حذر خبراء فى شئون الجماعات التكفيرية ومكافحة الإرهاب، من أن تنظيم الإخوان الإرهابى، يسعى حاليا إلى إيجاد أرضية بديلة وأساليب جديدة لتنفيذ مخططاته الرامية إلى إثارة الفوضى، وزعزعة الأمن، فى محاولة واهية لفرض شروطه كى يبقى فى المشهد السياسى، وذلك عبر استخدام مجموعات من شباب المقاتلين العائد من تركياوسوريا واليمن وليبيا، والذين تدربوا هناك على «حرب الشوارع»، ويخططون عبر خلايا عنقودية إلى استهداف تمركزات الشرطة ووحدات الجيش. ويتشكل شباب المقاتلين، بحسب هؤلاء الخبراء، من إخوان وسلفيين، قامت الجماعة بعد الثورة وفى أثناء فترة حكمهم، بإرسالهم إلى هذه الدول، لتكوين ميليشيات يستعينون بها وقت الحاجة، وكان قائد هذا الفكر هو حازم صلاح أبوإسماعيل، الذراع القوية للإخوان فى ذلك الوقت. وحذر الدكتور خالد الزعفرانى القيادى السابق بجماعة الإخوان والخبير فى شئون الحركات الإسلامية، من أن الجماعة الإرهابية، بدأت فى الأيام الماضية الاحتفال بذكرى مرور 500 يوم على فض اعتصام رابعة العدوية، فى محاولة لإيصال إشارة إلى الجماعات التكفيرية والمتطرفة للقيام بأعمال إرهابية فى مصر خاصة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. وقال الزعفرانى، إن الإرهابيين المتطرفين سيقومون بعمليات نوعية لاستهداف شخصيات ومناطق حيوية، وكشف عن أن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بدأ فى الاستعداد للعودة إلى مصر، لمحاولة إثارة الفزع فى البلاد، والظهور فى المشهد السياسي من جديد. وأشار إلى أن شبابا من ميليشيات الإخوان انضموا إلى المتطرفين فى ليبيا وسورياوالعراق، بعد اتفاقات تمت مع قيادات الجماعة وعناصر المعارضة فى تلك الدول، للهروب من ملاحقة أجهزة الأمن المصرية، بعدما جرى تضييق الخناق عليهم، ودخول قياداتهم وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي السجن. وأكد أن أعدادا كبيرة من هؤلاء الشباب يشاركون فى العمليات المسلحة فى سوريا، وخاصة فى صفوف المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، فيما يعرف ب «نصرة سوريا» الذى يمثل جماعة الإخوان. ونوه بأن هناك عناصر انضمت إلى «أنصار الشريعة» الإخوانية فى ليبيا أيضا، ويقومون بعمليات متطرفة على الحدود مع مصر، فضلا عن مجموعات تتواجد فى العراق والسودان، وعلى اتصال بقيادات الإخوان الهاربة إلى بعض الدول المجاورة ومنها قطر واليمن، وخاصة محمود عزت الرجل الأقوى فى جماعة الإخوان، كما وصفه الراحل عمر سليمان رئيس المخابرات العامة السابق، والذي يتواجد الآن باليمن، حيث يحتمى بالقبائل اليمنية، التى عاش بينها فترة طويلة، ويعرفهم ويعرفونه جيدا. ونبه إلى أن عزت، يتنقل إلى تركيا بين فترة وأخرى للتشاور مع بعض القيادات حول دور الجماعة فى المرحلة القادمة، وتلقى الأموال أيضا، من بينهم محمود غزلان ومحمود حسين وجمعة أمين والموجود حاليا فى لندن، والذى كان نائبا أول للمرشد، ويحل محله فى حال غيابه. وأشار إلى أن هؤلاء الشباب يتلقون أموالا من بعض المنظمات الخارجية للمشاركة فى الأعمال الإرهابية بهذه الدول، ويتلقون أموالهم بالعملة الصعبة «الدولار»،إلى جانب رعاية أسرهم. وحذر من أن هؤلاء يحاولون