انضمت كندا أمس إلى بريطانيا وأغلقت سفارتها في القاهرة أمام الجمهور، بسبب ما اعتبرته أسبابا أمنية، دون أن تذكر أي من سفارتي البلدين طبيعة أو مصدر هذه التهديدات. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء أمس، عن مسئول بالسفارة الكندية بالقاهرة قوله: إن السفارة أغلقت حتى إشعار آخر بسبب مخاوف أمنية. وذكرت رسالة نشرتها السفارة بموقعها على الإنترنت أن "القدرة على تقديم خدمات قنصلية ربما تكون محدودة أحيانا ولفترات قصيرة بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة". من جانبه، أكد الدكتور بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية - في تصريحات ل"الأهرام" - أن هناك تواصلا مع السفارة الكندية ومع أجهزة الأمن المعنية للتعرف على الأسباب، والتعامل مع أي ملاحظات حول الإجراءات الأمنية المطبقة انطلاقا من مسئولية مصر تجاه تأمين كافة البعثات الأجنبية المعتمدة في مصر. يأتي ذلك في وقت، كررت فيه الحكومة الكندية عزمها على مكافحة "الآفة الإرهابية" في العراق، وذلك بعد ساعات من دعوة أبو أنور الكندي، المنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي، لشن هجمات داخل الأراضي الكندية، إضافة إلى دعوته المسلمين للإنضمام إلى صفوف التكفيريين. من جانبه، دعا ستيفن بلاني وزير الأمن العام الكندي، مواطني بلاده إلى التحلي باليقظة. وقال بلاني - في بيان - إن "الإرهاب يشكل تهديدا فعليا وجديا للكنديين، وعلينا أن نبقى يقظين". وأضاف، أن هذا التهديد يبرر مشاركة القوات المسلحة الكندية "في التحالف الذي يشن حاليا ضربات جوية" ضد داعش. وحددت صحيفة "ناشيونال بوست" هوية الرجل الذي كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة بأنه جون ماجواير، وقالت إنه تحول للإسلام ويعيش في أوتاوا. وفي الفيديو يحث أبو أنور المسلمين الكنديين على أن يحذو حذو مارتن رولو الذي اعتنق الإسلام أيضا ودهس بسيارة في 20 أكتوبر الماضي جنديين كنديين قرب مونتريال فقتل أحدهما قبل أن تتمكن الشرطة من قتله.وأشار التسجيل لهجوم منفصل في أوتاوا يوم 22 أكتوبر الماضي عندما أطلق مسلح النار على جندي يحرس نصبا تذكاريا فأرداه قتيلا ثم اقتحم مبنى البرلمان، وقتلت قوات الأمن المهاجم الثاني أيضا. في الوقت نفسه، أعلنت السفارة البريطانية في القاهرة أنها ستواصل لليوم الثاني على التوالي تعليق خدماتها العامة. وأشارت - في بيان على موقعها الإليكتروني - إلى أن مكتب القنصلية العامة بالإسكندرية يعمل بشكل طبيعي. ونقل البيان عن السفير جون كاسن، قوله إن "الخدمات العامة لدى السفارة البريطانية في القاهرة معلقة في الوقت الحالي. وقد اتخذنا هذا القرار لضمان أمن السفارة وموظفيها" ، دون المزيد من التفاصيل بهذا الشأن. وأضاف: "من المهم أن يعلم الرعايا البريطانيون أن هذه الخطوة لن تؤثر على نصائح السفر البريطانية العامة المتعلقة بالرعايا البريطانيين في مصر". وقال: "إننا نعمل على إعادة كافة الخدمات في أسرع وقت ممكن، وأعرب عن امتناني للتعاون الوثيق والمستمر مع الحكومة المصرية لتحقيق هذا الأمر". وقال مصدر أمني لوكالة "رويترز"، إنه لم يتضح بعد التهديدات التي دفعت السفارة البريطانية لتعليق خدماتها للجمهور. لكن مصدرا آخر طلب عدم نشر اسمه، أكد أن السلطات احتجزت مؤخرا شخصا يشتبه بأنه متشدد اعترف بخطط لاستهداف سفارات أجنبية. وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية التي تقع في نفس منطقة السفارة البريطانية بالقاهرة، إن سفارته تعمل كالمعتاد.