ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن العشرات من القوات الأمريكية دخلت محافظة الأنبار غرب العراق التى أصبحت معقلا للمسلحين السنة، تمهيدا لوصول عدد أكبر لتدريب القوات العراقية، بعد إعلان الرئيس باراك أوباما بدء مرحلة جديدة فى الحملة ضد تنظيم "داعش". وأعلنت واشنطن قبل أيام عزمها على مضاعفة عدد جنودها فى العراق بهدف تدريب القوات العراقية وعناصر البشمركة الكردية على قتال التنظيم الذى رجحت واشنطن إصابة عدد من قادة الصف الثانى فيه إثر ضربات جوية للتحالف الدولى، من دون أن تؤكد إصابة زعيمه ابو بكر البغدادي. وقالت إليسا سميث المتحدثة باسم البنتاجون، إن نحو 50 عسكريا أمريكيا موجودون فى قاعدة عين الأسد الجوية بالقرب من مدينة حديثة لإجراء مسح لمرافق الموقع المحتمل استخدامها فى المستقبل كموقع لعملية مساعدة ومشورة لدعم قوات الحكومة العراقية. وأضافت، أن المجموعة مسلحة فقط لحماية نفسها، مضيفة أن القوات الأمريكية لا تسلح العشائر السنية فى المنطقة لأنه أمر فى يد الحكومة العراقية. من ناحية أخرى، قصف طيران الجيش العراقى أمس معسكرا لتدريب إرهابيى عصابات داعش وقتل العشرات منهم وأحرق عددا من عجلاتهم فى أطراف قضاء الحويجة. وقالت وزارة الدفاع العراقية فى بيان أمس الأول، إن طائرات تابعة لسلاح الجو العراقى أسقطت مساعدات إنسانية على جبل سنجار لمساعدة نازحين إيزيديين. وأوضح البيان أن المواد التى أسقطتها الطائرات شملت وجبات طعام ومياه ومنظفات ومساعدات إنسانية أخرى. فى غضون ذلك، قال مصدر كردى رفيع المستوى، إن سلطات الإقليم نفذت عمليات إلقاء قبض وبدأت تحقيقات مع عدد من المسئولين الكرد فيما نسب إليهم من التجارة بالنفط والسلاح مع تنظيم داعش الإرهابى. وأوضح المصدر الذى طلب عدم ذكر اسمه أو منصبه، أن العمليات طالت عسكريين كبارا ومسئولين بالأحزاب الكردية الرئيسية (الحزب الديمقراطى - التحالف الوطنى - حركة التغيير) ورفض المصدر الإفصاح عن أسماء أو مواقع المعتقلين، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية لأن الأمر رهن التحقيق والقضاء الذى سيعاقب بشدة كل من يثبت تورطه فى الأمر . وكان نيجرفان البارزانى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، قد أكد أن المتاجرة بالنفط مع "داعش" خيانة وطنية، وأوضح البارزانى فى مؤتمر صحفى مشترك مع نائب رئيس الإقليم قباذ الطالبانى فى مبنى برلمان إقليم كردستان أن "إقليم كردستان يعتبر أى جهة تتجار بالنفط مع داعش خيانة وطنية وشكلنا لجنة أشرف عليها أنا شخصيا"، وتأتى تصريحات البارزانى فى الوقت الذى كشف فيه العديد من المصادر عن وجود تجارة للبترول مقابل السلاح مع داعش تورط فيها عدد من المسئولين بالإقليم. من ناحية أخرى، قال البارزانى إن "الوصول إلى صيغة حل بشأن الأمور العالقة مع بغداد تعد من أولوياتنا، ولا نريد أن تكون قطع الموازنة والرواتب جزءاً من المفاوضات"، مشيرا إلى أنه "كان على الحكومة الجديدة إرسال سلفة مالية إلى الإقليم لكنها لم ترسل حتى الآن". ولفت إلى أنه "حاليا هناك وضع جديد فى العراق حتى بغداد لا تستطيع تصدير النفط من كركوك من دون مساعدة قوات البيشمركة وإقليم كردستان وهذا الوضع الجديد خلق فرصة مهمة لوصول الجانبين إلى حل مشاكلهما إذا رغبت بغداد فى ذلك"حسب قوله. ونوه إلى أنه "بنهاية عام 2015 ستحدد نسبة الموازنة التى تحددها بغداد للإقليم"، واعتبر البارزانى أنه "ليست من مصلحتنا أن تكون العلاقات بين بغداد وأنقرة متوترة ونحن نرغب العكس ولا نتصور أن تكون هذه الزيارة تؤثر على علاقتنا مع تركيا خصوصا المتعلقة بتصدير النفط الخارج"، ونبه إلى أن "الإقليم ينتظر زيارة وزير النفط العراقى إلى أربيل وإجراء لقاء معه لنقرر متى نزور بغداد" على حد تعبيره . وفى بغداد أكد رئيس الوزراء حيدر العبادى، أن المرحلة المقبلة ستشهد تولى وزارة الداخلية الملف الأمنى فى بغداد، مشيرا إلى أن الحكومة متجهة لرفع الحواجز فى العاصمة وفتح الشوارع، فضلا عن أجزاء من المنطقة الخضراء،