حينما تواصل الهجوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنة والأحاديث النبوية الشريفة التى وردت فى صحيح البخاري،سارع أحمد عمر هاشم بالدفاع عن الصحيح ومنهج البخارى فى تأليفه الهذا القيم جاء تحت عنوان: «الإمام البخارى وأثره فى السنة» « والذى صدر حديثا عن «دار الكتب الإسلامية» للنشر . فقد عاش أحمد عمر هاشم ومازال فى البخارى درسا وتدريسا وشرحا وتأليفا, فقد كان أحد الذين أسهموا فى شرح الصحيح بكتابه «فيض البارى فى شرح صحيح البخارى», وبالرغم من أن أبا إسحاق الحوينى قد سبقه إلى الدفاع عن البخارى وصحيحه فى عدة حلقات , فإن الحوينى غلبت عليه الحدة فى الذود عن البخارى ومنهجه الذى كان رائدا فيه بلا منازع, وقد نعزو هذه الحدة إلى جهالة المجترئين وسذاجة المنتسبين. ولابد أولا أن نلفت النظر إلى أن الهجوم على البخارى ليس المقصود به شخصه أو منهجه فى تأليف جامعه الصحيح, وإنما هدم الركن الثانى من أركان الشريعة الإسلامية, وهى السنة النبوية, عن طريق النيل من صحيح البخارى أولا والتعريج على صحيح مسلم ثانيا ثم الولوج إلى بقية كتب السنة آخرا, وهى دعوى قديمة متجددة, تطل برأسها بين الحين والحين, وخطورة الدعوى تنشأ من أن الداعين إليها حينما حيل بينهم وبين القرآن دفعهم شيطانهم إلى التهجم على السنة, ظانين أنهم يدركون شيئا من مبتغاهم, ليؤكدوا قول الله تعالى فيهم (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ), فما علموا أن قول الله عز وجل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ليس المقصود به القرآن وحده كما زينت لهم شياطينهم. وقد ورث أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخارى أباه إسماعيل, وكان والده ورعا تقيا ومحدثا فاضلا, كما كان ثقة ترجم له ابن حبان فى كتاب الثقات, كما ترجم له ولده فى التاريخ الكبير, وبعدما عاجلت المنية أباه وهو بعد صغير كفلته أمه وقامت بتربيته ورعايته وعقدت عليه أسمى الآمال, ثم وجهته إلى التعليم لينسج على منوال أبيه ويستفيد مما خلفه من ثروة العلم فاتجهت إلى الكتاب ليحفظ القرآن الكريم والحديث الشريف, وما إن بلغ البخارى العاشرة من عمره حتى ألهمه الله حفظ الحديث الشريف فى هذه السن المبكرة مما يدل على ما وهبه الله له من قدرة فائقة فى الحفظ وقريحة وقادة فيه.. وينحصر منهج البخارى فى طلب الحديث فى أمور ثلاثة, الأول: العناية بالسند والمتن, والثانى: رحلاته العلمية, والثالث: حفظه ومعرفته بعلوم الحديث. وقد بدأ الدكتور أحمد عمر هاشم كتابه بمقدمة مختصرة تبين مقصده من الكتاب, يقول فيها «إنه صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى, وهو كتاب «صحيح البخارى» الذى تلقته الأمة بالقبول، لأن كل ما فيه صحيح, وليس فى أحاديثه حديث ضعيف». وتناول نسبه ونشأته, ومنهجه فى طلب الحديث, وشيوخه ومؤلفاته الأخرى مثل «التاريخ الكبير» و»التاريخ الأوسط» و»التاريخ الصغير» و»كتاب التفسير الكبير» و»الأدب المفرد», و»كتاب الضعفاء». والتعريف بكتاب الجامع الصحيح للبخارى, والباعث على تأليفه, ومنهج البخارى فى الجامع الصحيح, وشرطه فى صحيحه, وتراجمه, ونقد الجامع, ونقد رجاله, وشروح الصحيح ومختصراته, وصفاته وشمائله, ونماذج من آخر الشروح «فيض البارى فى شرح صحيح البخارى» للدكتور أحمد عمر هاشم, ثم ختم الكتاب بالرد على المشككين فى صحيح البخارى.