فشل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في صراعه السياسي مع المرشد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي في ظل الصراع المحتدم بينهما, حيث أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية الإيرانية. التي أجريت أمس الأول تصدر المنافسين الذي يصفون أنفسهم ب الأصوليين لمعسكر نجاد, فيما فاز علي لاريجاني رئيس البرلمان الحالي ومنافس نجاد بأغلبية ساحقة في دائرة بجنوبطهران, في الوقت الذي فشلت فيه شقيقة الرئيس الإيراني في مسقط رأسيهما. ناخبة إيرانية تدلي بصوتها في الانتخابات الإيرانية، وأشارت النتائج الأولية إلي أن المحافظين الذين يصفون أنفسهم ب الأصوليين بسبب ولائهم للمؤسسة الاسلامية يتصدرون الانتخابات كما كان متوقعا. ومن المتوقع أن يحصل المحافظون علي أغلبية مقاعد البرلمان البالغ عددها290 مقعدا, من بينهم30 مقعدا مهما من الناحية السياسية في العاصمة طهران. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه جري انتخاب لاريجاني, المرشح البارز للمحافظين الإيرانيين والمنتقد بشدة للرئيس الإيراني, بأغلبية ساحقة في الانتخابات. على لاريجاني وخاض لاريجاني-53 عاما- الانتخابات عن دائرة قم التي تبعد140 كيلومترا جنوب العاصمة طهران والمعروفة أنها معقل رجال الدين في البلاد. كما فشلت بارفين أحمدي نجاد شقيقة الرئيس في محاولتها للفوز بمقعد في منطقة جارمسار مسقط رأس الرئيس. وعلي الرغم من أنه ليس أمرا مهما من الناحية السياسية, فإن فشل شقيقة الرئيس يمكن أن يكون له مغزي رمزي. ومن المقرر أن يمثل الرئيس الإيراني أمام البرلمان المنتهية ولايته خلال أيام, حيث يقدم اجابات بشأن سياساته الاقتصادية وغيرها من الموضوعات, وهي سابقة مهينة لرئيس يقضي فترته الرئاسية الثانية لكنها مناسبة من الممكن أن يستخدمها نجاد في الرد علي خصومه. وفي واشنطن, وقبل ساعات من بدء أعمال المؤتمر السنوي لكبري جماعات الضغط الموالية لإسرائيل في الولاياتالمتحدة إيباك, وصفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية المحافظة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو للبيت الأبيض المقررة غدا بأنها حاسمة. وقالت الصحيفة في تعليقها إن إسرائيل تشعر في الوقت الراهن بأنها مهددة بهولوكوست جديد بسبب البرنامج النووي الإيراني, وتسعي للتمهيد لشن ضربة إجهاضية علي المنشآت النووية الإيرانية قبل فوات الآوان. وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تري في الوقت نفسه أن من المفيد لها الحصول علي ضوء أخضر من البيت الأبيض لنيل الدعم الأمريكي وحتي بشكل سري. وأوضحت أن الولاياتالمتحدة تري التهديد الإيراني بمنظور آخر, إذ أن واشنطن تري أنه من غير المتوقع أن تمتلك طهران قنبلة نووية قريبا, كما أن الإدارة الأمريكية تعول كثيرا علي أن تؤتي العقوبات التي تم تشديدها منذ وقت قصير ثمارها آجلا أم عاجلا, وتدفع الملالي لوقف برنامجهم النووي. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد أن جميع الخيارات مطروحة علي المائدة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية, وأن الخيار الأخير سيكون العمل العسكري, وحذر من أن توجيه ضربة عسكرية لطهران هو أمر سابق لأوانه, وقد يساعد دون قصد النظام الإيراني بتصوير نفسه علي أنه الضحية. ويلقي أوباما كلمته في افتتاح مؤتمر لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية إيباك صباح اليوم. فيما أشارت أنباء صحفية إلي أن أوباما يسعي لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بتأجيل أي خطط قد تكون لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خلال زيارته المرتقبة للبيت الأبيض غدا. وقال أوباما في حديث لمجلة أتلانتك أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تدرك, بصفتي رئيسا للولايات المتحدة, أنني لا أخادع فيما يخص موقفي من إيران. وقال أوباما انه لن يقبل بوجود سلاح نووي في إيران, وهو ما وصفته دوائر في واشنطن بأنه يحاول أن يصيغ لهجة جديدة أكثر انسجاما مع نهج اسرائيل التي تحاول بقوة وقف الطموحات النووية لطهران. وفي سياق متصل, ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد يقوم بزيارة لطهران خلال مارس الحالي.