العودة إلى مصر، بعد تلقيهم التدريبات المسلحة للقيام بأى أعمال إجرامية ، ونشر الإرهاب فى البلاد وكشف أيضا عن أن هناك منظمات أوروبية وأمريكية تسيطر عليها وتديرها جماعة الإخوان، متورطة فى تمويل هؤلاء القادة والجماعات، من بينها منظمة النصرة فى أمريكا، والإغاثة الإسلامية فى لندن، ورابطة علماء السنة فى سويسرا، وما يسمى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فى قطر، والذى يضم عددا من علماء الإسلام السياسي، ويرأسه يوسف القرضاوى. حازم أبوإسماعيل المورد الأساسى للشباب إلى سوريا وقال العميد خالد عكاشة الخبير الاستراتيجى والأمنى، إن جماعة الإخوان الإرهابية استغلت أحداث ثورة يناير المجيدة وما اتبعها من ثورات الربيع العربي، وبدأوا فى تصدير وتوريد الشباب إلى سوريا فى شهر إبريل من عام 2011. وأشار إلى أن حازم صلاح أبو إسماعيل كان يقود هذا التنظيم وتلك الفكرة ويدعو الشباب إلى الجهاد، واستعان بآلاف من شباب الجماعة، وشباب آخرين استغل حاجتهم وفقرهم، إلى جانب بعض شباب السلفيين، وتم دفعهم إلى سوريا وليبيا أيضا عبر الحدود فى تلك الفترة الانتقالية، حيث قاموا بتلقى تدريبات عسكرية مسلحة فى تلك المناطق، وشاركوا فى الحروب المشتعلة فى سوريا واليمن وليبيا، وسافر بعضهم إلى تركيا، منوها بقيام الرئيس المعزول محمد مرسى، باستعراض عضلاته فى مؤتمر «نصرة سوريا» واستعانته برموز الإرهاب، إذ كان يرتكز على هؤلاء المقاتلين، التى عكستها جملته الشهيرة «لبيك سوريا». وشدد عكاشة على أن الأجهزة الأمنية تواجه بالفعل مشكلة أمنية، وهى «العائدون» من هذه الدول، فهناك أعداد كبيرة تقدر بنحو 10 آلاف من الشباب المصري يقاتلون فى سوريا وليبيا واليمن منذ نحو 4 سنوات تقريبا، بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، وهم شباب فى سن صغيرة، وعندهم ميول دينية ،واستطاع أبو إسماعيل السيطرة عليهم، وكان بعضهم يتقاضى مبالغ مالية تقدر بنحو 2000 دولار إلى 3 آلاف دولار، وهذا رقم يسيل له لعاب أى شاب فى هذه المرحلة العمرية وكان حازم وحزب الراية وحركة «حازمون «على تواصل تام مع هؤلاء الشباب، ورعاية أسرهم فى حال استشهاد أحدهم. وأضاف: وهنا برزت سطوة وجبروت أبو إسماعيل فى فترة حكم الإخوان، حيث كان يعتبر القوة البلطجية لذراع الجماعة، والتى كانت منشغلة فى الانتخابات والسيطرة على مفاصل الدولة، وهذا ماظهر جليا فى مواقف البلطجة لحازم، عندما حشد أنصاره وحاصروا المحكمة الدستورية العليا، وكذلك مدينة الإنتاج الإعلامى، وحرق مقر حزب الوفد، والتطاول على وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين، وسط رضا من الرئاسة، بل وتثمينها البلطجة التى كان يقوم بها حازم، فى سابقة لم تحدث فى تاريخ البلاد.. كل هذا والشارع المصري يتساءل عن سر قوة أبو إسماعيل ولماذا لا يتم القبض عليه؟. وتابع خبير مكافحة الإرهاب، أن هذه القوة بدأت تنكشف عندما تسربت معلومات عن وفاة أعضاء من حركة «حازمون»على الجبهة السورية، لكن بعد مرور عدة أيام ظهرت الحقيقة، وتم نشر أسماء لشباب من الحركة وعناوينهم وكانوا من الوجه البحرى فى ذلك الوقت. وواصل: بعد سقوط الإخوان هرب آلاف إلى سورياوتركيا وليبيا، وانضموا