سيطر الغموض على مصير أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى بعد أن نفذ سلاح الطيران الأمريكى سلسلة غارات جوية استهدفت قافلة مكونة من عشر سيارة وشاحنة تابعة للتنظيم قرب مدينة الموصل العراقية. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن المركبات العشر كانت تسير فى موكب قرب مدينة الموصل التى تخضع للسيطرة الكاملة من قبل التنظيم الإرهابي. ومن جانبه، قال الكولونيل باتريك رايدر المتحدث باسم القيادة المركزية بالجيش الأمريكى أنه لدى الولاياتالمتحدة ما يدعوها للاعتقاد بأن القافلة كانت تضم مجموعة من قادة تنظيم داعش، غير أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان البغدادى ضمن القادة الذين قتلوا خلال العملية، فى حين يجرى البنتاجون حاليا تقييما للتأكد من ذلك. وأكد رايدر أن الضربات الجوية دمرت قافلة السيارات التى تتشكل من 10شاحنات مسلحة تابعة للتنظيم الإرهابي. وأضاف أن التحالف يواصل الضغط على داعش للتأكد من تضاؤل حرية الحركة وحرية الاتصال لدى المجموعة. وفى هذه الأثناء، نقل مندوب الأهرام عن مصدر كردى عراقى مطلع قوله إن البغدادى لم يقتل فى الغارات الأمريكية، ومن المرجح أن يكون قد تعرض لإصابة. ومن جهة أخرى، كشف البنتاجون عن أنه منذ نهاية أغسطس الماضي، انقطعت الاتصالات بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع بخصوص إستراتيجية مكافحة داعش. وبناء على طلب من مكتب قانون حرية تبادل المعلومات، أكدت الوزارة الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما ليس الوحيد الذى لا يملك إستراتيجية، كما اعترف صراحة يوم 28 أغسطس الماضي، بل أن البيت الأبيض لم يتحدث عن تطوير إستراتيجية مع البنتاجون قبل شن الهجمات الجوية ضد تنظيم داعش فى العراق فى 8 أغسطس الماضي. وعلى صعيد العمليات العسكرية لتطويق التنظيم الإرهابى فى عدد من المدن العراقية، أعلنت وزارة الدفاع العراقية تحرير عدد من القرى من سيطرة تنظيم داعش فى محافظة الأنبار التى تبعد 118 كيلومترا عن غرب العاصمة بغداد. وذكرت الوزارة فى بيان لها :تمكنت قوة مشتركة من فرقة المشاة السابعة عشرة وقيادة فرقة المشاة الرابعة عشرة والفرقة السادسة فى الجيش العراقى وبالتعاون مع قوات الشرطة الاتحادية ومتطوعى الحشد الشعبى وبإسناد مباشر من قبل صقور القوة الجوية من تطهير منطقة الرفوش ودويليبة وقرية شنيتر عبر عملية عسكرية كبيرة شنتها القطعات العسكرية. وفى الوقت نفسه، وصلت القوات العراقية إلى وسط مدينة بيجى فى شمال البلاد، فى محاولة لكسر حصار تنظيم داعش لمصفاة بيجى القريبة، وهى أكبر مصفاة نفطية فى البلاد. وذكر عقيد شرطة أن القوات دخلت من الجنوب والغرب وسيطرت على حى التأميم ووسط المدينة. وقال سلطان الجنابى وهو من سكان بيجى لرويترز عبر الهاتف من منزله إن الاشتباكات مستعرة منذ ذلك الحين. وفى السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعه ل «الأهرام» أن تنظيم داعش فى العراق سيلجأ خلال الفترة القادة إلى التصعيد وشن هجمات ضد مناطق متفرقة فى تصعيد جديد يستهدف تخفيف الضغط عليه بعد العمليات والضربات التى تعرض لها. وأوضحت المصادر أن المذابح التى ارتكبها داعش ضد العشائر السنية مثل عشيرة البونمر وغيرها ، كانت السبب الأول وراء قرار إرسال الولاياتالمتحدة 1500 خبير ومدرب عسكرى إلى العراق، فى ظل تراخى الحكومة العراقية وعجزها عن وقف ممارسات داعش وغيرها من الممارسات التى تستهدف الأبرياء فى المناطق العربية السنية التى خرج منها التنظيم الإرهابى من قبل المليشيات الشيعية المتطرفة التى تقاتل بجانب القوات الحكومية. وطالبت المصادر الولاياتالمتحدة بإرسال قوات عسكرية وليس خبراء لمحافظة الأنبار تحديدا كبداية لحماية وتقوية وتسليح العشائر التى ستتولى القضاء على داعش فى نينوى وديالى وغيرهما. وألمحت المصادر إلى أن تطويل الفترة الزمنية لوجود داعش فى هذه المحافظات ، أوجد حالة من الأمر الواقع، وباتت أطراف داخلية وخارجية تتعامل مع داعش فى مجالات بيع البترول وتجارة السلاح. ورفضت المصادر توضيح مزيد من التفاصيل، مؤكدة أن البترول العراقى الذى تسيطر عليه داعش يجد طريقه إلى إيران وتركيا ويباع لهما عبر وسطاء عراقيين. وأشارت إلى أن العراق يعيش أكبر ماساة إنسانية على مدى تاريخه فى ظل تصاعد أعمال القتل وتشريد أكثر من مليونى شخص أصبحوا بلا مأوي، وأن النازحين مع قدوم فصل الشتاء يواجهون الموت من البرد فى ظل عدم وجود الامكانيات التى تحميهم بل أن الفساد طال المخصصات التى خصصت من المجتمع الدولى لهم. وأضافت أن جميع الأطراف العراقية ارتكبت مجازر بحق الأبرياء وحدثت إبادة وإزالة قرى بأكملها جنوببغداد وحول كركوك وذلك لتنفيذ مشروعات خاصة بكل طرف.