رغم أن مسابقة الدورى الممتاز لم تتعد الدور الأول ووصلت فقط إلى الجولة 14 فقد وصل عدد المدربين المقالين إلى عشرة مدربين وهى نسبة كبيرة جداً حيث إن معدل الإقالة بالنسبة للمدربين وصل إلى 0.71 فى الجولة الواحدة أى ما يعادل مدرب إلا ربع، أى ما يقرب من مدرب كل جولة، وهذا يعكس عدم الاستقرار الذى يحيط بأغلب الأجهزة الفنية. وبطبيعة الحال ونحن فى النصف الثانى من الدور الأول ومازل هناك ضعفا عدد ما تم لعبه من مباريات، فإن هذا الرقم مرشح إلى الزيادة ولن نستغرب إذا ما تمت الإطاحة بكل مدربى الدورى مع نهاية الموسم باستثناء الأهلى الذى يوفر الهدوء والاستقرار لأجهزته الفنية ودائماً ما يعتمد على سياسة المحاسبة فى نهاية الموسم، وهذا الأمر لن ينطبق على الزمالك هذا الموسم والذى قام بتعيين ثلاثة أجهزة فنية حتى الآن منذ انطلاقة المسابقة بداية من أحمد حسام ميدو الذى تمت إقالته قبل لقاء السوبر المحلى أمام الزمالك وبعد التعادل مع مازيمبى فى دورى الأبطال الأفريقي، ثم استتبعه بحسام حسن الذى بدا الموسم بخسارة السوبر أمام الأهلي، ولكنه لم يحصل على وقته الكافى مع الفريق وتمت إقالته أيضاً، قبل الوصول إلى البرتغالى باتشيكو المدير الفنى الحالى والذى يبدو أن حظوظه ستكون أفضل من ميدو وحسام فى القلعة البيضاء من واقع نتائجه الرائعة منذ توليه المسئولية. وكانت بداية حالات الإقالة مع الألمانى جيرارد مدرب طلائع الجيش والذى تمت الإطاحة به قبل أن يبدأ مشواره ثم مختار مختار من فريق بتروجيت وكانت الحالة الثالثة من نصيب حسام حسن من الزمالك ثم خالد عيد من فريق الأسيوطى وحمادة صدقى من سموحة قبل أن يتولى تدريب وادى دجلة، وهشام زكريا من وادى دجلة وأحمد عاشور من ألعاب دمنهور وطلعت يوسف من الإتحاد السكندري، وأنور سلامة من طلائع الجيش، وأخيراً كان طارق يحى من فريق المصري، وسبق وان تقدم يحى بإستقالته من تدريب الفريق فى الجولة الماضية إلا أن إدارة النادى تمسكت به وجددت الثقة فيه رغم عدم شعوره بالراحة مع اللاعبين واتهم البعض بالتأمر على مصلحة الفريق، ويجب ألا تمر تصريحات المدير الفنى مرور الكرام وأن تصل الإدارة إلى أسباب تراجع الفريق وسوء نتائجه وأسباب عدم تفاهم اللاعبين مع الجهاز الفني. ويبدو أن فريق طلائع الجيش سيكون صاحب الرقم القياسى فى عدد الأجهزة الفنية هذا الموسم بعد أن وصل عددهم إلى ثلاثة حتى الآن بداية من جيرارد ثم أنور سمة وحتى الآن طلعت يوسف والذى يبدو أنه أوشك على الإقالة أو الاستقالة بعد الخسارة الثقيلة من الإتحاد السكندرى بثلاثية فى بداية الجولة ال 14 للمسابقة. وهناك مدربان مرشحان لزيادة عدد أعضاء القائمة من المدربين المقالين، ربما أقربهم هو لافانى المدير الفنى الفرنسى لفريق سموحة والذى تولى المسئولية بعد حمادة صدقى وكانت وجهة نظر فرج عامر رئيس النادى أن لافانى هو القادر على تلبية طموحات إدارة النادى من خلال المنافسة على الدورى والمشاركة فى دورى الأبطال الأفريقى فى نسخنه الجديدة، ولم يكن يعلم وقتها عامر أنه تعاقد مع مدرب لا يملك أى طموح من الأساس، وهو ما تعكسه نتائجه، ولولا الحرج لكانت إقالة لافانى منذ جولات مضت بعد أن واصل هزائمه وتعادلاته مع الفريق. وكان حسام حسن قريب هو الأخر من الإقالة من الإتحاد السكندرى أو حتى الاستقالة لولا الفوز الكبير الذى حققه على حساب طلائع الجيش وهو ما منح الجهاز الفنى قبلة الحياة من جديد وبدأ حسام يتحدث بلغة مختلفة حتى أنه وضع شروط من أجل البقاء على رأس الجهاز الفنى وضرورة ضم صفقات جديدة وحدد لاعبين بأعينهم من القطبين. وإذا كان حسام حسن قريب من الإقالة إلا أننى أتمنى ألا يحدث هذا خاصة وأن توالى المدربين سيضر بفريق الإتحاد الذى كان دائماً قاب قوسين أو أدنى من الهبوط فى المواسم التى سبقت نظام دورى المجموعتين، وكان دائماً ينجو من هذا الخطر فى آخر جولة أو جولتين فقط، وهو ما يؤكد أن عدم الاستقرار يؤدى إلى الفشل، كما أن ما سيقدمه أى جهاز فنى جديد لن يكون أفضل مما يقدمه التوءم خاصة وأن الإتحاد لا ينافس على اللقب ويسعى فقط لمكان أمن فى جدول الترتيب العام. وهذا الأمر ينطبق على كل الفرق التى لا تنافس على البطولة أى من الترتيب السادس إلى نهاية جدول ترتيب الفرق ولابد وأن يشعر أى جهاز فنى بالأمان ودعم الإدارة حتى يستطيع التركيز فى عمله وألا يكون فكره موجها فقط فى توقيت إقالته مع أى خسارة لأى مباراة. وربما يكون الاستثناء حتى الآن من تلك الظاهرة هو سيد عيد المدير الفنى لفريق النصر الذى لم يحقق سوى فوز وحيد وتعادلين فقط بواقع خمس نقاط حتى الآن ومع ذلك رفضت إدارة النادى إقالة الجهاز الفنى ومنحته الثقة من أجل مواصلة العمل وتحسين النتائج، واضعة فى الاعتبار حداثة اللعب فى منافسة كبيرة بحجم الدورى الممتاز بعد سنوات طويلة فى دورى الدرجة الثانية، وهنا يجب الإشادة بإدارة النادى التى تعاملت بمبدأ اكتساب الخبرات مع الجهاز الفنى حتى يستطيع الجهاز الفنى تغير ثقافة اللاعبين وتعديل نتائجه.