أدرس وبقوة تمكين الشباب فى جميع المجالات حيث إنهم أكثر جرأة وتطلعا وخيالا وحسابات أقل ووجدت بعضهم عندما التقيت بهم أفضل من وزراء حاليين .. جاءت هذه الكلمات من الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه بالإعلاميين المرافقين له فى أبو ظبى .. فى رسالة قوية موجهة إلى الشباب حيث طالب بالاستفادة منهم ومشاركتهم الجادة فى بناء الوطن وتأهيلهم ليتقلدوا مناصب حيوية فى الدولة . كلمات الرئيس السيسى أشعلت حماس الشباب وشجعتهم على ضرورة العمل الجاد من أجل دفع عجلة التنمية . تحقيقات « الأهرام « رصدت آراء عدد من رؤساء الأحزاب والمحللين السياسيين بشأن كيفية تأهيل الشباب للعمل فى مناصب مهمة فى الدولة .. التفاصيل فى السطور التالية.. فى البداية يقول د. أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن تأهيل الشباب للعمل فى مناصب الدولة الحيوية يحتاج إلى تدريب مستمر يبدأ من مرحلة الدراسة حتى التخرج من الجامعة ليكون جاهزا للمشاركة السياسية الفعالة ، ويجب أن يدعم ذلك مشاركتهم فى الاستحقاق الديمقراطى الثالث من خلال الانتخابات البرلمانية التى ستفرز الشباب الجاد الواعى القادر على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب . وأضاف - أستاذ العلوم السياسية - أنه يجب العمل على دمج الشباب فى الحياة السياسية بعد تأهيلهم والتركيز على اختيار أفضل العناصر للمشاركة فى خدمة الوطن وهذا هو أبسط حقوقهم. وتعليقا على مطالبة الرئيس بتأهيل الشباب لتولى مناصب وزارية أو محافظين خلال المرحلة القادمة - أيد عدد من رؤساء الأحزاب ما ذكره السيسى حيث أكد قدرى أبو حسين رئيس حزب مصر بلدى - ضرورة الاهتمام بالشباب والاستفادة من طاقتهم ورؤيتهم فى بناء مصر الحديثة . ودعا رئيس حزب مصر بلدى الشباب بأن يتقدموا الصفوف ويحصلوا على فرصهم وتدريبهم على ممارسة العمل السياسى ومواجهة مشاكل الدولة والعمل على تقديم الحلول السليمة مع وضع الخطط والدراسات العلمية لتنمية مهاراتهم السياسية . وأكد أبو حسين ضرورة إعطاء الشباب فرصة للعمل بقوة فى الحياة السياسية ويجب تسليم الأمانة لهم لأن لديهم قوة التغيير ولن تتقدم مصر إلا بسواعدهم . رسالة قوية واعتبر محمد أبو حامد رئيس حزب حياة المصريين أن رؤية الرئيس السيسى فى التركيزعلى الشباب فى اختيار المناصب خلال المرحلة المقبلة هو بمثابة رسالة قوية للجميع بأن الوطن يمتلك كوادر شابة فى أفكارها ولديها رؤية لمواجهة القضايا الجماهيرية. وطالب - أبو حامد- بأن يتصدر المشهد السياسى الكوادر الشبابية القادرة على العطاء مع الاستفادة من الخبرة والنصيحة من كبار السن ليكون هناك تواصل للأجيال على مر العصور، لأنهم حاضر ومستقبل البلاد ويجب أن يقودوا هذه المرحلة من عمر الوطن . وأكد - أبو حامد - أن مشاركة قطاع كبير من الشباب فى الاستحقاقات الديمقراطية خاصة الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية يرجع إلى شعور الشباب بأن هناك اتجاها فى الدولة لتعظيم دورهم فى المرحلة القادمة . الاهتمام بالمواطن ويرى د. عمار على حسن الروائى والباحث فى علم الاجتماع السياسى أن تأهيل الشباب سياسيا يجب أن يبدأ بمشاركتهم القوية فى الأحزاب السياسية وضرورة بناء أحزاب قادرة على الاهتمام بالمواطن ، ولكن الأحزاب ما زالت ضعيفة وتحتاج إلى دعم الشباب ولكنها ما زالت لا تستطيع استيعابهم . وأضاف - د. عمار- أن الحزب يمكن أن يستوعب الشباب عندما يستطيع تنظيم أنشطة جماهيرية تقنعه أن يؤدوا دورا فى البلاد من خلال الثقافة السياسية والبرامج التى تستطيع أن تستوعبهم، ولكن الأحزاب ما زالت ضعيفة ويلزمها بناء عدد أكبر من القيادات لتنظيم دورات تثقيفية. وشدد - د.