عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس مؤتمرا صحفيا مع نظيره الفرنسى فرانسوا أولاند ، عقب جلسة مباحثات ، وجه خلاله الشكر والتقدير للشعب الفرنسى ، كما أعرب عن شكره للمصريين الذين نظموا فعاليات مؤيدة له ، مشيرا إلى أنه وجد نفسه مضطرا للنزول من الركب لشكرهم. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى أن حفاوة الاستقبال ليست بأمر غريب بين مصر وفرنسا، مشيرا إلى أن الصداقة العريقة ليست فقط على المستوى السياسى ولكن على مستوى الشعبين. وأضاف السيسى أن ممثلى كبرى شركات السياحة الفرنسية أعربوا له أمس عن تخوفهم من الوضع الأمنى فى مصر وخوفهم على المواطنين الفرنسيين ، مشيرا إلى أنه أكد بأن الوضع الأمنى مستقر وان الشعب المصرى شعب محب لكل فرنسى وأنا اريد أن تصل هذه الرسالة ليست فقط للفرنسيين ولكن لكل أوروبا". وأوضح الرئيس أن المباحثات مع أولاند كانت مثمرة للغاية وعكست تقاربا شديدا فى القضايا الثنائية وأشار الرئيس إلى أن وجهات النظر جاءت متطابقة حول ضرورة أن يكون للفلسطينيين بين دولة عاصمتها القدسالشرقية، مشددا على أهمية حل القضية الفلسطينية فى أقرب وقت مما سيشكل نقله عظيمة للمنطقة والعالم وحول العراق، أكد الرئيس أنه تم الاتفاق مع نظيره الفرنسى على ضرورة مساندة العراق ومساعدته على مواجهة خطر الإرهاب الذى يهدد سلامة شعبه. وعدم إقصاء أى طرف من الأطراف وفيما يخص سوريا ، أشار الرئيس إلى أن المباحثات عكست ضرورة التوصل لحل سياسى للأزمة السورية لحقن دماء السوريين والحفاظ على وحدة التراب السورى. وحول الوضع فى ليبيا ، أشار الرئيس إلى أنه تم الاتفاق على ضرورة العمل لوقف النزيف المستمر فى مقدرات البلد الشقيق عبر دعم الشرعية مؤكدا أن مصر تدعم الشعب الليبى واختياراته وأوضح الرئيس أنه تم التوافق مع أراء القادة الافارقة لدعم جهود السلام وإرساء الديمقراطية داخل القارة الإفريقية. كما أشار الرئيس إلى توافق الرؤى حول دعم دول حوض المتوسط، خاصة فى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية ودعم جهود التنمية المستدامة. وحول العلاقات الثنائية ، أشار الرئيس إلى الاتفاق مع نظيره الفرنسى على تعزيز العمل المشترك فى كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والعسكرية والسياسية والثقافية، وكشف الرئيس عن تخصيص فرنسا موسم ثقافى لمصر بفرنسا خلال عام 2018 بما يعكس متانة العلاقات الفرنسية المصرية. وفيما يخص دعوته للرئيس الفرنسى للمشاركة فى افتتاح قناة السويس الجديدة، قال الرئيس أن زيارة أولاند المرتقبة "غير محسوبة"، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على زيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر خاصة فى منطقة محور قناة السويس ، بالإضافة لعدد من المشروعات العملاقة الأخرى. ومن جانه ، وصف الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند الرئيس السيسى بأنه رئيس أكبر بلد عربى وصديق لفرنسا، وأنهما اتفقا حول مجمل القضايا المطروحة وأضاف أولاند أن مصر مرت بمرحلة صعبة وثقيلة من حيث تبعاتها ونتائجها ، معربا عن رغبة بلاده فى أن تكون شريكا لمصر لأنها بحاجة لشريك قوي. وأعرب عن أمله فى استمرار عملية الانتقال الديمقراطية التى تحترم خارطة الطريق وتحقق النجاح لمصر مستقبلا. وأضاف أنه ناقش مع الرئيس مشاكل التنمية فى مصر ، مشيرا إلى أنه سيتم طرح عدد من المشاريع الفرنسية التى تساهم فى تحسين البنية التحتية والتنمية. وأشار أولاند إلى أنه فى الوقت الذى تمر فيه مصر بعملية الانتقال السياسى هناك ضرورة لوجود استثمارات فى المجال الاقتصادى ، خاصة فى بعض القطاعات، كما تم توقيع اتفاقيات تتضمن شراكة فرنسية مصرية بخصوص تمويل الخط الرابع لمترو الانفاق بالقاهرة ، فضلا عن اتفاقية مع الوكالة الفرنسية للتنمية لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل فى عدة محافظات بقيمة 70 مليون يورو ، كما تم توقيع اتفاقية مع الوكالة الفرنسية للتنمية لدعم التشغيل عبر تمويل الشركات الصغيرة فى المناطق الاكثر فقرا بقيمة 80 مليون يورو ، كما تم توقيع الاتفاق على تفعيل التعاون فى الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية. وأوضح أنه سيكون هناك لجنة اقتصادية مشتركة فى شهر مارس المقبل ستركز على هذه الاتفاقيات، وأوضح آن قيمة الاستثمارات المقررة فى مصر خلال الفترة المقبلة ستصل إلى 769 مايون يورو.