يظل هدف إيجاد جيل جديد من العمالة المحترفة المدربة وتشجيع الشباب على العمل الحر هو الأهم من أجل التخلص من عدة مشكلات يواجهها المجتمع كالبطالة وسوء جودة المنتج المحلى بل وحتى المشكلات الأمنية ، فوجود عمالة مدربة معتمدة تعمل وفقا لقوانين تحفظ حق العميل وأيضا العامل الذى سيحظى بمظلة تأمينية تحفظ حقوقه. ويأتى إطلاق مجلس التدريب الصناعى التابع لوزارة الصناعة برنامجا تحت اسم «حرفى « كخطوة إيجابية من قبل الدولة لتحقيق هذه الغاية ولكن يظل رأى الخبراء فى التجربة والتعرف على روشتة نصائحهم ضرورة من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من مثل هذه المبادرات والبرامج . ومن جانبه يقول محمد صلاح مدير برنامج «حرفي» أن الهدف من إطلاق البرنامج الذى تموله دولة الإمارات العربية المتحدة هو نشر مفهوم ريادة الأعمال والعمل الحر وتكوين آلية عمل فعالة تضمن تفعيل مفهوم الدمج المجتمعى للفئات الأكثر تهميشا مثل المعاقين والصم والبكم والأقزام بالإضافة إلى سكان الصعيد . وأضاف صلاح أن البرنامج يوفر الدعم الفنى المتمثل فى التدريب على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا فى بعض المهن الحرفية التى يحتاجها السوق المصرى مثل التكييف والتبريد وصيانة الأجهزة المنزلية والغسالات والهاتف المحمول وأعمال الدهانات والسباكة والبلاط والسيراميك وتصنيع الحلى والإكسسوار وتصنيع الباترون والخياطة . وكشف صلاح عن أنه ومنذ تدشين البرنامج فى يناير 2014 وحتى يونيو 2014 تم تدريب وتأهيل نحو 760 متدربا على عدد من الأعمال الحرفية ، بينما يتوقع أن يتم استهداف نحو 4000 متدرب. وأوضح صلاح أنه تم تخريج نحو 15 متدربا من فئة الأقزام بالتعاون مع جمعية رعاية الأقزام بالإسكندرية وإقامة ورشة إنتاجية لصيانة الهاتف المحمول تضمن تحقيق تنمية مستدامة لتلك الفئة ، وأشار إلى أن بعضهم تمكن من إقامة ورشة لصيانة أجهزة الهاتف المحمول بالإسكندرية . وعن شروط الحصول على منحة الاشتراك فى البرنامج ، يؤكد صلاح أن الشروط هى أن يكون المتقدم مصرى الجنسية وألا يقل عمره عن 18 سنة ولا يزيد على 50 سنة وأن يتفرغ وبشكل كامل لحضور الدورة التدريبية التى تتراوح مدة إقامتها بين 5 أيام إلى 25 يوما بمعدل 6 ساعات يوميا . وأضاف صلاح أنه وبعد اجتياز الاختبار النهائى بنجاح يتم تزويد المتدرب بحقيبة «عدة « طبقا للتخصص تحتوى على الأدوات والمعدات اللازمة لمساعدة الخريج على الدخول إلى سوق العمل سريعا . ومن جانبها ، قالت أسماء أبوبكر (21 عاما ) من مدينة دندرة فى قنا وإحدى خريجات برنامج حرفى أن حصولها على منحة الاشتراك فى البرنامج كان عبر مركز دندرة الثقافى وأن البرنامج ساعدها وبشكل كبير فى إتقان صناعة الحلى والإكسسوارات والنقش على النحاس . وكشفت أسماء عن أن مدة البرنامج التدريبى امتدت إلى قرابة الشهر وأنها كانت ضمن مجموعة تتكون من 10 متدربات ، وأضافت أنهن نجحن بعد تخرجهن فى إقامة معرضين فى الجامعة الأمريكية نجحن أيضا فى التعاقد مع عدد من المحلات فى القاهرة لترويج وبيع ما يقمن بتصنيعه وذلك بالتعاون مع مركز دندرة الثقافى . أما منى سعد من الأقصر (36 عاما ) فتقول أنها شاركت فى برنامج «حرفى» للتدريب على خياطة الباترون وأضافت أنها تخرجت ضمن 14 خريجة أخرى من البرنامج الذى امتد لنحو شهر .
وأشارت منى إلى أنها ورغم أنها خريجة دبلوم فنى صناعى إلا أنها لم تتعلم الخياطة والتفصيل بشكل احترافى إلا بعد اجتياز التدريب الذى وفره لها البرنامج مؤكدة أنها أصبحت قادرة على العمل واستخدام الماكينات الموجودة فى المصانع بسهولة . وفى السياق ذاته ، عبر كرم (43 عاما ) مقيم فى الإسكندرية وحاصل على دبلوم صنايع عن سعادته لوجود مثل هذه البرامج التى تدعم الشباب ، مشيرا إلى أن أمنية حياته كانت تعلم صيانة الهواتف المحمولة وهو ما استطاع تحقيقه من خلال البرنامج الذى تعرف عليه عبر جمعية رعاية الأقزام بالإسكندرية . وأضاف كرم أنه فور نجاحه فى البرنامج التدريبى لم يتردد وقام بافتتاح محل لصيانة الهواتف المحمولة ، وطالب جميع الشباب بأخذ الخطوة للالتحاق بالبرنامج والبدء فى مشروعهم الخاص . وعلى صعيد آخر ، أكد الدكتور صلاح جودة الخبير الاقتصادى أنه توجد لدينا إشكالية طوال ال20 عاما الماضية وهى أننا نبحث وننادى بوجود عمالة مدربة ولكن دون أن نضع الإطار التشريعى والقانونى لذلك . وأضاف جودة أن تدريب العمالة ضرورة ومهم للغاية إلا أن ذلك يجب أن يتم فى مراكز معتمدة وأن يعمم فى جميع أنحاء الجمهورية ، مشيرا إلى ضرورة أن يحظى جميع العاملين بمظلة تأمينية تحمى حقوقهم وحقوق الغير على ألا تصرف شركات التأمين أى تعويضات إلا فى حالة وجود رخصة معتمدة يحملها العامل . وشدد جودة على أن إنشاء مراكز صيانة معتمدة فى جميع أنحاء الجمهورية وتعميم التجربة سيسهم فى الحد من معدلات البطالة وفرض رقابة على قطع الغيار ووضع حد أقصى للربح من أجل منع الاستغلال وجشع البعض .