف مع إدارة القناة وتغيبه عن الظهور في مواعيده عدة مرات ولأسباب مختلفة وطاله العديد من الانتقادات من مشاهير المجتمع بسبب مواقفه السياسية التي يرونها عدائية من وجهة نظرهم. معتز الدمرداش كان نجم برنامج(90 دقيقة) الأول والمذاع علي قناة المحور وكان الجمهور دائما ما ينتظر عبارته الشهيرة وقتها (إنتي فين ياحكومة) عند تعليقة علي مشاكل المهمشين والبسطاء، وارتبط مشاهد برنامج ( 90 دقيقة ) بمعتز الدمرداش الذي ما إن ترك البرنامج منتقلا إلي شاشة قناة ( الحياة 2 ) لتقديم برنامج «مصر الجديدة « حتي انحسرت جماهيريته كثيرا عن ذي قبل، فمن جهة أولي لم ينجح كل من قدموا البرنامج بعد معتز في تحقيق جماهيريته كالورواري و عمرو الليثي، ومن جهة ثانية لم ينجح معتز نفسه في برنامج مصر الجديدة علي شاشة الحياة 2 بنفس مقدار نجاحة في قناة المحور، وقد يكون لاختيار اسم البرنامج (مصر الجديدة ) يد في ذلك لأن العديد من البسطاء ظنوا فور ظهور البرنامج أنه مقدم لطبقة راقية بعينها ولم يفطن العديد من البسطاء المتابعين لمعتز بأن المقصود بمصر الجديدة وهو دخول مصر عهد جديد. إبراهيم عيسي الذي تدرج في تقديم البرامج من مذيع برامج بسيطة كبرنامج الفهرس علي قناة دريم ثم مذيع توك شو علي عدة قنوات منها التحرير و أون تي في والقاهرة والناس لم يستطع الحفاظ علي جماهيريته مع كل انتقال كان ينتقلة إضافة إلي تغير مواقفه السياسية المتسارع، كلها عوامل أدت إلي إنصراف المشاهدين من حوله حتي آل به الأمر إلي تقديم برنامج أسبوعي علي قناة ام بي سي مصر، ومن أشهر المذيعات اللائي قلت جماهيريتهن بعد انتقالهن من قناتهن الأولي التي ظهرن بها مني الشاذلي صاحبة برنامج التوك شو الأشهر علي دريم «العاشرة مساءً» والتي كانت له نسبة مشاهدة عالية وكان الأكثر تميزا من بين البرامج علي مستوي الإعداد والضيوف حتي أنه وصل إلي البيت الأبيض وحاور بوش، ولكن مع انتقالها إلي ام بي سي مصر فقدت جماهيريتها بشكل متسارع وانصرف عنها أغلب جمهورها واستغنت القناة عن خدماتها لتقدم الآن برنامجا أسبوعيا علي قناة ال سي بي سي، وهناك العديد من المذيعين تركوا برامجهم لأسباب مختلفة ولم يظهروا من بعدها ابدا منهم عبدالرحيم علي ونائلة عمارة، وعلي مستوي البرامج الرياضية فالأمثلة كثيرة، فمدحت شلبي الذي حقق جماهيرية كاسحة في قناة مودرن سبورت قلت جماهيريته بعد انتقاله الإجباري بعدها لعدة قنوات بعد إغلاقها ويقدم الآن برنامج «مساء الأنوار كمان وكمان» علي ام بي سي مصر 2 بعدما كان يقدم مساء الأنوار قبلها مباشرة علي النهار الرياضية، وخالد الغندور مقدم برنامج الرياضة اليوم علي قناة دريم والتي تركها منتقلا إلي اون تي في كمقدم لبرنامج «بندق بره الصندوق» ولم يحقق برنامجه الجديد نفس زخم برنامجه القديم وكانت آخر حلقاته بنهاية العام المنصرم ليختفي بعدها دون أن يظهر علي أي قناة حتي الآن.