أكد المستشار محفوظ صابر وزير العدل أن مصر قادرة على التعامل مع التنظيمات الإرهابية، وأن القوانين المصرية متضمنة فى نصوصها آلية مكافحة الإرهاب بشتى صوره ، وأنها تواكب تطورات الأحداث ، كما أن المسجونين يخضعون للرقابة المشددة لمنعهم من الاستقطاب للفكر الراديكالي. جاء ذلك خلال لقاء الوزير أمس بالمنسق العام للاتحاد الأوروبى لمكافحة الإرهاب جيل دو كورتوف والوفد المرافق له . وردا على تساؤل الوفد الأوروبى عن مدى استعداد مصر لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2178 بشأن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، ومدى توافق القوانين المصرية مع هذا القرار، وحاجتها إلى إجراء تعديلات ، أوضح وزير العدل أن الوزارة انتهت من إعداد مشروع قانون لمكافحة الكيانات الإرهابية، وأنه معروض حاليا على مجلس الوزراء للموافقة عليه وإرساله إلى رئيس الجمهورية لإقراره. واستعرض الوفد الأوروبى خلال اللقاء تجربة الدول الأوروبية فى مجال مكافحة الإرهاب والعناصر الإرهابية ، مؤكدا أن أفضل الطرق هى محاربة الإرهاب عن طريق القضاء والنيابة العامة، وهو ما دعا الاتحاد الأوروبى إلى بحث سبل دعم مصر فى هذا المجال ومساعدتها فى مجالات إعداد التشريعات وتدريب القضاة ووكلاء النيابة العامة على سبل مكافحة الإرهاب وتطوير المهارات الخاصة بجمع الأدلة والتحقيقات فى مجال مكافحة الإرهاب، و رحب الوزير بذلك. وتعقيبا على تساؤل بشأن الإجراءات التى تتخذها السلطات المصرية لمحاربة تحويل فكر السجين إلى الفكر المتطرف داخل أروقة السجون، قال وزير العدل إن النيابة العامة هى المشرفة على كل السجون المصرية، وإنها تأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة، وتنظم حلقات نقاشية للمساجين برعاية الأزهر الشريف للسيطرة على هذا الفكر المتطرف، وأن المسجون يخضع داخل السجن إلى رقابة مشددة تمنعه من اعتناق هذا الفكر الراديكالي. ومن جانبه ، أكد دو كورتوف حرص الدول الأوروبية على التعاون مع دول منطقة الشرق الأوسط من أجل التوصل لحل للقضاء على خطر التطرف والإرهاب، خاصة بعد أن زادت الممارسات المتطرفة لتنظيم داعش الإرهابى فى المنطقة. وقال فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى ختام زيارته لمصر إن الخطر الذى يمثله تنظيم داعش يتزايد كل يوم،خاصة مع وجود حوالى ثلاثة آلاف أوروبى تركوا بلادهم للانضمام لهذا التنظيم ويتم تدريبهم على استخدام الأسلحة والقيام بالعمليات الإرهابية، وهو ما بدأ يمثل خطرا بالنسبة للشأن الداخلى الأوروبي. وردا على سؤال من "الأهرام" حول ما إذا كانت أوروبا والمجتمع الدولى لم تبدأ التحرك لمواجهة هذا الخطر إلا مؤخرا بعد أن مثل خطرا لأمنها القومى بينما يتواجد هذا التنظيم الإرهابى فى العراق وسوريا منذ سنوات، قال دو كورتوف إنه لم يكن أبدا من المتوقع تنامى خطر تنظيم داعش بهذه الدرجة فى هذه الفترة القصيرة، ولكن الاتحاد الاوروبى موجود فى المنطقة بالفعل ، حيث يسعى من خلال جهوده المتواصلة للعمل مع دول المنطقة لتحقيق استقرار الأوضاع هناك، وقال إن خطر داعش زاد بعد أن انضم لهم عدد ممن ينتمون للسنة وبقايا الجيش العراقى السابق الذى كان متوليا لأمور الجيش فى عهد الرئيس الأسبق صدام حسين وتم تسريحهم فيما بعد، فحتى رغم عدم إيمانهم بفكرة الخلافة الإسلامية، فإن جميعهم أصبحت مصالحهم مشتركة، ومن هنا ظهر الخطر مع تزايد أعدادهم. وأضاف أن أوروبا لن تتحرك فقط لأن الخطر أصبح يهددها من الداخل بل هى على أتم استعداد للتواجد فى أى مكان يتعرض لخطر تنظيم داعش ومساعدة الدول على مواجهته،فلو وصل خطر تنظيم داعش لمصر مثلا حتما سيتواجد الاتحاد الأوروبى لمساعدتها فى مواجهته. وقال إنه يجب العمل على مواجهة هذا التنظيم الإرهابى على وسائل التواصل الاجتماعى أيضا ، حيث يتمتع هذا التنظيم بقدرة على توظيف شبكة الإنترنت وتويتر وفيسبوك للإعلان عنهم ومحاولة استقطاب المزيد من الشباب ونشر مقاطع الفيديو الخاصة بهم، لذا نعمل بالتعاون بين الدول على إغلاقها لعدم قانونيتها نظرا لأنها تشجع على العنف والتطرف.