عمار- على أن مشاركة الشباب فى العمل السياسى لا تأتى بالصدفة بل بالتخطيط المنظم وبناء كوادر وقيادات جديدة يمكنها من العمل بإيجابية فى تنمية الوطن وإعداد الشباب سياسيا . وطالب -الباحث فى علم الاجتماع السياسي- بإعطاء فرصة حقيقية لكوادر شابة جديدة تستطيع تحمل المسئولية فى المستقبل القريب وأن تتدرج فى العملية السياسية ولا بد أن يستوعب العمل العام نسبة لا تقل عن 50 % من الشباب لتولى المسئولية ، لذلك يجب توفير دورات مكثفة لتدريب الشباب على المرحلة الحالية وإعداد كوادر للمحليات حتى نقدم شبابا برلمانيين مزودين بالخبرات التى تؤهلم للعمل السياسي. وأشار د. عمار - إلى أن فكرة اختيار معاونين للوزراء من الشباب يأتى تأكيدا عمليا على اهتمام الدولة بالشباب ورعايتهم وتأهيلهم لتولى المناصب القيادية، وأن ذلك يأتى فى إطار دمج الخبرات مع الشباب لتواصل الأجيال وليس صراع الأجيال. بينما يرى المستشار يحيى قدرى نائب رئيس حزب الحركة الوطنية أن دعوة ونداء الرئيس السيسى بشأن تأهيل الشباب يجب تلبيتها فورا لأنه فى موضعه تماما لأنهم نور المستقبل ، لذلك يجب فتح نوافذ الوطن للعناصر الشابة القوية القادرة على طرح الحلول بشأن المشاكل الإقتصادية والعمل على حلها بطريقة إيجابية لذلك يجب تجديد دماء الوطن . الانتخابات البرلمانية وأكد قدري- أن كلمة السر فى توجيهات الرئيس السيسى هى الأحزاب كنقطة انطلاق نحو الشباب الواعد من خلال فتح أبوابها لهم وتجديد شباب كل الأحزاب ،ويوجد لدينا قوائم تضم عددا كبيرا من الشباب سنرشحهم فى الانتخابات البرلمانية القادمة. وأضاف - نائب رئيس حزب الحركة الوطنية - أن ملامح المرحلة القادمة من عمر الوطن تحتاج إلى تأهيل وتدريب الشباب ليكونوا أكثر خبرة بالعمل السياسى والبرلمانى لتحمل المسئولية ويكونوا فاعلين فى المرحلة الحالية، خاصة أن الحكومة تعمل فى إطار خطة جادة لتأهيل الشباب لقيادة المرحلة المقبلة، وكل المناصب التنفيذية بها. وشدد قدرى على ضرورة دمج الشباب فى جميع الإدارات المساعدة على مستوى مؤسسات الدولة مع مراعاة أهمية البحث العلمى لتأهيل وتمكين الشباب ليستطيع تحمل المسئولية فى المرحلة الحالية . وطالب قدرى - بضرورة زيادة الأنشطة الشبابية وتوسيع المشاركة بها، خاصة فى الجامعات، لتشمل كل المجالات السياسية والاجتماعية والرياضية والثقافية بهدف مشاركتهم فى بناء مستقبل مصر والمشروعات العملاقة التى يجرى تشييدها حاليا . وأكد أهمية وجود برامج وخطط واضحة لزيادة المشاركة السياسية للشباب، وأهمها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة واختيار نواب الشعب ليمثلوهم تحت قبة البرلمان، إضافة إلى تنمية الوعى والثقافة والاهتمام بالرياضة . ويرى المستشار أحمد الفضالى رئيس حزب السلام الديمقراطى أن الشباب هم قادة المستقبل لذلك لا بد من دعم ثقة الدولة فى قدرتهم على اكتساب المهارات والمشاركة بفاعلية فى نهضة الوطن. وأشار - الفضالي- إلى أنه يجب توفير فرص لتدريب الشباب على العمل السياسى ليكونوا نواة صالحة للعمل فى المناصب القيادية فى الدولة وصنع قيادات شابة ودمج الخبرات مع الشباب، وتأهيل الكوادر الشبابية القادرة على تحمل المسئولية خلال المرحلة المقبلة ، ويجب أن يكون للشباب دور فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستقبلية على جميع المستويات. وأكد - رئيس حزب السلام الديمقراطي- أهمية المشاركة الإيجابية من شباب الجامعات فى بناء مصر الحديثة من خلال ورشة تدريبية ومراكز تأهيلية لإعداد الشباب للقيادة وصقل طاقتهم المتدفقة بخبرات علمية ومهنية تؤهلهم ليكونوا وزراء ومحافظين ورؤساء حكومات ورؤساء جمهورية أيضا. وأكد أن رؤية الرئيس تتطلب إنشاء مدارس لتخريج شباب قادر على الانتقال لمؤسسات الدولة المختلفة، ويكون لهم دور فعال ورؤية خاصة ، مشيرا إلى أنها ستزيل الفجوة بين رجال الدولة والشباب، وتجعل الطرفين يتبدلان الثقة والقدرة على العمل المشترك، وفقا لخبرات الكبار وأفكار الشباب. ويرى - الفضالى - أن الرئيس السيسى يسعى لإعداد جيل جديد من الشباب قادر على تحمل المسئولية، وقيادة مصر المستقبل وفقا لمعاير وأسس تؤهلهم للمشاركة بقوة فى الحياة السياسية ، كما أن رؤيته تكشف عن أنه يسعى إلى الاستفادة من الأفكار الموجودة لدى الشباب، وبالتالى فإن الرئاسة عليها دور فى أن يكون الشباب مؤهلا قبل دفعه فى مؤسسات الدولة، نظرا للمسئولية الكبيرة التى تنتظرهم.