فى منتصف فبراير المقبل يتولى الجنرال "جادى ايزنكوت" مهام منصبه رسميا كرئيس لهيئة أركان الجيش الإسرائيلى أو الجندى رقم واحد فى الدولة العبرية كما يطلقون عليه هناك حيث يجلس على كرسى قائد الجيش فى الطابق 14 من مبنى المؤسسة العسكرية. كان وزير الدفاع موشيه يعلون قد أعلن منذ عدة أيام عن اختيار ايزنكوت رئيساً للاركان وكان يتولى قبل ذلك منصب نائب رئيس هيئة الأركان ، وجادى ايزنكوت هو رئيس الأركان الحادى والعشرين للجيش الإسرائيلى وجاء إعلان توليه بعد عرقلة هذا الاعلان من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لفترة لكن فى النهاية وبعد عملية فحص وتدقيق قام بها المستشار القانونى للحكومة تمت الموافقة على عملية التعيين. وقال عنه وزير الدفاع يعلون : اعتقد ان الجنرال جادى هو الشخص المناسب فى هذا التوقيت لقيادة الجيش فى السنوات المقبلة فأنا أعرفه منذ سنوات طويلة كرجل عسكرى محترف له قدرة كبيرة على القيادة والتوجيه ، ولجادى ايزنكوت كما تقول وسائل الإعلام الإسرائيلية خبرة قتالية وقيادية اكتسبها خلال مشواره العسكرى وقد قوبل قرار تعيين ايزنكوت بالترحاب من جانب كبار السياسيين الاسرائيليين حيث قال عنه نتانياهو ان اختياره لهذا المنصب جاء بعد المفاضلة بين عدد من المرشحين لقيصادة الجيش فى مواجهة التحديات المعقدة التى تواجه إسرائيل على حد قوله وقال نتانياهو أيضا : باسم مواطنى إسرائيل أتمنى له التوفيق فى مهمته الجديدة ، أما زعيم المعارضة يتسحاق هيرتزوج فقد أثنى على عملية اختيار ايزنكوت وقال انا اعرفه منذ سنوات وهو لايخشى الإعلان عن رأيه صراحة أمام قادته ففى حرب لبنان الثانية عندما كان قائدا لوحدة العمليات كان أحد القلائل الذين عارضوا طريقة إدارة الحرب على يد رئيس الاركان آنذاك دان حالوتس ولذلك وبعد انتهاء الحرب عارض حالوتس تعيين ايزنكوت قائدا لقيادة المنطقة الشمالية خلفا لأودى آدم وفى مناصبه الاخيرة التى تولاها كان أحد الاصوات البارزة التى تعارض شن هجوم عسكرى على إيران . وجادى ايزنكوت 54 سنة يقيم فى مدينة هرتزيليا وأب لخمسة أبناء خدم فى لواء جولانى وقبل عمله نائبا لرئيس الأركان بنى جانيتس تولى ولمدة خمس سنوات الاشراف على القطاع الشمالى .. وقد بدأ جادى مشواره العسكرى بالخدمة فى الكتيبة 51 التابعة للواء جولانى فى نهاية السبعينيات وشارك فى حرب لبنان الأولى وفى منتصف الثمانينيات تولى قيادة سرية عوريف ثم قائد الكتيبة 13 وفى عام 1997 تولى قيادة لواء جولانى ثم بعد ذلك منصب السكرتير العسكرى لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك وعمل أيضا سكرتيرا عسكريا لرئيس الوزراء الراحل آرييل شارون وسوف يتولى منصب نائب رئيس الاركان الجديد الجنرال يائير جولان والعلاقة بينه وبين ايزنكوت ليست على ما يرام كما يقول الاعلام الاسرائيلى لكن عدم وجود انسجام بين ايزنكوت وجولان هو أمر هامشى كما يقولون فى إسرائيل وطبقا لتقديرات المخابرات الاسرائيلية فإن العام الأول لايزنكوت فى منصبه قد يشهد دخول الجيش الاسرائيلى فى معركة عسكرية فهذا الاحتمال غير مستبعد وقد تكون هذه المعركة فى لبنان وهناك ثلاث ملفات هامة على مكتب ايزنكوت والتى سيتولى دراستها وهى احتمالات شن حرب على لبنان وميزانية الجيش الاسرائيلى ونتائج عملية الجرف الصامد فى قطاع غزة خاصة بعد قرار المدعى العسكرى الإسرائيلى توسيع التحقيقات الجنائية ضد جنود الجيش الاسرائيلى خلال عملية "الجرف الصامد" فى قطاع غزة. وكان المدعى قد أعلن أنه يعتزم فتح تحقيق جنائى فى 8 أحداث وقعت خلال عملية "الجرف الصامد" الصيف الماضي، فيما أعلن عن إغلاق ملفات تحقيق أخرى خلال العملية. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن من بين الأحداث التى أعلن التحقيق فيها: حادثة قتل أربعة أطفال على شاطئ غزة، وقتل 15 فلسطينى فى مدرسة تابعة للأونروا فى بيت حانون، وقتل اثنين من سائقى سيارات الإسعاف، وإطلاق النار نحو فلسطينى كان يحمل راية بيضاء، وقصف بيت عائلة أبو جامع فى خان يونس وقصف مستشفى الوفاء وأوضحت الصحيفة أن الجيش يعتزم التحقيق فى أحداث "الجمعة الأسود" عندما قصفت قوات الجيش منطقة فى مدينة رفح بصورة بالغة الوحشية وقتلت 150 فلسطينياً فى أعقاب أسر الجندى هدار جولدن .