مازالت قضية مكافحة الاورام السرطانية تمثل التحدي الاكبر امام القائمين على تقديم الرعاية الصحية فى مصر، حيث تأتى السرطانات كثانى مسببات الوفاة بين المصريين بعد امراض القلب والاوعية الدموية، وبحسب احصائيات أول سجل قومى مصرى للاورام فان هناك 113 حالة جديدة سنويا بين كل 100 الف نسمة، ويعد سرطان الكبد العدو الاول للرجال فى مصر بنسبة 39,5 حالة جديدة لكل 100 الف نسمة كل عام ، يلية سرطان المثانة البولية بالرجال، والذي تراجع للمركز الثانى نتيجة السيطرة على مرض البلهارسيا، وفى السيدات مازال سرطان الثدى هو الأكثر شيوعا بنسبة 35,8 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة، يليه سرطان الكبد وبنسبة اقل من الرجال تصل إلى 15,1 حالة جديدة لكل 100 الف نسمة. ويقول الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى الاسبق واستاذ علاج الاورام ونائب رئيس اللجنة العليا لمكافحة الاورام، أن عام 2014 شهد على المستوى المحلى تطورا ملحوظا فى مكافحة الاورام، وذلك بتفعيل دور اللجنة العليا لمكافحة الأورام ،وكان أول ثمارها ظهور نتائج السجل القومى للأورام معتمدا على تعداد السكان، حيث كنا نفتقد لمعرفة الإحصائيات التى تعكس حجم مشكلة الأورام، وبحسب أرقام السجل القومى للأورام هناك 113 حالة جديدة للأورام كل عام لكل 100 ألف نسمة. وأضاف انه من ثمار اللجنة العليا لمكافحة الاورام وضع برتوكولات علاجية موحدة للمرضى فى مصر يتولى تمويلها التامين الصحى ومنظومة العلاج على نفقة الدولة من خلال المعهد القومى للاورام واقسام علاج الاورام بمستشفيات وزارة الصحة والجامعات المصرية ، الى جانب قرب الانتهاء من استراتيجية قومية لمكافحة الاورام تشمل الاهداف ومنها الوقاية والاكتشاف المبكر للسرطانات، والتشخيص والعلاج ، والتدريب واعطاء الشهادات الاكاديمية ، بالاضافة لدعم البحث العلمى فى المجالات ذات الصبغة القومية ، وعلى المستوى الدولى فيؤكد الدكتور حسين ان علاج الأورام لا يشهد طفرات كبيرة سنويا، ولكن تحسن تدريجيي نسبى، وخاصة منذ عام 1970، وان عام 2015 سيشهد تطور العلاجات الموجهة وبالاخص فى سرطانات الثدى والرئة والغدد اليمفاوية، وايضا التطور البحثى فى دراسة خصائص الخلية السرطانية وتحديد العيوب الجينية بحيث يمكن مهاجمتها وامكانية تفصيل العلاج لكل فرد، كما ينتظر ان يشهد عام 2015 تطبيق النتائج البحثية فى سرطان الثدى من خلال اكتشاف مستقبلات جديدة على سطح الخلية وانتاج عقاقير تحمل العلاج وتلتصق بتلك المستقبلات على سطح الخلية للقضاء عليها. من جانبه أكد الدكتور علاء الحداد عميد المعهد القومي للأورام وأستاذ علاج أورام الأطفال ، أن نسب أورام الأطفال فى مصر أعلى نسبيا وذلك لان 60% من تعداد السكان فى الفئة العمرية الصغرى، إلى جانب قلة عدد المراكز المتخصصة فى علاج الأورام الأطفال. وأضاف انه لم يعد هناك علاج موحد لعلاج الأورام بل يتم تفصيل العلاجات لكل مريض داخل النوع الواحد من الأورام، وفى هذا الإطار جلب المعهد القومي للأورام أجهزة حديثة لعمل المسح الجيني وتضم المنظومة بنك حيوية ومعلومات حيوية ، حيث سيسمح البنك الحيوى بالاحتفاظ بعينات الأورام مدى الحياة لأغراض البحث العلمي، إلى جانب عمل المسح الجيني حيث يتم تقسيم المرض بحسب الخلل الموجود بالخلايا السرطانية بطرق تختلف عن الطرق المجهريه والصباغات وبدوره توجيه العلاج بحسب الخلل وأوضح الدكتور الحداد أنه من المنتظر خلال عام 2015 طرح العلاج المناعى بالخلايا الليمفاوية من النوع خلايا T) ) المهجنة والموجهة، والتى حققت نتائج مبشرة لسرطانات الدم بالكبار والأطفال، وينتظر ان يمتد تأثيرها لعلاج الأنواع أخرى من السرطانات. وأشار إلى أن المعهد القومي للأورام خلال عام 2014 افتتح مجمع العيادات ، والعيادات التخصصية كأورام الرأس والرقبة، والجهاز البولى، وأورام الصدر وغيرها ، كما افتتحت مستشفى أورام الثدي بالتجمع الأول كأول مستشفى متخصص لعلاج أورام الثدي بالسيدات، بجانب إضافة الأشعة المقطعية البوزيترونية بالمجان للمرضى.