لفت نظرى فى حوار الرئيس مع رؤساء تحرير الأهرام والأخبار والجمهورية أن الرئيس يركز على ضرورة مراعاة الإعلام وخاصة الإعلام الخاص لقضايا المجتمع والبعد عن البرامج غير الهادفة مثل برامج السحر والرقص ..........ألخ ، وأنه لابد أن يراعى الإعلام الضمير المجتمعى .. ورأيى أن التعويل على مجرد مراعاة الضمير لايصلح فى مرحلة بناء الأمم, فهذه المرحلة تتطلب وجود قوانين تحدد كل شيء ، فالإعلام الخاص لايهمه سوى المكسب ومايجلب له الإعلانات حتى ولو كان بقراءة البخت والشعوذة وهز الوسط ، كما أن الإعلام الخاص يعبر بالأساس عن مصالح رجال الأعمال مالكى هذه القنوات . والمفترض لتنفيذ تكليفات الرئيس ليس بالمناشدة وإنما باتخاذ إجراءات عملية مثل أن تقوم الدولة برفع المستوى المهنى للقنوات التليفزيونية الرسمية وحل مشاكل الإعلام القومى وتشجيع شركة صوت القاهرة وغيرها من شركات الدولة على تقديم الأعمال الهادفة والارتقاء بالمجتمع ، حيث إن التعويل على الإعلام الخاص بالطريقة التى يمارس بها رجال الأعمال الحاليون لايفيد . كما أن تأكيد الرئيس على رفضه لتكوين حزب سياسى يسانده فى تطبيق خططه للنهوض بالدولة ويساعده على تمرير القوانين التى تساهم فى بناء الدولة اعتمادا على مراعاة النواب لضميرهم الوطنى لا يفيد فى رأيى . فالمرحلة القادمة من أخطر المراحل التى تمر بها مصر ، ودخول رأس المال السياسى بالتأثير فى اختيارات المرشحين سينتج برلماناً يقوده رجال أعمال أو على أحسن الفروض نواب وراءهم مصالح لرجال أعمال ، مما سيؤدى إلى اصدار قوانين لا تراعى سوى مصالح رجال الأعمال دون النظر لمصالح غالبية الشعب المصرى و يؤدى ذلك إلى أزمات خطيرة تهدد المجتمع المصرى واحتقان فى المجتمع لا يحمد عقباه. والمهم الآن هو التحرك السريع لوضع القواعد والأسس التى تمنع سيطرة رأس المال على البرلمان وليس الاعتماد على مجرد الضمير. كما أن فى طلب الرئيس من الشعب المصرى المطحون الصبر وأن يتحمل فى الفترة القادمة أي اجراءات تؤثر عليه سواء ارتفاع اسعار او تخفيض الدعم ، فيه زيادة فى الأعباء على الشعب خصوصا أن هذا الشعب لم يجد مساعدة من مليارديرات هذا العصر بل لجأوا إلى التهرب من دفع الضرائب ، وإقامة مصانع ومشروعات خارج مصر بالرغم من أن أموالهم قد تكونت داخل مصر وبأيدى المصريين ، ولاننسى أن بعض رجال الأعمال منذ ثورة يناير قد قاموا باستثمار أموالهم خارج مصر ولم يقيموا مشروعات جديدة فى مصر وانما اقاموا مشروعات في الصين ودبى وغيرها من الدول بحجة أنهم يحصلون على أراض بأسعار أرخص ويحصلون على تسهيلات اقتصادية . ولا ننسى أن الفئات المطحونة من المصريين كانت أول من لبى نداء السيسى فى تمويل قناة السويس ، بل وضرب المصريون أروع الأمثلة فى حب مصر فى الوقت الذى أحجم فيه رجال أعمال مصر عن المساهمة فى صندوق «تحيا مصر» ولم يجمع الصندوق سوى 6 مليارات جنيه ، بالرغم من أن الرئيس كان يأمل جمع 100 مليار لهذا الصندوق . فإذا كان الرئيس يطلب من الشعب المصرى الصبر والتحمل فنأمل فى تحصيل حق مصر فى أموال رجال الأعمال ومليارديرات هذا الزمان فقط بتطبيق القانون ، وتخفيف الضغط عن الشعب المصرى الذى لم يجد من يحنو عليه كما قال الرئيس نفسه قبل ذلك . سيادة الرئيس .. بناء الأمم ليس بالنوايا الطيبة أو بمجرد تكليفات من الرئيس للمسئولين وإنما يتم بتنفيذ القوانين الكفيلة بتحقيق ذلك من الأساس . لمزيد من مقالات عمرو فاروق الشيشينى