احتجاجات رافضة لحكم براءة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين وقبلها جمعة 28 نوفمبر التي دعت لها الجبهة السلفية كلها مرت بهدوء وسيطر الأمن تماما عليها دون أن يظهر علي السطح أي انتقادات للأمن في مصر ولكن وبصورة مفاجئة خرجت تحذيرات بعض السفارات الأجنبية لرعاياها في القاهرة من هجمات إرهابية محتملة في مصر. المثير أن التحذير لم يصدر من كل السفارات بل سفارات بعض دول الكومنولث بزعامة بريطانيا وتلتها كندا ثم استراليا معلنين وقف تقديم خدماتهما للجمهور، لأسباب أمنية، وللحفاظ على سلامة وأمن العاملين بها. الغريب في الأمر أن أكثر الدول عداء لمصر حاليا وهي أمريكا لم تفعل ذلك بل أعلنت أن الأوضاع حولها هادئة، وأن العمل داخلها يجرى بشكل اعتيادي. الهدف واضح وتم اختياره بدقة فهو يأتي قبل أضخم موسم سياحي تشهده مصر كل عام وهو إجازة الكريسماس ورأس السنة الميلادية وهو الموسم الذي ينتظره كل العاملين في السياحة و يختلف عن أي موسم فهو موعد قدوم الأثرياء وأصحاب السلطة والنفوذ في العالم ، فدائما رجال السياحة في مصر يبحثون عن السائح الإنجليزي والكندي والاسترالي فهم من سيدفع كثيرا دون فصال أو جدال مقابل تقديم له ما يريد حتى لو كان "لبن العصفور"، فضرب هذا الموسم هو ضياع ملايين الدولارات علي مصر وضرب السياحة في مقتل سيدفع ثمنه عمال وموظفين أبرياء قد يتحولون للقمة سائغة أمام بذخ تنظيم الإخوان العالمي ويصورهم على أنهم من ضحايا الانقلاب . سبب آخر وهو أن القاهرة تعد الآن لمؤتمر اقتصادي دولي تشرح من خلاله الفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمرين الأجانب، لذلك لن تجد هذه السفارات توقيتا أفضل من ذلك لتبتز السلطات المصرية وتفرض شروطها في إخلاء الشوارع المحيطة بسفاراتها . الحلول كثيرة مثل إقامة حي دبلوماسي يسهل تأمينه خارج زحام العاصمة مثل الحي الدبلوماسي في الرياض ، أو تعزيز الخدمات الأمنية بشكل مكثف دون غلق الشوارع ولكن كل هذه الحلول لن ترضي هذه السفارات فالمقصود هو توصيل رسالة للسائحين وللعالم كله بأن مصر لم تستقر بعد وهي ورقة تلعب بها لمصلحة جماعة الإخوان لمحاولة جديدة لحشد أعضاء جدد بعد اختفاؤهم من الشارع تماما والدليل علي ذلك جمعة 28 نوفمبر . غلق هذه السفارات هو قطع للسان التواصل والحوار بين الدولة ورعاياها الأجانب من ناحية وبينها وبين المصريين من ناحية أخري ، وبدلا من تدعيمه وتسهيله تقوم هذه السفارات بقطع لسان هذا التواصل من أجل أوهام أمنية لا وجود لها في مصر . هذه الدول لماذ لم تغلق سفاراتها في العراق لأسباب أمنية وتغلقها في مصر لأسباب أمنية .. سؤال يبحث عن إجابة! لمزيد من مقالات عادل صبري