هى بضعة أشهر واصبحت داعش ملء السمع والبصر سواء كان ذلك للعنف المفرط او لتزايد استخدام وسائل الاتصال وتنوعها، وإذا بنا امام سلوك انسانى عنيف كلنا نراه ولا نبصره حتى اصبح فى بيوتنا ومدارسنا ومساجدنا فقه قائم على العنف يستند الى تراث سلفى وفهم لنصوص الدين فى إطار إحادى النظرة صحراوى النزعة دموى التوجه، وهذا الفكر الذى يعود الى القرون الاولى للإسلام ويتخاصم مع سماحته ورحمته يجد من يعشقه ويروج له ويتقبل انحراف داعش على انه صحيح الإسلام. وفى القاهرة بلد الفنون والعلوم والحضارة والأزهر، جماعات تعلن عن رضاها عن شذوذ داعش وتتقبل بيع سبع مائة امرأة زيدية بالمزاد العلنى فى الموصل، وإجبار المسيحيين على دفع الجزية أو الرحيل، وقتل المخالفين او المعارضين ايا كانت عقيدتهم. إن التنظيمات الإرهابية التى تنتشر فى البلدان الإسلامية تحت مسميات مختلفة كداعش، وطالبان فى آسيا، وبوكو حرام فى نيجيريا والجهاد والجهاديين والسلفيين وانصار بيت المقدس والإخوان المسلمين فى مصر ناتجة عن عدم فهم نصوص الشريعة الاسلامية، كغالبية فقهاء الاسلام مما يدعم الممارسات العنيفة، فيلتف حولهم كل عشاق العنف ومرضى التلذذ بالدماء من اى جنسية ومن اى دين، وحكاية المراهقة النمساوية التى عرفت بملكة جمال مقاتلات داعش، سامرا كيزينوفيتش 17 عاماً، والتى غادرت للقتال فى صفوف تنظيم داعش حتى قتلت وخلفها رويات جنسية بذيئة، لخير دليل على وجود الرغبة القوية للعنف. ان الفكرة الصورية عن الخلافة وتطبيق الشريعة بهذا النمط الفقهى التاريخي، الذى يتجاهل الاجتهاد والتجديد ويلتفت عن التغيرات التى طرأت على الحضارة الإنسانية ويدير ظهره لسماحة الدين ورحمته، هى منظومة فقهية سائدة فى مؤسساتنا الفكرية والأكاديمية، وبخاصة الوعظية الدينية. لمزيد من مقالات خالد الاصمعى