الهاجس الذى يراود المصريين اليوم، ويصيبهم بالخوف على مستقبلهم ومصيرهم، هو عودة عقارب الساعة للوراء، ورجوع التاريخ للخلف، لتجد مصر نفسها تعيش مرة أخرى يوم 24 يناير 2011، وتستعيد دولة الظلم والفساد والاستبداد أمجادها بلاحدود، وهى مخاوف بالتأكيد لها مبرراتها القوية، التى لا يمكن تجاهلها، خاصة بعد أن خرج رموز نظام مبارك من السجون، وأخرجوا لسانهم للشعب، بأنهم عائدون عائدون، رغم أنف الحالمين بالحرية والعدالة والعيش والكرامة الإنسانية، عائدون للانتقام من كل من قال لا في وجوههم، عائدون بملياراتهم يصرخون في وجه الشعب: «نحن أحق بالبرلمان القادم نحن أسياد الشعب وسنحكمه بأموالنا، وليذهب الشرفاء والكادحون إلى الجحيم» مما جعل الإحباط يخيم على الجميع، بعد ثورتين بذلت فيهما مصر الغالى والنفيس من أرواح وسلامة أبنائها، ولكن ليعلم كل من يتربص بهذا الشعب من المتكبرين والمتجبرين والمغرورين، أنهم واهمون، فقد استطاع هذا الشعب العظيم إسقاطهم وهم في قمة نفوذهم، وفي قمة فسادهم، بعد أن زوروا برلمان 2010، أطاح الشعب بهم بعد أن دانت لهم الدنيا، وتخيلوا أنهم وصلوا إلى عنان السماء. وإذا كان الطغاة يعولون على ضعف الأحزاب في الانتخابات البرلمانية القادمة، وأنهم يعتبرون المعركة ستكون سهلة لاقتناص قبة البرلمان، نبشرهم بما أعلنه رئيس اتحاد النقابات المهنية ونقيب المعلمين السيد خلف الزناتى منذ أيام، بتوجه اتحاد النقابات لخوض الانتخابات ودخول البرلمان، حيث أكد أن هذا الاتحاد أكثر القوى الموجودة في مصر التحاما بالطبقة الوسطى، فلا يوجد منزل في مصر إلا وبه عضو في نقابة مهنية، ليصل عددهم إلى نحو 20 مليون عضو، لديهم القدرة على حشد الأصوات من خلال قواعدهم في المحافظات، وتلك الملايين هم أبناء مصر المخلصون، الذين سيكون عليهم توحيد الأمة وإعلاء مصالحها العليا، وتحقيق طموحاتها السياسية، وليس هذا بعسير لأن الشعب مازال على قيد الحياة، ومصر لم تنم. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى