كاتب هذه المجموعة القصصية صاحب لغة أدبية أنيقة شامخة طيبة واثقة كاشفة ثاقبة فخمة.. ومدهشة أيضا. هو يكتب وكأنه يغزل سجادا يدويا عتيقا ساحرا.. يغزل الحروف بكل إتقان وصبر وموهبة وحب.. كلماته تثبت أن قدرته على الإبداع لاحدود لها.. أدواته هى الخيال البعيد، والخيوط المتشابكة، والرغبة فى التعبير عن النفس ..إنه جمال الغيطانى. عن دار نهضة مصر للنشر، صدرت منذ أيام، مجموعة قصصية جديدة للكاتب الكبير جمال الغيطانى.. بعنوان «يمام». وتدور المجموعة القصصية فى قالب فلسفى، يغوص فى النفس البشرية، ويعبر عن مخاوفها وإحباطاتها وآمالها بأسلوب واع لطبيعتها، معتمدًا على الزمن ليكون بطلا مؤثرًا فى شخوص قصصه الجديدة. إنها قصص تمنح كل من يقرؤها فرصة ليحيا تجارب لم يعشها، وليتعرف على مشاعر نبيلة قد لا يكون شعر بها من قبل، وأزمانا لا يملكها، وتمنحه القدرة على الذهاب بأحلامه المستحيلة إلى أبعد مدى.. وتسمح له بأن يسامح الزمن على كل قسوته به .. تشتمل مجموعة الغيطانى «يمام» على 24 قصة قصيرة منها: نبض، يمام ، محطة، صرخة ، ظل. المعروف أن جمال الغيطانى صاحب مشروع روائى فريد، استلهم فيه التراث المصرى، ليخلق عالما روائيا عجيبا، يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا. وقد لعب تأثره بصديقه وأستاذه الكاتب نجيب محفوظ دورًا أساسيا لبلوغه هذه المرحلة، مع اطّلاعه الموسوعى على الأدب القديم. وقد كتب الغيطاني عشرات القصص القصيرة؛ منها.. أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، وحكايات الغريب، ونهاية سكير.. وخلال رحلته الإبداعية- التي تتجاوز نصف القرن- تطورت القصة القصيرة عنده، واتخذت آفاقًا عديدة. وفي إبداعه ارتبط الخاص بالعام، ولاحت فيه القضايا الكبرى التي تشغله؛ مثل الحرية، والعدالة، ورفض القهر، والحب .. مع طرح الأسئلة الكبرى بين الثنايا. في مجموعته « يمام « تبدو خلاصة التجربة والرؤية النافذة إلى جوهر الوجود، والوجود الإنساني، وأشواق الروح، وحيرة الإنسان تجاه الزمان وتجاه الشوق وتجاه الحب، حيث ترى البصيرة عمق الرؤى، خاصة الزمن وما ينتج عنه.. ذلك الزمن الذي حيّر الغيطاني طوال رحلته الإبداعية وما زال..
الكتاب: يمام.. مجموعة قصصية المؤلف: جمال الغيطانى الناشر: نهضة مصر الصفحات 131