إلى صفوف المقاتلين هناك، واكتسبوا خبرات واسعة، وأصبحوا محترفين فى فنون القتال، على مدى أكثر من 3 سنوات، وعاد بعضهم إلى مصر، واتصلوا بجماعات متطرفة فى سيناء ونفذوا عمليات إرهابية متفرقة، بتعليمات من القيادات الإخوانية الهاربة. وأشار الخبير الأمنى إلى أن مكافحة هؤلاء الإرهابيين تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولى، فليس مصر وحدها هى المستهدفة من هؤلاء، فدول الخليج وبعض الدول العربية، وشمال إفريقيا مستهدفة تماما من الإرهابيين، فقوات «فجر ليبيا» - وهى قوات إخوانية يشرف عليها الأتراك بشكل مباشر وتقوم بدعمها ماليا وتوريد الأسلحة اللازمة لمقاتليها - تحاول التسلل إلى الحدود المصرية للقيام بعمليات إرهابية، إلا أن يقظة القوات المصرية على الحدود، وكذلك المنافذ والموانئ والمطارات تحول دون ذلك، فالهاجس المصري من الإرهاب تعيشه نحو 10 دول عربية، مهددة من المقاتلين المحترفين على تلك الجبهات، والتنظيم الدولى للإخوان يتواصل معهم، ويحاول زعزعة الاستقرار الأمنى لتلك الدول ، خاصة مصر. تركيا والدعم للمقاتلين فى سوريا وليبيا وأكد نبيل نعيم المؤسس السابق لتنظيم الجهاد أن هناك بالفعل، مجموعة كبيرة من الشباب المصري فى صفوف المقاتلين فى سوريا وليبيا، إذ سافر عدد كبير منهم أثناء فترة حكم مرسي للبلاد، لافتا إلى ما أعلنه صفوت حجازى، فى مؤتمر «نصرة سوريا» أبان حكم الإخوان: أنهم أى الجماعة يمدون المقاتلين فى سوريا بالمال والسلاح. ونوه بأن هناك أعدادا أخري من بعض الدول العربية استعان بهم التنظيم الدولى للجماعة، وضمهم إلى المقاتلين هناك، حيث تلقوا تدريبات عالية، وعندما سقطت حكم الجماعة، قامت التنظيمات الإرهابية فى العراقوسوريا، ومنها «داعش» بتهريب مجموعة من التكفيريين من مصر، من عدة محافظات من بينها سيناء ودمياط والشرقية، وتوجهوا إلى هناك وانضموا إلى صفوفهم، وهؤلاء عددهم لايتجاوز ال 100 إرهابى. وأضاف نعيم أن عددا من الإرهابيين بعد ثورة 30 يونيو عادوا إلى مصر، وقاموا ببعض العمليات الإرهابية فى البلاد، لكن الأجهزة الأمنية نجحت، فى رصد بعضهم والقبض عليهم، بينما نجح آخرون فى الهروب إلى سيناء والاختباء فيها، والانضمام إلى صفوف الجماعات التكفيرية، والمشاركة فى أحداث العنف والتخريب التى حدثت. وأوضح مؤسس تنظيم الجهاد السابق، أن ميلشيات مسلحة من المصريين التابعين لجماعة الإخوان، انضموا إلى المقاتلين فى ليبيا، حيث اندرج بعضها تحت ما يعرف ب «فجر ليبيا» التابعة للإخوان، وجرى تأسيس معسكر باسم «معسكر الجيش المصري الحر» فى مدينتى درنة والزنتان، وقامت قطر برصد ميزانية مالية كبيرة لهم، لدعمهم ودعم أسرهم أيضا، منوها بأن «على قرة زادة» وهو إخوانى تركى الجنسية، يتولى إرسال الأموال لهم والاتصال بهم، ويتابع تحركات هؤلاء المقاتلين فى ليبيا وسوريا. وأكد نعيم أن أجهزة المخابرات والأمن يتابعون تحركات هؤلاء الشباب عن كثب، لافتا إلى أن خلية الشرقية الأخيرة التى قبض عليها منذ أيام، كان بينها عدد من العائدين من سوريا، وهى لم تكن أقل خطورة من خلية «عرب شركس» التى تم القضاء عليها بالقليوبية، وكانت تضم عناصر خطرة وبحوزتهم أطنان من المتفجرات.