للأسبوع الثالث على التوالي، واصلت قوات الجيش الثانى الميداني، عملياتها العسكرية فى إطار حربها الموسعة للقضاء على الجماعات الارهابية والعناصر الإجرامية والهاربين من العدالة بشمال سيناء، وقامت القوات فجر أمس بشن هجمات مكثفة على الأوكار والبؤر الإرهابية بمدن "العريش" و"رفح" و"الشيخ زويد"، لملاحقة وتصفية العناصر التكفيرية المسلحة والقبض على العناصر المشتبه بها، وفرض سيطرتها الأمنية على هذه المناطق بالتعاون مع الوحدات الخاصة من الأمن المركزي. وأكد مصدر أمنى بمسرح العمليات أن القوات وسعت من نطاق عملياتها العسكرية وتمكنت من تصفية 8 عناصر إرهابية بمناطق مختلفة، حيث تم قتل 5 منهم فى أثناء تواجدهم بالصحراء ويستقلون سيارة ذات دفع رباعى محملة بمدفع مضاد للطائرات، حيث قصفتهم طائرة "أباتشى" ودمرتها بالكامل، كما قصفت "الأباتشي" سيارة ماركة "هيونداي فيرنا" بداخلها 3 عناصر تكفيرية.ورجح المصدر مقتل 3 أشخاص، كانوا يستقلون السيارة، وتفحمهم، كما قصفت الأباتشي منزل تكفيري يدعى "محمد.أ"، كما تم قصف منزل آخر مجاور لمنزل أحد شيوخ التكفيريين ويدعى "أبو منير". وأشار المصدر إلى ان المداهمات الأمنية وعمليات التمشيط أسفرت عن ضبط 13 من العناصر المشتبه فى تورطها فى القيام بعمليات إجرامية ضد القوات المسلحة والشرطة، كما تم تدمير 246 وكرا و19 سيارة و41 دراجة بخارية و6 مخازن للأسلحة عثر بداخلها على منشورات وملصقات مطبوع عليها شعارات رابعة، ومواد غذائية، و4 عبوات ناسفة، كما تم العثور على قنبلة يدوية و4 "شدات" عسكرية و 5 "أفرولات" وصندوق ذخيرة، والتحفظ على 4 سيارات دفع رباعى لفحصها.
من ناحية أخرى استقبل محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، مساء أمس الأول وفداً من قوات حفظ السلام الدولية ال "un" بقيادة اللواء "دينيس طومسون"، قائد القوة متعددة الجنسيات العاملة بسيناء، وذلك لمتابعة آخر تطورات الوضع الأمني، وجهود القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب، وإعادة الاستقرار إلى المحافظة، بالإضافة إلى آخر تطورات عملية إخلاء الشريط الحدودي بمدينة رفح.
ومن جانبه قال محافظ شمال سيناء، انه تمت مناقشة عدد من الموضوعات والمطالب الخاصة بالقوة متعددة الجنسيات من المحافظة، والتى تقوم المحافظة ممثلة في مجلس مدينتي رفح والشيخ زويد بتلبية احتياجاتها .
حضر اللقاء كل من اللواء "سامح عيسى" سكرتير عام المحافظة، والمقدم "ليكس هينز" المساعد العسكري للقوة، والمقدم "فيليب سوشيه" نائب رئيس الاتصال بالقوة، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة.
"ممنوع التفجير"
وسط حالة الخوف والترقب التي يعاني منها أبناء المنطقة بالعريش وتخوفهم من رصاص الإرهاب الغاشم الذى لا يفرق بين المدنيين والجنود ولا يؤمن بحرمة الدم أو إهدار أموال المسلمين، لم تكن خفة الدم التى يتميز بها الشعب المصرى غائبة عن المشهد، وقد لفت الانتباه قيام أحد التجار بتعليق لافتة كتب عليها "رجاء عدم التفجير بجوار المحل لان البضائع المتواجدة بالمحل تم اقتراض ثمنها".
وقال صاحب المحل ويدعى أحمد أبو مرزوق من منطقة أبو صقل بالعريش أن جميع سكان المنطقة لا يهابون أصوات الرصاص وأن عملية البيع والشراء لم تتأثر بالعمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش والقوات الشرطة أو ساعات الحظر الطويلة، وأرجع السبب فى ذلك الى أن الأهالى أعادوا ترتيب مواعيدهم وحياتهم وفقا لمواعيد الحظر التى تبدأ فى الخامسة مساء وحتى السابعة من صباح اليوم التالى.
وأوضح أن أكبر عائق يواجه الإرهابيين والجماعات التكفيرية هو قوة وصلابة المواطنين الذين يواصلون حياتهم بشكل طبيعى دون تذمر أو قلق، وأن خروج الناس الى أشغالهم وإلى الأسواق لشراء احتياجاتهم أحبط مخططات الإرهاب التى كانت تعتمد على استغلال حالة الغضب التى كانت منتظرة من الأهالى، إلا أن هذا لم ولن يحدث وأن أبناء العريش والشيخ زويد ورفح يساندون الجيش فى حربه على الإرهاب ولن يسمحوا بإعطاء الفرصة لجماعات التعصب والإرهاب بالاستمرار فى سيناء، وأنهم سيتصدون لهم ولو ب"النكتة" هيبة شيخ القبيلة التقت "بعثة الأهرام" بعدد من مشايخ سيناء للتعرف علي التطورات التى شهدتها النظم القبلية من متغيرات، فى ظل حالة الانفلات التى تشهدها المحافظة واعتناق عدد من شبابها للأفكار التكفيرية المتطرفة، حيث يقول الشيخ حمدي أبو عكر، أن شبه سيناء كانت كلها محافظة واحدة قبل عام 1967، وكانت مقسمة إلى مناطق تسند مسئوليتها إلى المشايخ، "كما كان كبير العائلة يعرف كل صغيرة وكبيرة ويستجيب له الجميع وكان هناك نوع من التعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية فى هذا الشأن".
وأضاف: "أما الآن فقد طغت "المادة" علي العديد من شباب القبائل ومنهم من اعتنق الفكر التكفيري الذي نعاني منه وسببه عدم نشر الوعي الديني بصورة مكثفة في صحراء سيناء وترك المساجد لأي شخص يقرأ كلمتين في الدين، فيصبح خطيب مسجد يستطيع استقطاب ضعاف النفوس من الشباب حوله.
ويضيف الشيخ سليمان الغول أن هناك انفلاتا في النظام القبلي نتج عنه انتشار السلاح والانفلات الأمني، وما عاد الشيخ قادرا على السيطرة على جميع أفراد قبيلته، كما لم يعد كلام كبير العائلة مسموعا، مما أدى إلى زيادة المشكلات، وهو ما يدفع مشايخ سيناء، إلى تأييد المطالبة بدعم دور الشيخ ومنحه الصلاحيات كاملة حتى يمكنه السيطرة على أفراد القبيلة، وتعيين مساعدين للشيوخ لمعاونتهم على أداء مهمتهم وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقته، وكذلك اختيار الشيوخ فى القبائل عن طريق الانتخاب وليس بالتعين، منعا لتدخل الأهواء وحتى تعود هيبة شيخ القبيلة المفقودة مرة أخرى.